تعد مجلة الأدب الإيطالي التي تصدر في دولة إيطاليا أكبر واهم مجلة ثقافية إيطالية، في عددها قبل الأخير تناولت المجلة دراسة نقدية بعنوان ' سر برهومة، والعودة' رحلة العالم بين الخوف والأمل. للكاتب المصري الإيطالي محمد غنيم. والدراسة أعدتها الناقدة الدكتورة وفاء البيه 'أستاذة الأدب الإيطالي الحديث في كلية الآداب، في جامعة حلوان ' لمجلة الأدب الإيطالي بمدينة بيزا. في البداية أشادت الناقدة بالدور الأدبي للكاتب لما له من أهمية في المشهد الثقافي الإيطالي. – وقالت – برغم ان هناك كتاب وشعراء مغتربين بإيطاليا إلا أن أعمالهم الأدبية تعبر عن حالة من المعاناة الشخصية في بلاد الغربة، أما غنيم فهو يمتلك رؤية شمولية نجد أنفسنا أمام عالم مغاير تماما، يقدم فيه للقارئ قصة الرحلة الكونية للإنسانية، عبر قصته الأولي 'سر برهومة'. وأيضا العلاقة بين الشمال والجنوب وبين الشرق والغرب. وتضيف الدكتورة وفاء – غنيم يصف لنا من خلال مسار بطل قصته 'برهومة ' أرضا 'كونية' تجتاز حدود الدول والمناطق والمدن كي يحدد أرضا جديدة ليس فيها مكانا لفروق بين البشر.انها رحلة الإنسان الخالدة منذ بدآ الخليقة بحثًا عن طريق النجاة من براثن الشر كي يصل إلي ينابيع السعادة والحرية الكامنة في داخلة. وسر برهوم; هو أحد كتب سلسة فليكن مع هذا شيئًا، وهي السلسلة التي تعالج موضوع تعدد الثقافات، حيث يتعرض الكتاب لالتقاء الثقافة الغربية بالثقافة الشرقية. ولكي لا يتحول هذا الالتقاء إلي صدام بين الثقافتين لابد أن يكون أيضًا 'رحلة للبحث عن الذاكرة'، فلكي نقيم مجتمعًا عادلاً متعدد الجنسيات والثقافات ولكي نستطيع إدراك قيمة هذا الاختلاف الثقافي فمن الضروري أن نبدأ بمعرفة أنفسنا أولاً، فمن يعرف نفسه حق المعرفة يكون بمقدوره أن يعي مفهوم هذا الاختلاف الثقافي الذي إن نظرنا إليه جيدًا لوجدناه لا يعني بالضرورة أن كل الثقافات المختلفة ثقافات متناقضة. وتضيف الناقدة بأن برهومة هو بطل القصتين، حيث يسافر باحثا عن والده وعن هويته وخلال الرحلة يجتاز البطل أزمات إنسانية وهموما ذاتية عبر احتكاكه بعالم جديد من خلال رحلة مضنية تصحبنا فيها عيون برهومه واجتهاده بحثا عن حقيقة الإنسان وعن جذوره. وتشير الي: ان عالم برهومة يبدو للوهلة الاولي وكأنه عالم غرائبي مشغول بفانتازيا تتخطي الواقع، ولكن بعد الغوص والسير نجد ان رحلته هي ايضا رحلتنا معه، رحلة الإنسان الخالدة منذ بدآ الخليقة بحثًا عن طريق النجاة من براثن الشر كي يصل إلي ينابيع السعادة والحرية الكامنة في داخلة. فطريق السعادة والحرية ما هو إلا رحلة الإنسان في داخل نفسه وبالتحديد إلي ذلك المكان الغني بالمعاني، المليء بالمشاعر، المفعم بالأحاسيس. وتضيف الباحثة: ان الكاتب يقودنا بأسلوب ذكي الي نهاية الرحلة الطويلة للعودة إلي 'الجذور' في قصة العودة. وقد حظيت قصة سر برهومة باهتمام كبير من قبل كثير من النقاد والدارسين لما فيها من إبداع في المبني والمضمون. والجدير بالذكر ان قصة سر برهومة صدرت باللغة الإيطالية عام 1994 عن جمعية الثقافة العالمية Les Cultures، وطبعت طبعة ثانية عن دار فارا ايديتوري بمدينة ريمني الإيطالية عام 1995، ثم أدرجت جامعة الطلبة بروما'كلية علوم التكوين'سر برهومة'في احتياطي البرنامج الدراسي لتحسين المستوي غير الحضوري في التربية المتعددة الثقافات عام 1999. كما أدرجت جامعة الطلبة ببولونيا 'كلية اللغات الأجنبية 'نفس القصة ' في البرنامج الدراسي، دراسة السيسيولوجيا للآداب، وترجمت للغة العربية وطبعت عام 2005 عن طريق أخبار اليوم بمصر. وفي عام 2006 أصدرت دار فارا ايديتوري للنشر – قصة 'العودة ' ومنذ مطلع قصة ' سر برهومة ' وهي تنال حظها من الاهتمام في الأوساط الثقافية العربية والايطالية فقد نشرت عدة مقالات ناقدة وتحليلية بنسختها الإيطالية والعربية وفازت بالعديد من الجوائز الدولية بإيطاليا.