انطلاقا من الدور المنوط بنا بالتعريف بالأماكن الطاهرة ذات الخصوصية في تاريخنا الإسلامي والتي توليها المملكة العربية السعودية بؤرة اهتمامها نتعرف علي واحد من أهم الأماكن التي شهدت طفولة رسول الله صلي الله عليه وسلم ألا وهي قرية السيدة حليمة السعدية مرضعته، تلك القرية التي حملت عدة أسماء ومن منها' القنين '، ' القرين 'وغيرها من الأسماء وأخيرا أصبح اسمها قرية الدهاسين بوادي الشوحطة وهي إحدي قري الذويبات جنوب شرق محافظة الطائف التي بنيت علي انقاض قرية السيدة حليمة السعدية بمنطقة بني سعد.وتنتسب قبيلة الذويبات إلي أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث بن جابر بن رزام بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن و ذؤيب هو والد حليمة بنت ذؤيب السعدية مرضعة النبي صلي الله عليه وسلم، وزوجها الحارث بن عبد العزي بن رفاعة بن ملان بن ناصرة وهو غير الحارث بن جابر المتقدم, حيث يلتقي مع حليمة في 'ناصرة', واستمدوا شرفهم علي القبائل منه عليه الصلاة والسلام، وبني سعد اليوم تضم أكثر من 350 قرية يسكنها أكثرمن 100000 الف نسمة ومنها قري الذويبات.. وتقدر مساحة بني سعد باكثر من 5000كيلومتر مربع.ومن هذه القبيلة جمع من الصحابة منهم حليمة السعدية رضي الله عنها أسلمت ووفدت 'كتاب التحفة الجسيمة في إسلام السيدة حليمة', الشيماء أخته من الرضاعة 'السيرة النبوية', الحارث السعدي أبو الرسول صلي الله عليه وسلم بالرضاع 'التحفة', ضمام بن ثعلبة وافدهم سنة خمس للهجرة 'البخاري ومسلم', عطية بن عروة السعدي, زهير بن جرول السعدي وبحسب المراجع ومنها سيرة لابن هشام - جمهرة النسب لابن الكلبي- سبائك الذهب – الجمهرة لابن حزم – تاريخ الأمم والملوك لابن الطبري – معجم قبائل العرب لعمر رضا كحالة. يتثنا لنا ان بني سعد هي من ضمن قبائل عتيبة الشهيرة.. وهيالقبيلة الهوازنية العظيمة التي لم يكن أحد ينافسها في الشرف والعزة سوي قريش فقط لمكانة قريش التاريخية. وأخذت بني سعد شهرتها بين قبائل العرب قاطبة لصلتها بالرسول صلي الله عليه وسلم. فهم أخواله الذين تربي عندهم وأي فخر بعدهذا. وهم القوم الذين تعلم عندهم الفصاحة والشجاعة كما شهد لهم بذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام. فأصبح بطل الأبطال وأصبح أبلغ الفصحاء وأكرم الكرماء. والله سبحانه وتعالي اختار لنبيه أفضل قبائل العرب وأفصحها ليترعرع في ديارها ويتفتق لسانه علي اللغة العربية الفصيحة السليمة. وقد كانت أخته الشيماءتحدو عليه بالشعر الفصيح وتتنبأ له بمستقبل غير عادي في حياة العرب وما كان منه الاأن غير مجري التاريخ وصدقت توقعاتها لأخيها من الرضاعة بأن يملك العرب وذلك لما رأت منه ذكاء وفطنه وعلامات لم تكن في أمثاله ممن هم في عمره. وكانت حليمة السعدية تفتخر به وتنقل اخباره ومايحدث عنه من كرامات وخير عم علي أرضهم من الأمطار والبركة في الرزق والحلال والأنعام وكثرة النسل. وبعد غزوة حنين وانتصار المسلمين أكرم الرسول صلي الله عليه وسلم أخواله وأنعم عليهم بشفاعة اخته الشيماء، ورد عليهم أنعامهم واموالهم. كان منهم ضمام بن الذي ورد الي رسول الله في وفد بني سعد وهوازن وقصته الشهيرة مع الرسول عليه الصلاة والسلام. ومنهم الفارس المغوار ' بجاد السعدي ' زوج الشيماء وقصته الشهيرة مع الرسول وطريقة اسلامه العجيبة. وبقيت بني سعد تفرز الأبطال والولاة والقضاة حتي العهدالعثماني الذي تراجعت فيه الفتوحات الإسلامية وتراجعت فيه العلوم والمعارف العربيةواندثرت فيه كثير من المعالم ومن الثقافات العربية وخاصة في منطقة الحجاز التي حكم عليها بحصار الجهل والانغلاق عن كل العالم.. وإبعاد الناس عن تراثهم وفقد واتلاف المخطوطات وضياعها بسبب الحكم التركي الجائر. حتي قيض الله لها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن ال سعودرحمه الله الذي أعاد لها الحياة من جديد ونشر العلم في ربوع المملكةالحبيبة وأعاد الناس إلي واقعهم الحقيقي وإلي تراثهم الديني والاجتماعي.في تلك البفعة الجميلة.