تفاصيل احتفالية تخرج طلاب مركز تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها    نقيب المحامين يفتتح مقر اللجنة النقابية لمحامي الحمام والعلمين    وزيرة البيئة تترأس الجلسة الختامية لاحتفالية الذكرى 50 لخطة عمل البحر الأبيض المتوسط    بعد الضربات الإسرائيلية على إيران.. سعر الذهب اليوم في مصر يعود للارتفاع بمنتصف تعاملات اليوم "عالميا تجاوز 3400 دولار"    إزالة 654 حالة ضمن الموجة ال26 لإزالة التعديات ببنى سويف    ماكرون يدافع عن إسرائيل!    ما موقف حزب الله من حرب إسرائيل وإيران؟.. وكيف سيدعم طهران؟    إجرام واستعلاء.. حزب النور يستنكر الهجمات الإسرائيلية على إيران    إيران تؤكد وقوع أضرار في موقع فوردو النووي    مونديال الأندية، أزمة في إنتر ميلان بسبب الحرب بين إيران وإسرائيل    مونديال الأندية، ريبيرو يستقر على ثلاثي خط وسط الأهلي أمام إنتر ميامي    إحالة سائق للمحاكمة لاتهامه بالتحرش بسيدة بمدينة نصر    طلب إحاطة يحذر من غش مواد البناء: تهديد لحياة المواطنين والمنشآت    القبض على شخص أطلق النيران على زوجتة بسبب رفضها العودة اليه بالمنيا    المرأة منتجة جريئة من أم السينما إلى شاهيناز العقاد    تأجيل محاكمة " أنوسة كوتة" فى قضية سيرك طنطا إلى جلسة يوم 21 من الشهر الحالي    غدا..بدء التقديم "لمسابقة الأزهر للسنة النبوية"    التعليم العالي تطلق سلسلة "صحتك في الصيف"    تحذير لطلاب الثانوية العامة: تجنبوا مشروبات السهر والتركيز لهذه الأسباب    تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.. تحرير 146 مخالفة لمحلات لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة    استعراض خطير على الطريق الدائري بالقاهرة.. والشرطة تتمكن من ضبط السائق    ضبط 3 عاطلين وسيدة بتهمة ارتكاب جرائم سرقات في القاهرة    وزير الري يؤكد توفير الاحتياجات المائية بمرونة خلال ذروة الصيف    محافظ الشرقية يقرر عودة سوق اليوم الواحد بمراكز ومدن المحافظة    مراسلة «القاهرة الإخبارية»: مستشفيات تل أبيب استقبلت عشرات المصابين    إليسا وآدم على موعد مع جمهور لبنان 12 يوليو المقبل    "الحياة اليوم" يناقش آثار وتداعيات الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران    جوليانو سيميوني: جاهزون لمواجهة باريس سان جيرمان    «التخطيط» تعقد غداً مؤتمر «التمويل التنموي لتمكين القطاع الخاص.. النمو الاقتصادي والتشغيل»    وزير التموين: توافر كامل للسلع الأساسية ومدد الكفاية تفوق 6 أشهر    الضربات الإسرائيلية على إيران ترفع أسعار استخدام ناقلات النفط    خاص| سلوى محمد علي: سميحة أيوب أيقونة فنية كبيرة    ريال مدريد يحصن مدافعه الشاب راؤول أسينسيو بعقد حتى 2031    السلع الغذائية العالمية تقفز بعد صراع إسرائيل وإيران ومخاوف من أزمة إمدادات    ليلى عبد المجيد تحصد جائزة "أطوار بهجت" للصحافة كأفضل إعلامية عربية    عمليات جراحية دقيقة تنقذ حياة طفلة وشاب بالدقهلية    من أضواء السينما إلى ظلال المرض.. تعرف على حياة زبيدة ثروت وصلتها