لحن علي أوتار الزمن العديد من الألحان، وشارك في الكثير من الأعمال، وابتكر فنون جديدة. كفيف كان لكنه لم يكن كفيفاً عن الابتكار والاختراع والتأثير بعُوده الحزين، وألحانه المؤثرة، ولما لا؟!، وقد قهر الظلام وكسر قيد الإعاقة وجَمل العالم بأجمل تغاريد، فله تاريخ ابداعي طويل وبصمة فريدة، ومميزة في الدراما، خفيف الظل كان، قامة فنية لن تتكرر، فهو موسيقار من طراز فريد، برع في العزف علي ألة الأورج، التي تتميز بالصعوبة والتعقيد وتعتمد بدرجة كبيرة علي الابصار، واعتبر نموذجاً جديداً في تحدي الإعاقة. عمار علي محمد إبراهيم علي الشريعي موسيقي ومؤلف وناقد مصري، وأحد أعمدة الموسيقي في مصر. ولد في 16 ابريل 1948م في مدينة سمالوط إحدي مراكز محافظة المنيا بصعيد مصر، لعائلة تعتبر من أصول عائلة هواره بالصعيد، وكانت له علامات وبصمات في الموسيقي الألية والغنائية المصرية بجانب الموسيقي التصويرية للكثير من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية، والتي كانت تصنع تأثيراً كبيراً علي المُشاهد، كالموسيقة التصويرية لمسلسل رأفت الهجان بأجزائه الثلاثة، وكذلك مسلسل دموع في عيون وقحه، أربيسك، شرف فتح الباب، أكتوبر الأخر وغيرها........ فبعُوده الحزين، تجاوزت أعماله ال 220 عملاً بين أفلام ومسلسلات وأعمال إذاعية بالإضافة إلي عشر مسرحيات غنائية استعراضية منها الواد سيد الشغال، علشان خاطر عيونك وغيرها.......... لحَن ' الشريعي ' الحفل الموسيقي، الذي أقامته سلطنة عمان عام 1993م، بمناسبة عيدها الوطني وأيضاً عام 2010. قدم عدداً من البرامج الإذاعية التي استمرت عدة سنوات منها ' غواص في بحر النغم '، والذي كان يحلل ويتذوق فيه الموسيقة العربية. تعاون مع سفير الأغنية الخليجية الفنان الكبير ' عبد الله الرويشد ' بأغاني وطنية وعاطفية منها استحملك، مسحور، الجرح الأخير للشاعر الكبير ' بدر بو رسلي '، و لاتصدق للشاعر ' ساهر '. اهتم ' الشريعي ' اهتماما كبيراً بأغاني الأطفال، فعمل أغاني احتفالات عيد الطفولة تحت رعاية ' سوزان مبارك '، والذي استمر 12 عاماً متتالية. تولي وضع الموسيقي والألحان لاحتفاليات اكتوبر، التي تقيمها القوات المسلحة المصرية من عام 1991م حتي عام 2003م بالتعاون مع وزارة الإعلام. قام بتأليف كونشوتو لألة العود والأوركسترا ومتتالية علي ألحان عربية معروفة، وعزفها مع أوركسترا عُمان السيمفوني عام 2005. شارك بالتعاون مع شركة ياماها اليابانية في استنباط ثلاثة أرباع التون من الألات الإلكترونية، ومع شركة إميولتور الأمريكية في إنتاج عينات من الألات التقليدية والشعبية المصرية والعربية. ابتكر ' الشريعي ' العديد من الإيقاعات والضروب الجديدة، وأعاد صياغة وتوزيع العديد من المقطوعات الموسيقية والأغنيات، ساهم مع مؤسسة دانسنج دوتس الأمريكية في إنتاج برنامج جودفيل، والذي يقدم نوته موسيقية بطريقة برايل للمكفوفين. رحل عن عالمنا في 7 ديسمبر 2012 داخل إحدي مستشفيات القاهرة عن عمر جاوز ال 64 عاماً جراء أزمة صحية لازمته خلال العام الأخير. رحل وترك أعمالاً فنية تدل عليه حتي لا ينساه أحد، فكلما عُرض فلماً أو مسلسلاً من ألحانه تذكره كل من نساه، ترك عُوده وحيداً حزيناً بلا يدي تلامسه كي تخرج أبداع ما فيه.