العشب طاطا للنسايم و.. نخ أخضر طري مالوهش في الحزن أخ عصفور عبيط أنا غاوي بهجة وغنا حنزل هنا وانشالله يهبرني فخ عجبي ............................. صباح جديد يمر تحت وطأة الأحلام البعيدة.. صوت علي الحجار أضفي عليه شجناً آخر برباعيات جاهين. شجن حمسني أكثر لضوء نهار أردته مختلفاً خصوصاً مع صورة مني سلمان.. التي أطلت علي شاشة الجزيرة، فمنحتني -كعادتها- تفاؤلاً صاخباً. أظنه التعبير المناسب الذي يليق بحضورها الأخاذ، حضور مني صوتاً وصورة فتح لي أفق تمردي الذي كنت اعتبرته "انسد بحجر صوان". لاأعرف لماذا تمنحني مني دائماً هذا الشعور بيقين التمرد؟ بضرورة ثقتي بنفسي؟. ربما لأنني رأيتها دائماً مختلفة. إنها فعلاً مختلفة!! ربما لأنني أراها حقيقية..آدمية جداً بشكل يتجاوز كل الواقع المصطنع بشخوصه الذين يسببون ضجة بلا معني حقيقي!! ربما لأنها تشبه شخصيات روائية قديمة أغرمت بها وشكلت جزءًا من وجداني!! أو ربما لأنها بطلة فيلمي الذي لم أكتبه!! لاأعرف بالضبط، لكن المؤكد لأنها مني سلمان التي يطل من عينيها ذلك الشغف الذي يجعل الحياة محتملة. إنه نهار بالفعل مميز وحماسي يستحضر الرغبة في تجاوز الفراغ المهول إلي مصير مذهل، هو ماشعرت به حين قرأت حواراً مترجماً في صحيفة المستقبل اللبنانية للنجمة الفرنسية "صوفي مارسو" نقلاً عن صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، تتحدث فيه عن فيلمها الجديد "سن التعقل"، الذي يحكي عن امرأة أربعينية علي رأس مؤسسة مالية. سألتها "لوفيجارو" عما فعلته بسنوات حياتها الأربعين التي مضت، فأجابت صوفي مارسو: لم أطرح علي نفسي هذا السؤال بالضبط، فأنا مدركة بأن الاربعين مرحلة محورية من الحياة. ففي الأربعين نكون قد راكمنا تجربة ما، ندخل علي أثرها في مرحلة التأمل وإعادة النظر... وقد تكون هذه المرحلة عنيفة أحيانا: كم من الوقت يبقي لي؟ ما هي الأهداف الواجب علي بلوغها؟ لحسن الحظ ان الاهداف في هذه المرحلة أكثر وضوحا ورغباتنا كذلك. لذلك يكون بوسعنا ان نواجه أنفسنا، ان لا نهرب منها '...'. لعل صوفي مارسو قصدت أنه بعد الأربعين ربما نبالغ أحياناً في التفكير والتحليل والتساؤل، لكن بالتأكيد يصبح العمر أقل صعوبة عندما نكون محبوبين!.نعم فالحب بالتأكيد يجعل الحياة أجمل وأطيب، وأنا في هذه المرحلة بالذات لا أريد أن أكون كبطلة الفيلم الأمريكي "الشبح" التي اكتشفت بعد فوات الآوان أن حبيبها كان حقيقياً وأن حبه لها كان أكبر من توقعاتها حتي لو كان يكتفي فقط بأن يقول لها " وأنا كمان" كلما بادرت وقالت له "أحبك". ولعلني في هذا الصباح الحماسي أصبحت علي يقين أكبر بأنه ليس هناك أقوي من فكرة آن آوانها، هكذا يقول الحكماء معلنين عن قيمة الزمن في منح الأفكار والأفعال قوتها الحقيقية. والزمن ليس مجرد مرور الأيام وانفلات أوراق "النتيجة"، ولكن للزمن أبعاد متعددة، منها الزمن بالمعني الاجتماعي أي مجمل القيم والأفكار والسلوكيات الأهداف التي يمارسها مجتمع في زمن ما، أو فكرة الزمن المجردة والتي تتوزع بين الحنين الجارف للماضي أو علي حد تعبير أوسكار وايلد "من المضحك حقاً أن هذه الأيام التعيسة التي نحياها سوف تصير في المستقبل أيام الماضي الجميلة". عموماً إنه الزمن الذي أرق الجميع فلاسفة وعوام حتي أصبح علي كل لسان يتغني به الموال الحزين كما يسبه يتحسر عليه المعذبون في الأرض. زمن اجتزته بخطوات مرتبكة. أربكتني فيه التفاصيل فعطلتني ونسيت ماكتبه لي أستاذي جمال الجمل ذات يوم من أيام الماضي الحماسي "ناهد.. آملاً في كتابة جديدة، وحياة جديدة، من الأبيض تبدأ وإلي الأفق السابح في فرح قزح تمتد. أمنياتي في رؤية تجتاز الأبيض والأسود الي نهر الألوان وتتجاوز انكماش الخطوات المرتجفة الي قفزات الأقدام المرحة علي وجه الطريق المضيء نحو الهدف المنشود". قلبي يرتجف أكثر من خطواتي مع هدا الصوت الصارخ داخلي "هل انفرطت سنوات عمري؟". أم أنتبه هذه المرة لكلمات جمال الجمل وهو يقول لي "الرؤية خير شاهد علي وجود الإنسان. ولدنا وليس أمامنا إلا أن نكون. فلترسمي الخط الذي تحبين علي جبين الأرض. فغداً يقولون: كانت هنا...". أظن أنه في صباح التفاؤل هذا لايسعني سوي أن أقول "فلينطق الفراغ، وليفسح البياض مكانه لتجربة جديدة". [email protected]