أكد الخبير الفلسطيني جمال عمرو أن الاقتحامات المتكررة واليومية من المستوطنين لباحات المسجد الأقصي بمساعدة قوات الاحتلال هدفها دفع الفلسطينيين إلي الاستسلام للأمر الواقع وتعويدهم علي هذه الانتهاكات بحق الأقصي. وقال عمرو في تصريح صحفي 'إن الاحتلال يسير بمسارين، أحدهما تهويدي بإقامة الطقوس الدينية اليهودية في باحات المسجد الأقصي، وآخر بإبعاد خط الدفاع الأول عن القدس بالتطهير العرقي وتفريغ المدينة المقدسة من سكانها'. وأوضح أن المقدسيين المرابطين في المسجد الأقصي هم وحدهم من يحميه من محاولات المستوطنين والاقتحامات المتكررة من قوات الاحلال لباحاته. وكان أصيب صباح الخميس، عدد من المرابطين برضوض واعتقل آخرون خلال اعتداء قوات الاحتلال عليهم قرب بوابات المسجد الأقصي لتصديهم محاولات اقتحام المستوطنين للاقصي. وعبر عمرو عن استيائه من تغييب قضية القدس عن المؤسسات الرسمية الفلسطينية، مستنكرا انشغال الحكومات العربية بمشاكلها وتجاهلها الكامل لما يجري في القدس. واستهجن غياب ردود الفعل العربي والإسلامي الرسمية والشعبية علي حد سواء، مبينا أن هذا يدفع إلي التسريع من المخططات 'الاسرائيلية'، واستغلال انشغال الأمة العربية بما فيها لوضع حجر الأساس لما يسمي ب 'الهيكل المزعوم'. في سياق أخر، ذكر عمرو أن مدينة القدس باتت محاطة بالمستوطنين من كل جانب، ضمن سور وهمي يفصلها عن الضفة المحتلة. وأشار إلي أن الاحتلال 'الاسرائيلي' يسعي إلي تهجير السكان المقدسيين من بيوتهم، لإفساح المجال أمام المتطرفين اليهود بالسيطرة علي مدينة القدس. ونوه عمرو إلي أن الاستيطان في القدس يرمي لإخفاء أهم معالم المدينة، حيث تبني مستوطنات تطل مباشرة علي الأقصي، وعند باب المغاربة، وشمل أيضا بناء 62 كنيسا يهوديا في المدينة لإلغاء طابعها الاسلامي المسيحي. وحذر من أن تتحول القدس إلي واحدة من المدن 'الاسرائيلية' بفعل سياسة التهويد الشرسة والاستيلاء علي الأراضي والممتلكات والعقارات التي تنفذها سلطات الاحتلال. وتتسارع وتيرة هدم المنازل في القدس من قبل بلدية الاحتلال بحجة عدم الترخيص والضرائب الباهظة التي تفرض عليهم، وانعدام فرص العمل.