بمي عز الدين    الطبيب الألماني يخطر أحمد حمدي بهذا الأمر    مدرب إنتر ميامي يراهن على تأثير ميسي أمام الأهلي    مدبولي: الحكومة تبذل قصارى جهدها لتحقيق نقلة نوعية في حياة المواطنين    اليوم.. الحكم على متهمة بالانضمام لجماعة إرهابية بالهرم    «عمال الجيزة»: اتفاقية الحماية من المخاطر البيولوجية مكسب تاريخي    أهالي يلاحقونه بتهمة خطيرة.. الأمن ينقذ أستاذ جامعة قبل الفتك به في الفيوم    الأهلي بزيه التقليدي أمام إنتر ميامي في افتتاح مونديال الأندية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 14-6-2025 في محافظة قنا    خاص| محمد أبو داوود: «مشاكل الأسرة» محور الدراما في «فات الميعاد»    الصحة: قافلة متخصصة في جراحات الجهاز الهضمي للأطفال ب«طنطا العام» بمشاركة الخبير العالمي الدكتور كريم أبوالمجد    حجاج مصر يودّعون النبي بقلوب عامرة بالدعاء.. سلامات على الحبيب ودموع أمام الروضة.. نهاية رحلة روحانية في المدينة المنورة يوثقوها بالصور.. سيلفي القبة الخضراء وساحات الحرم وحمام الحمى    شديد الحرارة.. الأرصاد تكشف عن حالة الطقس حتى الخميس 19 يونيو    غرائب «الدورس الخصوصية» في شهر الامتحانات    جماهير الأهلي توجه رسائل مباشرة ل تريزيجية وهاني قبل مباراة إنتر ميامي (فيديو)    تعرف على أسماء وأماكن لجان الثانوية العامة 2025 بمحافظة الشرقية    معاذ: جماهير الزمالك كلمة السر في التتويج ب كأس مصر    رئيس جامعة سوهاج في ضيافة شيخ الأزهر بساحة آل الطيب    إعلام عبري: سقوط 4 صواريخ فى دان جوش والنقب والشفيلا    إعلام عبرى: ارتفاع عدد المصابين إلى 7 أشخاص جراء الهجوم الإيرانى    ما حكم أداء النافلة بين الصلاتين عند جمع التقديم؟    «الإفتاء» توضح كيفية الطهارة عند وقوع نجاسة ولم يُعرَف موضعها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نص شهادة 'ابراهيم عيسي'في قضيه قتل متظاهري يناير..
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 12 - 01 - 2014

استمعت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي، بأكاديمية الشرطة في القاهرة، اليوم الأحد، إلي أقوال الكاتب الصحفي إبراهيم عيسي، رئيس تحرير جريدة التحرير، في قضية 'محكمة القرن'، المتهم فيها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ونجلاه علاء وجمال، مبارك ونجلاه، يحاكم وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، و6 من كبار مساعديه، في قضية اتهامهم بالتحريض والاتفاق والمساعدة علي قتل المتظاهرين السلميين إبان ثورة 25 يناير، وإشاعة الفوضي في البلاد وإحداث فراغ أمني فيها.
و فيما يلي نص شهادته امام المحكمه
س: أذكر نبذة عن سيرتك الذاتية؟
خريج كلية الإعلام قسم صحافة عام 1987 عملت منذ الجامعة صحفقيًا في مجلة روز اليوسيف ثم أسست وترأست تحرير جريدة الدستور منذ عام 1995 حتي عام 1998 ثم أعيد تاسيسها عام 2005 ثم فصلت من رئاسة تحريرها عام 2010 ثمفي هذه الفترة عملت في تقديم أكثر من برنامج تلفزيوني ثت ترأست تحرير جريدةالتحرير من يوليو 2011 حتي الن.
