في بداية ندوة عقدت مساء أمس، بمعرض الكتاب، طلب المهندس إبراهيم محلب، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية ، من الحاضرين الوقوف دقيقة حدادا علي شهيدي الشرطة، اللذين قتلتهما يد الإرهاب. وأكد المهندس إبراهيم محلب في كلمته أنه لم يعد أمامنا سوي الامتداد في ربوع مصر، ولدينا استراتيجية واضحة للتنمية العمرانية حتي 2052، وضعها خيرة علماء وخبراء مصر، بمشاركة وزير الإسكان الأسبق الدكتور فتحي البرادعي، ونحن مستمرون في طرح الاستراتيجية للمناقشة المجتمعية. وأضاف الوزير- في ندوة معرض الكتاب- أنه منذ بداية القرن العشرين، وحتي الآن زاد عدد السكان تقريبا من 9 ملايين، إلي ما يزيد علي 85 مليونا حاليا، ومازلنا نعيش علي نفس المساحة، 5, 7% من مساحة مصر، فعندما يتضاعف عدد السكان عدة مرات علي نفس المساحة، فمعني ذلك أن الحيز العمراني تشبع، ولهذا بدأ التعدي علي الأراضي الزراعية، وهذا ما يجعلني أؤكد أنه ليس أمامنا سوي الامتداد في ربوع مصر، واستراتيجية التنمية العمرانية، تهدف إلي مضاعفة مساحة المناطق المعمورة خلال ال40 عاما القادمة لتصل إلي 11 أو 14% من مساحة مصر. وأشار الوزير إلي أن الإنسان المصري يعاني، جميع الشرائح لا تشعر بالسعادة، فالإنسان كيف يشعر بالسعادة ومن حوله لا يشعرون بها، أنا أقصد 'الإنسان' بما تعنيه الكلمة، فعندما نري سكان القبور، وسكان العشوائيات، وعندما نري سيدة كل أملها في اليوم أن تحصل علي أنبوبة بوتاجاز، وعندما نري أماكن إذا أراد المواطن أن يدخل بيته لن يستطيع إلا علي قوالب طوب، نظرا للصرف الصحي الذي يملأ الشوارع، كل هذا يوضح حجم التحديات التي أمامنا، نحن في كل مجال نتكلم عن تريليونات نحتاجها. وأكد المهندس إبراهيم محلب أنه لا يمكن أن نواجه هذه التحديات سوي بالعمل، واكتشاف مصر من جديد، لكن الصوت العالي، وعدم التوازن بين الحقوق والواجبات لن يؤدي إلي أفضل مما نحن فيه. وشدد وزير الإسكان علي أن مقومات النجاح في مصر كثيرة، منها الموقع الجغرافي، وعبقرية المكان، التي نتحدث عنها جميعا، والمسطحات المائية الشاسعة من البحار والبحيرات، ودرجة سطوع الشمس، إضافة إلي الكنوز التي أعطاها الله لنا في باطن الأرض، ولم نستغلها. وأضاف الوزير: ذْكر كثيرا أن هذا الشعب عبء علي الوطن، وهذا غير صحيح، هذه الثروة البشرية لو تم استغلالها سيكون هناك تأثير كبير، التحدي الذي أمامنا هو الإنسان المصري، ثقافة العمل هي التحدي الكبير أمامنا، كل هذه سلبيات ننتقدها كلنا، ونحن جميعا مشاركون فيها.. التحدي الذي أمامنا أيضا هو الفساد، ليس بمعناه المعروف، فالموظف الذي لا يقوم بواجبه ويعطل مصالح الناس هذا فساد، وأوصل الناس إلي الحالة التي نحن فيها الآن، ولكن هناك مارد مصري سيخرج قريبا، المارد الذي خرج بعد حرب 67، وجاء بنصر 73، فالإنسان المصري هو الذي هزم الهزيمة، هذه هي الشخصية المصرية التي تواجه التحديات، وإذا كان هناك شباب مصمم علي تغيير بلده، شباب قام بثورتين، فيجب أن يقوم بثورة ثالثة، وهي ثورة البناء. واختتم المهندس إبراهيم محلب، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، كلامه بالتأكيد أن هناك جراحات يجب أن تتم في هذا المجتمع، قد تكون مؤلمة، ولكن لا مفر منها، إذا كنا نريد الحل، فنحن لدينا أمراض لا يوجد علاج جاهز لها، ولكن يجب أن يكون هناك علاج 'تركيب'، يعبر عن التجربة المصرية.