الرسول: حدود أرض مصر المقدسة قد غزاها الأحباش وحقولنا أصبحت جرداء دمروا محاصيلها ولقد شجعهم هذا النصر السهل علي ان يتوغلوا في اراضينا قاصدين العاصمة الجميع: اعتداء فاجر الرسول: يقودهم محارب باسل بقدر ما هو متوحش هو اموناسرو ملك الحبشة عايدة: ابي وانقضوا عليهم في مذابح قاسية لا ترحم الملك: الموت في المعركة هو صيحتنا ونحن نحشد للقتال, راداميس الالهة اختارتك لتقود الجيوش وقلدتك بقوتها العليا الجميع: راداميس راداميس الملك: والان الي معبد البركان ايها المحارب الشجاع لأمنحك سيف الفروسية والنصر والدرع المقدس وليحرس المصريون الشجعان شطان نهر النيل حتي نفني العدو الغاضب حتي نفني العدو الغاضب ان مصر لن تكون ابد ابدا مستعبدة.. هكذا انتهي المشهد الاول في اوبرا عايدة, بقوة اداء وصوت اوبرالي تهتز له الاواصر لتستشعر رحيق الحرب مع دقات الطبول, فمعركة مصر منذ الازل, وجوهر انتماء شعبها لا مزايدة عليه. لكن عظمة هذا العمل تكمن في هذا الصراع النفسي الانساني بين مشاعر عايدة الجارية الاسيرة الحبشية وقائد الجيوش الذي هزم والدها واسره قبيل المعركة في حوار غاية في الانسانية , بين تخبطها بشغفها وحبها لراداميس وخوفها عليه واشتياقها له كونها مجرد امرأة عاشقة, وبين كونها اميرة حبشية والدها واخواتها في الحرب يمكن أن يقتلوا او يقتل حبيبها علي يد اهلها. هذا العذاب الذي تجرعته عايدة وهذا البناء الدرامي يجعلنا مشفقين علي انفسنا حين تجرف المصالح والمكاسب كل شعور وحس حقيقي يفقدنا ذاتنا و وروحنا واستشعارنا بأسمي القيم الانسانية علي الاطلاق, متعة للنفس والعقل والروح والذات, بين الحب والحرمان, الشجاعة والبسالة, الارادة والقرار رادميس: اراك يا نور عيني بعد اشتياقي ووجدي عايدة: دعني ولا تدن مني ما بالك الان عندي رادميس: لي قلب تركته في يديك عايدة انه اختار غير قلبي حبيبا فكيف يهوي فؤادي من خان في الحب عهده رادميس: لاتؤمنين بحبي؟ عايدة: قد كذب الحب وعده الم يقدم امامي اليك فرعون بنته؟ فكيف تخلص منه وشره ما أمنته؟ رادميس: سنحارب الأحباش بعد ليال وانا علي قيادة الابطال اجر النصر في أذيالي بينت للملك الذي لاقيته في حبنا وكشفت عن آمالي عايدة: ادن تصب اذاها علي ابي وعلي من كنت امس خطيبا لها وعدت اليّ رادميس: ساحميك عايدة: عراك ليس يجدي ورأي لا يجنبنا التعدي واما ان أردت لنا نجاة رضيت معي سبيلا ليس يرضي رادميس: وما هو هذا السبيل الامين عايدة: لنهرب خلاصا من الناقمين رادميس: اهجر مصرا مراح اهلي ومسرح اللهو والشباب الحب يبني لنا ديارا تغني عن الاهل والصحاب لو كنت تهواني سمعت كلامي ورحمتني من هذه الآلام رادميس: اهواك لكني اخاف عليك من كيد العدا وملامة اللوام عايدة: لا بل تخاف علي التي ترجو الزواج بها قريبا رادميس: ابدا وحق محبتي ما اخترت غيرك لي حبيبا عايدة: فيم البقاء إذن والشمل مجتمع علي بساط الهوي والود متصل هيا الي وطني نسعد ببهجته ويبتسم في رباه الحب والامل تعال نهرب الي بلادي فزهرها بالندي رطيب علي رباها وفي حماها لحبنا مرتع خصيب تعال ننس الشقاء فيها فلا عدول ولا رقيب رادميس: هيا بنا قبل طلوع الفجر نفارق الوادي ولا من يدري عايدة: لم تقل لي نجتاز اي طريق لا ترانا فيها عيون رجالك رادميس: الطريق التي سنزحف منها ونذيق العدو طعم المهالك عايدة: ما اسم هدا الطريق رادميس: وادي نباتا احبوا تسعدوا.. وللحديث بقية