دعوة لإيلاء قطاع السياحة في القدس جهدا مضاعفا

دعا مشاركون في ندوة نظمتها دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، حول قطاع السياحة في مدينة القدس المحتلة، إلي ضرورة إيلاء قطاع السياحة في القدس جهدا مضاعفا.
وشددوا علي أن السياحة في فلسطين أكثر أهمية ليس باعتبارها مصدراً مهماً للدخل فقط، وموضعاً للتشغيل والاستيعاب فحسب، وإنما كونها همزة وصل واتصال مع العالم، يمكن لنا من خلال حُسن تقديمها، وتكثيف منتجاتها، إبراز صورة شعبنا الحضارية والثقافية.
ودعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة شؤون القدس أحمد قريع، إلي ضرورة البدء بحملة سياسية ودبلوماسية منسقة مع الدول العربية والإسلامية، للحيلولة دون قيام 'إسرائيل' بتنفيذ مخططاتها التي من شأنها تحويل الصراع إلي صراع ديني.
وقال إن أكبر المشاكل التي تعاني منها القدس علي كل صعيد، الاحتلال 'الإسرائيلي' الذي يفرض علي القدس بالقوة العسكرية القاهرة، وبسياسات الاستيطان والتوسع، وبالإجراءات اليومية التعسفية، وبالخطط والبرامج الهادفة الي تغيير واقع القدس الجغرافي والديموغرافي، واستبدال هويتها العربية الإسلامية.
وأكد أن السياحة أصبحت بكل مرافقها ومكوناتها، بمثابة صناعة كاملة ومزدهرة لدي الكثير من الدول والمجتمعات المتقدمة، فهي ذات كثافة رأسمالية كبيرة، ومنتجات متنوعة وخدمات تستوعب عمالة مهنية واسعة.
وحذر قريع من المخطط 'الإسرائيلي' الخطير الجاري الآن في محيط المسجد الأقصي، وما يتضمنه من خطوات استفزازية متتالية، تجري في وضح النهار، لتقسيم المسجد الاقصي والهيمنة عليه علي نحو ما جري في الحرم الإبراهيمي في الخليل.
وأكد وكيل وزارة السياحة برام الله حمدان طه أن القدس غنية بتراثها الثقافي والفكري والحضاري والتاريخي والديني رغم تحديات الاحتلال الاسرائيلي وإجراءاته الرامية الي طمس هذه المعالم والتي استهدفت بشكل خاص القطاع السياحي.
وشددت وكيل وزارة شؤون القدس سلوي هديب علي ضرورة التزام الحكومة بالوضع السياحي في القدس عبر تشكيل لجان مناهضة للوفود السياحية اليهودية في المدينة وفضح الاكاذيب في تزوير التاريخ والجغرافيا في هذه المدينة لسرقة الحضارة الفلسطينية منها، وتعزيز السياحة الوافدة والجاذبة من دول العالم إلي القدس.
وأكد المطران عطا الله حنا ضرورة حماية قطاع السياحة بالقدس لما له من اهمية حضارية تعكس الوجه الثقافي، خاصة أن 'إسرائيل' تقوم بإجراءات عنصرية تتمثل في بث معلومات مغلوطة للحجيج والسياح تسيء للقدس وعروبتها وتظهرها كأنها يهودية وعاصمة روحية لها.
وتحدث إبراهيم بظاظو في دراسة غنية وهامة عبر الفيديو كونفرنس حول مقومات صناعة السياحة في مدينة القدس، واعتبر أن وجود الآثار والمعالم المسيحية في القدس جنباً الي جنب مع المعالم والآثار الإسلامية ذو دلالة مهمة وكبيرة علي مدي التسامح الإسلامي ونبذ الطائفية، الأمر الذي أدي الي تمكين الطائفة المسيحية في القدس من ممارسة طقوسها وشعائرها الدينية، وبَقِيَت المواقع السياحية المسيحية في مدينة القدس ماثلة للعيان حتي وقتنا الراهن.
وأضاف أن مدينة القدس تزخر بالآثار والمعالم الإسلامية التي تعكس هويتها العربية الإسلامية، وأن في القدس القديمة أكثر من مئتي أثر ومعلم إسلامي في المقدمة منها المسجد الاقصي المبارك.
وأكد إبراهيم جاد الله في ورقته أهمية التخطيط السياحي ودوره في التنمية السياحية، مشيرا إلي أن التخطيط السياحي يلعب دوراً بالغ الأهمية في تطوير النشاط السياحي، وذلك لكونه منهجاً علمياً لتنظيم وإدارة النشاط السياحي بجميع عناصره وأنماطه، فهو يوفر إطار عمل مشترك لاتخاذ القرارات في إدارة الموارد السياحية ويزود الجهات المسؤولة بالأساليب والاتجاهات التي يجب أن تسلكها.