س: ما أسباب إختيار يوم 25 للتظاهر من وجهة نظرك؟
كان دعوة من قبل عدد من الجمعيات وألاحزاب السياسية للتظاهر في ذلك اليوم وإختياره بالتحديد إعتراضا وإحتجاجا علي ممارسات جهاز الشرطة في هذه الفترة
س: ما هي الفئات المتظاهره في هذا اليوم؟
الدعوة ظهرت في يناير 2009 وشهدت إستجابة محدودة جدا لها حيث تظاهر في هذه الفترة بضعة عشرات، وفي 2011 ربما كان هذا الحجم من التأثير من جراء أحداث تونس مما جعل العدد الذي إستجاب للمظاهرات يومها أكبر مما كان يتوقعه أصحاب الدعوي وكان يغلب علي المتظاهرين يوم 25 يناير طابع الشباب والمنتمين للقوي السياسية
ما هي تأثير ما تواتر عن توريث رئيس الجمهورية الحكم لنجله علي تلك التظاهرات؟
كان عاملا أساسيا للإحتجاج والمعارضه
ما مدي تأثير ما دار بشأن تزوير إنتخابات مجلس الشعب علي تظاهرات يناير؟
كان دافعا لعدد من النواب الذين فشلوا في النجاح في دوائرهم للتواجد في هذه المظاهرات وإن كانوا ليسوا أصحاب الدعوي لها، ولمتكن نتيجة الإننتخابات من مبررات أو دوافع الدعوي للتظاهر وذلك من خلال ما نشر عنها وقتها من المجموعات الداعية لهذا اليوم.
س: ما هي ظروف مشاركتك؟
كنت موجود في ميدان التحرير من الساعة الثانية والنصف ظهرا ودخلت الي الميدان مع مظاهرةقادمة من كوبري قصر النيل وكان أول مسيرة تصل الي ميدان التحرير
س: أرجوا الشرح بالتفصيل؟
المظاهرة كانت قادمة من كوبري قصر النيل وهي حصيلة تجمع عدة مسيرات إنطلقت من أحياء بولاق وإمبابة مرورا بالدقي شارع جامعة الدول العربية وصبت كلها ف تلك المسيرة التي عبرت من كوبري قصر النيل الي مدخل ميدان التحرير وكانت تضم في أغليها عددًا من أعضاء القوي السياسية وشباب وتوجهنا الي قلب ميدان التحرير حيث لم تكن هناك شعارات موحدة ولا هدف واضح إلا التواجد في الميدان إعلانا للإحتجاج والعارضة مع سياسات الحكم.
بعض الهتفات كانت تركز علي تطهير الشرطة والأخر كان موجه ضد جهاز أمن الدولة وبعضها كان يهتف بسقوط التوريث ومطالبة الرئيس بالرحيل لكن لم تكن هناك شعارات موحدة أو محددة وجلست حتي الثانية عشر ليلا قبل الفض بدقائق
س: هل حمل المتظاهرين أدوات أو أسلحة أو غير ذلك من أدوات العنف؟
لم يكن هناك مظهر إلا السلمية التامة ولم يكن بيد أحدهم طوال 12 ساعة تقريبا بالميدان إلا لافتات مكتوبة وتجمعات تهتف وبعضها يجلس بحدائق الميدان وبعضها يخطب في حلقات ولم أري أو أشهد إطلاقا أي مظهر من مظاهر العنف أو حتي التلويح به.
س: في المقابل ماذا كانت تحمل الشرطة في ذلك اليوم من أسلحة؟
لم تكن هناك شرطة علي الإطلاق في ميدان التحرير 25 يناير إختفت الشرطة من الميدان ربما كانت علي بعد غير منظور أو مرئي ومن ثم لم يكن هناك أحد متسلح أو غير متسلح
س: ما المعلومات التي توافرت لك عن الفض في صبيحة يوم 26 يناير؟
تلقيت مكالمات تليفونيه من زملاء كانوا لا يزالون بالميدان وقت إنصرافي وأخبروني أن الشرطة إقتحمت الميدان بعربات أطلقت قنابل الغاز وأنها نجحت في فض الميدان لكن المتظاهرين توجوا الي الشوارع الجانبية واستمروا فيها حسب ما وصلني من زملاء كانوا متواجدين في شوارع جانبية من المدان حتي الصباح
لم يصلني عن إصابة أو مقتل أي من المتظاهرين اللهم إلا إحساس البعض بالإختناق نتيجة الغاز.
