أذاك هو الذهب الذي يخطف الأبصار ام ذاك هو الماس الذي يلهم القلوب؟ انه ليس بالذهب او حتي بالماس انه اثمن من الذهب و أغلي من الماس، نعمة مغبون فيه الكثير، أنه السلم الفضي يصعد بك نحو القمة او ينجرف بك نحو القاع، انني اتحدث عن جزء منك، فلا تقف مذهولا عندما تعلم انني اتحدث عن أثمن ما تملك في حياتك ، و لتحمل معي ذلك السيف الحاد الذي اما ان تقطعه او أن يقطعك، ولكن مهلا لتحمله من متدبر عاقل ذا لب رشيد. نعم يا بناة الحضارة، انه الوقت. إنه تلك النعمة التي لو سافرت معي بخاطرك في رحلة إلي الماضي لرأيت أسلافك و أجدادك أشد الناس حرصا علي الوقت، ولم لا و هم ذا أعرق حضارة في تاريخ الأمم، أليسوا هم أصحاب إنجازات سطرت في جبين التاريخ، أليسوا هم أساس النهضه، ام أقول ألسنا نحن لبنة تقدم الأمم. و لكن مهلا، اليس كل هؤلاء هم آباؤنا و أجدادنا، لو فكرت ملياً تفكر المتأني لوجدت قلبك يسارعك بإجابه ناطقاً: بلي هم آبائي و أجدادي و أعتز بهم. حقا صدق أمير الشعراء حين قال : دقات قلب المرء قائله له ان الحياة دقائق و ثواني فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمر ثانِ و إذ بأعذب الأصوات ينطق في قلبي بحديث - ما أجمله حديث - بكلمات تفتح أبواب المعرفه و الحكمة، و تضيئ لنا طريق التقدم و النمو بنبراس العلم و الحياة، فيقول من لا ينطق عن الهوي ' نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة و الفراغ' رواه البخاري و إذ بي أسمع في الأذهان سؤالاً يجول في خاطركم: كيف لي ان استثمر تلك الجوهرة الثمينة، كيف لي ان استثمر الوقت؟! سرت متأملاً في الآفاق باحثا عن إجابه لهذا السؤال، فما وجدت اجابة يطمئن لها الفؤاد إلا في كلام خير الأنام محمد ' صلي الله عليه و سلم ', أليس هو من قال 'اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناءك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك ' صدق رسولنا الكريم. فهل لنا أن نغتنم تلك الدرر؟ ألن نسعي لننهض بسواعد شبابنا؟ ألسنا علي خطي النبي الكريم؟!، اسأله تنظر إجابة من شعاع الأمل من بناة الحضارة فكونوا شعلة التقدم و لتغتنموا أوقاتكم و لنضرب خير مثالٍ عن حسن القيادة و هيا رافعين الأمة لنصل بها إلي عنان السماء.