حذرت قيادات عسكرية صهيونية من انفجارات الشارع الفلسطيني بالضفة الغربية، عازية السبب للتوتر الشديد الذي يسود المسجد الأقصي وتكرار الاقتحامات بشكل يومي. و نقلت القناة العبرية العاشرة عن أوساط عسكريّة في جيش الاحتلال، أنّه إذا انفجرت الأوضاع بشكل كبير في الأراضي الفلسطينيّة، وتحديداً في الضفة الغربيّة، فإنّ السبب لن يكون حركة 'حماس' في قطاع غزة هذه المرة، معتبرةً أنّ الخطر الأكبر مرّده التوتر الشديد الذي يسود في المسجد الأقصي المبارك وتكرار اقتحامه ومحاولة تغيير الوضع القائم منذ العام 1967. ولفتت القناة الصهيونية إلي تصريحات غاضبة من الفصائل والحركات الإسلامية والوطنية، إضافة إلي انتقادات فلسطينيّة وأردنيّة تزداد بوتيرةٍ مقلقة، علي خلفية الجهود المنظّمة والكبيرة التي يبذلها اليمين الصهيوني لخرق الوضع القائم 'الاستاتسكوا' في الأقصي. وأشارت الأوساط إلي أنّ تزايد اقتحامات كبار الحاخامين اليهود الذين يؤدون الصلاة في الأقصي، بالإضافة للعمليات الأخري التي تقوم بها تنظيمات يمينيّة مختلفة، من شأنها أنْ تؤدّي لتفجّر الأوضاع في القدس والضفة الغربية. واعتبرت أنّ اغتيال محمد عاصي أحد عناصر كتائب القسام، حادث لم يحدث في الضفة منذ عدّة سنوات، لأنّ المطلوبين كانوا يُعتقلون، أوْ يُقتلون دون مقاومة تُذكر، محذرة من تحول العمليات الفردية من قبل الشبان الفلسطينيين إلي 'موضة' فلسطينية حسب قولها. في سياقٍ متصل، نقلت القناة نفسها عن محافل أمنية واستخبارية صهيونية قلقها من الارتباك الحاصل في التقارير المختلفة التي تصل من الضفة الغربية، وقالت إن هذا الهدوء النسبي واللامبالاة الواضحة لمعظم الجمهور الفلسطيني في الضفة، لا ينسجم مع سلسلة الأحداث الأمنية الأخيرة التي وثقت بتوسع، معتبرة إياها 'عمليات أجواء': مبادرات محلية يقوم بها أفراد، في الغالب بلا انتماءات تنظيمية، لأن كل نجاح لمسلح يحظي بتغطية إعلامية واسعة، ويشجع آخرين علي محاكاته، والعمل ضد قوات الاحتلال والمستوطنين، محذرة من التعميم والتشجيع الذي قد يصل حد الانفجار المسلح في الضفة الغربيةوالقدس. وزعمت المحافل الصهيونية أنّ المسلحين الفلسطينيين يفهمون بأن العمل الذاتي، بدلاً من أن يكون جزءاً من خلية، سيجعل من الصعب علي المخابرات الصهيونية العثور عليهم مسبقاً، واعتقالهم قبل أن يتمكنوا من تنفيذ مخططهم، وهذه الأعمال لا تجعل الشوارع في الضفة ساحة اشتباك، كما كانت في المراحل الأولي من الانتفاضتين، ولكنها تكفي لتصعيد الدوافع لدي مزيد من الشباب. ورغم التنسيق الأمني بين سلطة أوسلو وقوات الاحتلال الصهيوني، إلا أن هذه المحافل تذرعت بأنّ ما أسمته ضعف سيطرة الأجهزة الأمنيّة الفلسطينيّة في مدن الضفة جعل الأفراد أكثر ميلاً لتنفيذ عمليّات ضد المستوطنين، بالإضافة إلي أنّ الشبان في بعض مخيمات اللاجئين عادوا لحمل السلاح علناً دون خوف أو ردع من الجيش أو أفراد المخابرات الفلسطينية في الضفة.