س: هل متذكر أي أسم من إتصلوا بك أو كنت متأكد من تواجدهم بالميدان؟
لم أتذكر أي إسم لكثرة المكالمات، لكم تطابق الأخبار والوريات من عدة مكالمات أظهرت لي صحة الوقائع فضلا عن تواتر الأخبار عن إقتحام الميدان حتي من الجهات الرسمية
س: هل شاركت في مظاهرت 26 و 27؟
لم أشارك وكان هناك مظاهرات محدودة في وسط البلد فضلا عن مظاهرات السويس.
س: ما معلوماتك عن مظاهرات السويس؟
ما وصلني عما جري في السويس كان من زملاء صحفيين يتابعون الحدث بتفاصيله في ميادين المدينة فضلا عن بعض أعضاء القوي السياسية من داخل المدينة، إضافة الي الأخبار التي كانت تنشرها بعض وسائل الإعلام وقتها، وكان خبر سقوط قتلي بالسويس يفوق في الأهمية التفاصيل التي لم تكن حاضره وواضحة تماما في حينها حيث البعد عن مكان الأحداث ونقل الأخبار والوقائع من شخصيات في المدينة
هل كان رئيس الجمهورية الأسبق يعلم بما يضيق به شعب مصر في الجوانب السياسية والإجتماعية أنذاك؟
أعتقد أنه كان يعلم عبر مسئولي الدولة بما كان يجري، ومسئولي الدولة هم قادة الدولة الأمنيين وجهاز المخابرات العامة والحزب الحاكم والحكومة ووزرائها كما يتابع أي رئيس دولة مسار الأحداث والوقائع في بلده
س: ما ظروف مشاركتك في مظاهرات يوم 28 يناير؟
خرجت الدعوة الي مظاهرات أطلق عليها يوم جمعة الغضب وتم تحديد عدة أماكن في القاهرة وغيرها للخروج منها في مظاهرات وتركزت في المساجد علي أن تكون المظاهرات عقب الإنتهاء من صلاة الجمعة وإلإنطلاق الي ميدان التحرير بالقاهرة أو الميادين الرئيس في المدن الأخري، وقد ذهبت الي صلاة الجمعة بمسجد الإستقامة بميدان الجيزة حيث كان هناك عدد من الشخصيات السياسية والعامة إختارت هذا المسجد للخروج للتظاهر منه، مثل الدكتور محمد البرادعي وأسامة الغزال حرب والدكتور عبد الجليل مصطفي وعدد أخر.
كان المكان مزدحما وبمجرد الإنتهاء من الصلاة كانت قوات الأمن المحيطة بميدان الجيزة قد أحاطت بالتجمع الذي إحتشد أمام المسجد ومنعته بأوامر شفويه من السير لكننا صممنا علي إستكمال المظاهرة.
وبدأت قوات الأمن في إطلاق المياه علي المظاهرات لتفريها وذهب عدد من المتظاهرين الي الشوارع الجانبية ثم عادوا الي شارع الهرم، فيما لجأ البعض الأخر الي المسجد نتيجة إندفاع القوات بالمياه وفض المظاهرة وبقيت داخل المسجد ن وعند محاولتنا الخروج أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز علي المتظاهرين، وعند محاولة الخروج من الشوارع المحيطة بدأت قوات الأمن إطلاق الغاز داخل المسجد نفسه، مما أضطر البعض الي الصعود للدور العلوي للمسجد، وأستمر المشهد علي هذه التفاصيل حتي أذان العصر.
وعقب الصلاة كانت الأدخنة تملأ المسجد، فطلبت من أحد الضباط ان ألتقي فورًا بالمسئول عن الوضع الأمني بالميدان فأخبرني أنه اللواء أسامة المراسي مدير أمن الجيزة وقتها، وقال إنه موجود في ساحة معروفه بالميدان وهي موقف السيارات، فاتجهت اليه دون أن يمنعني أحد وقمت بتعريف نفسي له وأخبرته أن الوضع داخل خارج المسجد في منتهي الصعوبة وأنا أخشي علي حياة الدكتور البرادعي تحديدا والسماح له الخروج من المسجد خشية تعرضه لوعكة صحية، وطلبت من التدخل فورًا حتي لا يتفاقم الوضع وينتهي الي نتيجة مزعجه، ثم عدت المسجد وأخبرت الدكتور البرادعي الذي بدت عليه حالة الإعياء هو وعدد من كبار السن.