وتطرق عزام أبو السعود إلي اقتصاديات السياحة في القدس، مشيرا إلي أن أنسب شكل قانوني للنهوض بالسياحة في القدس هو انشاء عدد من الشركات المساهمة العامة، يدعي للمساهمة فيها المواطنون المقدسيون، وتتوجه إلي صغار المدخرين الفلسطينيين، وليس التوجه الي كبار أصحاب رأس المال فقط، ويكون هناك تحديد لحد أقصي في تملك أسهم التأسيس قدره عشرة آلاف سهم 'قيمة السهم دينار أردني واحد' وتسعي كل شركة إلي إقامة مشروع سياحي، أو منتج سياحي واحد، يتم تأسيسها في آن واحد.
واستعرض عيسي دحدل أوضاع الفنادق في القدس وتأثر الفنادق جراء إجراءات الاحتلال، مؤكدا أهمية التعليم الفندقي وتأهيل الكوادر في قطاعات السياحية والفندقة.
من ناحيته، تحدث مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية خليل التفكجي، عن أثر الطرق الالتفافية والاستيطان علي السياحة بالقدس، موضحا أن مصادرة الأرض وإقامة المستوطنات وإسكانها بالمستوطنين يحتاج إلي إقامة شوارع عريضة لها مجموعة من الأهداف هي، مصادرة الأرض، وربط المستوطنات، وعزل القري الفلسطينية، وهو الأمر الذي يحدث في المدينة.
وقال إن ما يزيد عن 6% من مساحة القدس الشرقية تم مصادرتها لإقامة شوارع عريضة وأنفاق وجسور لربط المستوطنات، الأمر الذي يصبح جاذبا للمستوطنين الجدد الوافدين من شتي أنحاء العالم، كذلك ربط المدينة مع المدن الساحلية والمستوطنات التي تقع خارج حدود البلدية.
من جهته، قال الخبير جمال جمعة إن المخطط التهويدي في القدس يعتمد بشكل كبير علي إيجاد سبل أو وسائل أو طرق تشجع المستوطنين للقدوم والاستيطان في المدينة والبقاء فيها، مبينا أنه ما بين 1980-2005 غادر القدس 311 ألف يهودي، في حين استوطن فيها 208 ألاف يهودي، وفي السنوات 2000-2003 غادر القدس 63 ألفا من اليهود، واستوطن فيها 37 ألفا.
وعرض جمعة إحصائيات توضح أن السياحة إلي القدس شكلت 20% من السياحة بشكل عام، حيث أن عدد السياح الأجانب 2.76 مليون سائح ويقابلهم 3.16 مليون سائح 'إسرائيلي' 'أي سياحة داخلية' زاروا القدس.
بدوره، تطرق عبد القادر حماد عبر الفيديو كونفرنس عن الإماكانات البشرية للسياحة المستدامة بمدينة القدس، التي تلعب دورا رئيسيا في السياحة المستدامة، إلي جانب الإمكانات والعناصر الطبيعية، حيث أنها تساهم في تطور الحركة السياحية، وتشجع علي ازدهار النشاط السياحي الذي يعد أحد ركائز التنمية المستدامة، وعلي اعتبار أن القدس الشريف تمثل مركزا سياحيا دينيا رئيسياً للمسلمين والمسيحيين علي السواء، ومن أهم المراكز السياحية في العالم، نظرا لما تتمتع به من مكانة دينية وتاريخية قديمة، فضلا عن كونها تجمع بين الوظيفتين الدينية والسياسية.
وتطرق ناصر أبو عون إلي معوقات التنمية السياحية في القدس، والتي قسمت إلي معوقات أمنية وسياسية، والمعوقات المالية والاقتصادية والمعوقات البيئية، إضافة إلي المعوقات الخاصة بانخفاض مستوي الخدمات المساعدة للسياحة، الخاصة بالتخطيط السياحي.
وأوضح أنه توصل في دراسته لهذا الجانب إلي أن الظروف السياسية التي مرت بها الأرض الفلسطينية بصورة عامة، شكلت عائقا رئيسيا أمام تطور صناعة السياحة، علي الرغم من الأهمية الكبيرة التي تتمتع بها الأراضي المقدسة علي صعيد الحركة السياحية، إضافة إلي عوائق أخري.
وأوصت الدراسية إلي وضع استراتيجية شاملة لتسويق فلسطين في مختلف أنحاء العالم، مع التركيز علي الجانب الإعلامي، وتطوير الخدمات السياحية والعمل علي رفع مستواها مع تشجيع الاستثمار في القطاع السياحي من خلال تخفيض الضرائب وتشجيع المستثمرين.
وتحدث وائل السعدي عن تأثير الضرائب والرسوم والقيمة المضافة علي السياحة والمراكز السياحية في القدس.