ثم تركت المسجد وتوجهت الي الميدان حيث تواجدت أعداد غفيرة تحاول دخول الميدان وأنا أتابع قوات الأمن وهي تتصدي لها وتطلق قنابل الغاز نحوها، ثم بدأ بعض المتظاهرين في القاء حجارةعلي قوات الأمن التي لم تكن في محيط تتعرض فيه للإصابه بهذ الحجارة، ثم ذهبنا منطلقين مع بعض المتظاهرين حيث تواجد تجمعات قادمة من شارع الهرم وطالبنا المتظاهرين التوقف عن القاء الحجارة، فاستجابوا 'سلمية سلمية'.
ثم عدنا الي المسجد وكانت حوالي الساعة الرابعة عصرا، ففوجئنا أن القوات تفتح صفوفها لخروج المتظاهرين الي شارع مراد، ثم طلب مني عدد من المتظاهرين التوجه الي المسجد لأن عدد من قوات الأمن قد سأل عنه فتوجهت اليهم فأخبروني أنني يمكنني إخبار الدكتور البرادعي بالخروج في أمان، وبالفعل خرج البرادعي، ثم إستكملت انا المسيرة مع المتظاهرين وكنت أنا الشخصية العامة الوحيدة الموجودة في المظاهرة فسألني المتظاهرين عن وجهتنا فقلت لهم سنتوجه الي ميدان التحرير.
بينما إختفت قوات الأمن ولم يعد هناك أي مظهر لوجودها بميدان الجيزة وفي بقية الشوارع المحيطة فإنطلقنا بإتجاه ميدان التحرير، وكانت المرة الأولي التي يردد فيها المتظاهرون 'الشعب يريد إسقاط النظام' ليصبح هو الهتاف الوحيد الذي نسمعه، ثم عبرنا الي منطقة كوبري الجامعة ثم الي منطقة مديرية أمن الجيزة حيث لم يكن هناك تواجد للشرطة أمام المديرية، ورللاحظت سقوط لافتات كانت معلقة علي مبني الحزب الوطني المواجه للمديرية ولم أعلم من أسقطها، ولم أكتشف تضخم أعداد المظاهرة أوحجمها حتي قدرتها أنا وبعض المتظاهرين الذين لم أعرفهم بمئات الألاف'.
ثم توجهنا الي كوبري الجلاء حيث تقابلنا مع أعداد ضخمة أخري وكانت حدود النظر تصل الي حشد عند كوبري قصر النيل، وكان الزحام وقتها رهيبًا والأعداد هائلة في حوالي الساعة الخامسة، وبدأنا نري مرة أخري قتابل الغاز تلقيها قوات الشرطة من أعلي كوبري قصر النيل، وفي هذه اللحظات كنت أري متظاهرين يحملون علي أكتفاهم شباب ينقلونهم خارج كوبري الجلاء والطريق المؤدي الي قصر النيل، ثم سمعنا عن إصابات وقتل ولكننا لم نتأكد من حقيقة هذه الإصابات والقتل'.
وقدم لي بعض الشباب فوراغ لطلقات الرصاص الخرطوش والرصاص الحي، بناء علي ما قالوه لي لكني لم أكد متأكد من حقيقتها لعدم مشاهدتي لها من قبل، حتي علمنا أن قوات الأمن أخلت كوبري قصر النيل فإستكملنا التوجه الي الميدان حتي دخلنا الي قلب الميدان بعد غروب الشمس وقام عدد من المتظاهرين بأداء صلاة المغرب.
كان الجو مليئا بالغاز وعلمنا بإطلاق رصاص من أعلي سطح الجامعة الأمريكية فكان التواجد داخل الميدان يحوم بالخطر.
ثم علمنا باقتحام المتظاهرين لمبني الحزب الوطني علي كورنيش النيل، فتوجهت الي هناك ورأيت عدد من المتظاهرين يخرجون من المبني بعضهم يحمل كراسي وأخرين يحملون علي ما أظن تكييفات، ثم ظهرت النيران.
وفجأة ظهرت عربتين للأمن المركزي فإندفع اليهما المتظاهرين، ففرت إحداها وألأخري إنحرفت حتي لحق المتظاهرين بها، ثم حاول بعضهم الإعتداء علي سائقها لكننا منعناهم من ذلك وأطلقنا سراح السائق بعد أن خلع ملابس الشرطة، وظللت في الميدان حتي الثانية صباحًا حيث هدأت الأدخنة ولم يعد هناك تواجد للشرطة مطلقا وبدا أن المتظاهرين قد أحكموا السيطرة علي الميدان.
س: حتي هذا التوقيت ألم تشاهد سيارات الجيش؟
أثناء ذلك شوهد عدد من مركبات الجيش علي أطراف الميدان، ولم يكن هناك معلومة أكيدة عن نزول الجيش الي الشارع، لكن تأكدت هذه المعلومة بعد أن تحركت من الميدان وشاهدت مدرعات الجيش في عدد من شوارع القاهرة والجيزة، ثم ذهبت الي البيت وعدت الي الميدان في الصباح، وكان هناك تساؤلات عديدة عن ماذا بعد، وبدأ تعبير الثورة يطلق علي ماحدث، وبدا غياب الشخصيات السياسية عن الميدان مقارنة بما ظهر في يوم 25 يناير، ولم يعد أحد يستطيع أن يقول أن الوجوه السياسية والشخصيات العامة وأعضاء الأحزاب السياسية لهم حضور غالب أو نافذ في الميدان، وبدأ الميدان يدير نفسه ثم بدأ يظهر فكرة الخيم التي يبيت فيها المعتصمون وتكاثرت بقوة يوم 30 و 31 يناير.
ولم يعد أحد يستطيع أن يقول أن الوجوه السياسية والشخصيات العامة وأعضاء الأحزاب السياسية لهم حضور غالب أو نافذ في الميدان، وبدأ الميدان يدير نفسه ثم بدأ يظهر فكرة الخيم التي يبيت فيها المعتصمون وتكاثرت بقوة يوم 30 و 31 يناير، ثم ظهرت حالة من الإرتجالية حيث لم يكن للثورة 'أب' وكانت جموع المتظاهرين هي التي تطرح الحلول.
س: هل أبصرت في يوم 28 إطلاق الشرطة للأعيرة النارية؟
علي سبيل اليقين لم أري في ميدان الجيزة إلا إطلاق المياة والغاز، بينما سمعت من المتظاهرين حين أسال عن هذه الأجساد المرفوعة علي الأكتاف وكنت أري بعضها بصدور قد تعرت وبها أثار إحتراق وكان يرد المتظاهرين الذين يحملون هذه الأجساد أن بعضهم مصابون وأن بعضهم مقتول برصاص حي، وكنت أصدق وقتها ما يقال علي سبيل اليقين نظرًا للمواجه الأمنية التي رأيتها، لكني لم أري بعيني إطلاق الشرطة للأعيرة النارية.
وأود أن أشير الي ما ذكرته سابقا أنه ثناء حديثي مع اللواء سامة المراسي لم يتعرض لي أحد، وإستجاب لمطلبي بخروج الدكتور البرادعي في حراسة الشرطة
س: ما تحليلك لظهور ظاهرة المولتوف في 28 يناير؟
أعتقد أنه نما الي البعض أنه لابد من مواجهة العنف المحتمل، أو ربما أن هذه الجهات ذاتها التي أرادت أن تفكك الدولة رأت في المولوتوف سبيل ذلك.
س: ذكر اللواء عمر سليمان إبان شهادة للمحكمة السابقة بأن بعض إصابات المتظاهرين لطلقات الخرطوش كان مرجعها الي قوات أخري غير قوات فض الشغب؟
يبقي لي التحليل الذي يتطابق مع شهاة اللواء عمر سليمان ولكن كان عليه تقديم الدليل.
س: ما تقييمك لأحداث العنف التي وقعت خلال أحداث الثورة؟
خلال ثورة يناير هناك من أراد أن يفكك الدولة وليس فقط إسقاط النظام، وأعتقد أنه كانت هناك جهات ليس لها ولاء للوطن وولاءها لدول أخري كانت تريد زيادة الغليان في البلاد ليستمر الغضب، وأعتقد أن الإحتمال أن الجهات المعادية للبلاد هي التي رغبت في سقوط الدولة وليس نظام مبارك وذلك من خلال أعمال القتل، وقد أشار الي ذلك عدد من رموز النظام السابق لكنهم لم يكونوا متمتعين بالقدر الكافي للمصداقية التي لم تدفعنا الي التسليم لما يقولون.
س: ما تعلقيك لحالات الوفيات والإصابات التي حدثت؟
هي إما عنف أمني من الشرطة، أو أن هناك جهات معنية أردات تخريب البلاد، لكني أعتقد يقينا الإتهام يتوجه ناحية الجهات المعادية التي إخترقت البلاد وإخترقت حدودنا وإقتحمت سجوننا كان دليل علي أن إدارة شئون البلاد وقتها لم تحمي حدود هذا الوطن.
س: ماذا كان الهدف من إقتحام السجون؟
هي تلك الجهات التي أرادت لمصر الفوضي وكان باب الفوضي هو إنهاء تواجد الشرطة في الشارع المصري وكسره بحيث لا تعد قادرة علي إستعادة تماسك الشارع والحفاظ علي الأمن وقد بدا هذا واضحًا في إقتحام السجون.
س: من هي الجهه التي وارء ذلك؟
حسب قرائتي وإطلاعي للقضية التي كانت منظورة أمام محكمة مستأنف الإسماعيلية فأنا من موقعي أشير بالإتهام الي جماعة الإخوان وتلك التنظيمات التي إستعانت بها لإختراق حدود مصر وتنفيذ مخططها في ضرب أمن البلاد لإحكام السيطرة علي مقاليد الحكم
س: ماهي التنظيمات التي وقفت وراء الإخوان؟
وفقًا لإطلاعي علي القضية التي أشارت لها هما تنظيم حماس وحزب الله.
س: ما واقعتك عن دهس المتظاهرين وجنود من الأمن المركزي من سياراة تحمل أرقام دبلموساسية؟
ليس لدي معلومات سوي ما توارد في الإعلام.
س: ما معلوماتك عن إقتحام السجون المصرية السبب والمسبب، وأمنحك شهادة للتاريخ في الأسئلة القادمة؟
كان إقتحام أقسام الشرطة والسجون ومباني المحاكم في مصر في مساء 28 يناير و 29 يناير عملا خائنًا مجرمًا لا يمكن ان يرتكبه إلا من تخلي عن وطنيته وسلم نفسه وضميره ومصيره الي الخيانة وكان يسعي ذلك الي تفكيك هذا الوطن وهدم الدولة وبث الزعر والرعب في قلوب المصريين حتي يخلو له وجه مصر فيشوهه ويدنسه كيفما شاء ولعل هذا الموقف ما كان أبدًا أن يسمح به مواطن شريف مصريًا خالص كان معارضا للنظام السابق او مؤيدًا، ولم يكن الموقف المعارض دعوة للكارهية أو للغل أو العنف أو الإرهاب فلا يتسايق مواطن مع أخر ولا مع مسئول في الحكم إلا صراع علي خدمة الوطن، لكن سلاح المعارضة للخريب فيخرج المعارض الشريف الي من دائرة المعارضة
س: الي من تشير؟
أشير الي هذه الجماعة التي ظهرت أمام الجميع مخربة، فكلنا خرجنا لمعارضة النظام ولكننا لم نخرب
س: ما تعليقك علي حالات الإصابة والوفيات التي لحقت بعناصر من الشرطة والجيش إبان ثورة 25 يناير وكذلك مركبات هاتين المؤسستين؟
لا أعتقد أن أحد من هؤلاء المتظاهرين قد لجئوا الي العنف والتخريب وأن تلك الأيدي الأثمة كانت مدفوعة من جهات تلك التي أشرت اليها بوضوح، أو مندفعة نتيجة درجة الإستثارة التي لجأت اليها هذه الجهات لجذب عناصر ليسوا من داخلها.
س: ما تعليقك علي قطع الإنترنت والهواتف النقالة؟
اتصور أنه كان قرار فاشل بإمتياز ولم يحقق غرض من إتخذ هذا القرار، لأن وجود الإنترنت كان سيشغل البعض بمتابعة الأخبار وليس النزول الي الشارع.
س: بتحليك السياسيي هل استبعدت مؤسسة الرئاسة كافة الحلول المقبلة علي البلاد في 2011 وجزم الأمر علي المواجه الأمنية؟
أعتقد أن الإعتماد علي قوي الأمن كان هو الأساس والمركز في المواقف السياسية التي إتخذتها إدارة الحكم في تلك الفترة.
س: هل تستطيع أن تقول أن رئيس الجمهورية الأسبق شارك بقرار أو توجيه بما نجم عنه تدخل الشرطة في مواجهة التظاهرات.
أظن أنه فعل، فقوات الأمن لم تتخذ موقف إلا بقرار من قيادتها العليا، وكن أقطع بأن كل ما طلبه هو مجرد مواجه أمنية وبالقطع لم يوجه مبارك جهاز الشرطة الي قتل المتظاهرين، لأنني لم أتصور رئيس مصري وطني ان يفعل ذلك أبدًا.
س: هل يملك وزير الداخلية علي وجه العموم التصدي للمتظاهرين بقرار منفرد؟
لا أظن ذلك.
س: هل تدخل مبارك لوقف نزيف الدماء وحل الأزمة؟
تدخل عندما أعلن تخليه عن الحكم، فلو أراد إستمرار نزيف الدماء لأستمر في موقعه.
س: ما تقييمك لقرار تخلي مبارك عن الحكم؟
كان قرار مبارك بالتخلي عن الحكم صائبا وتاريخيًا ووطنيًا، لكنه عندما كلف المجلس العسكري بإدارة شئون البلاد فإعتقد أنه كان سبب فيما وصلنا اليه.
وردا علي سؤال المحكمه عن معيار اختيار الشباب المصري للمشاركة في أعمال المجتمع المدني، اكد عيسي ان هنالك محاور خدمية ومجال التنوير وحماية حقوق الإنسان، وكل من يقدم علي العمل بمنظمات حقوق الإنسان محب لوطنه باحث عن خدمته وسبيل لتحقيق طموحاته، ولم يجد دولة وأجهزة دولة تستوعب طموحه، وتؤهله وتستخدمه، ولا وجدت أحزاب سياسية حقيقية، يعمل من خلالها، ويظهر بدوره فيها.
وتابع: 'فوجد في مثل هذه المنظمات الموجودة في مصر من قديم، مثل الجمعيات الخيرية ومنها جمعية الشبان المسلمين، حيث كانت تلك الجمعيات التي كانت تلعب ولا تزال دور مهم في إنماء البلد، لكن عزوف رجال المال والأعمال وكذلك الدولة عن دعم الأنشطة التنويرية والحقوقية التي يرغب فيها ويعمل بها شبابنا دفعت هؤلاء إلي مصادر التمويل الأجنبي، التي كانت تجري تحت عين أجهزة الدولة وبموافقة الوزارت المعنية ومنصوصا عليها في اتفاقيات المنح والمعونات، وهناك من منظمات المجتمع المدني تلك وهي النسبة الأعظم والأعم من عملت لخدمة الوطن، وهناك من انحرف بهذا النشاط عن هدفه النبيل والمحتمل'. .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.