'عن التمويل سألوني.. وأنا في التمويل لا أفهم، فلم أحصل علي تمويل في حياتي.. حتي ولا تمويل عقاري، وخلينا بعيد أحسن، والناس اللي طالعة تشتم في الحكومة لأنها سمحت بسفر الجماعة بتوع التمويل وتقول إنها فضيحة، دي ناس - لا مؤاخذة - مش فاهمة حاجة، لأن الست هيلاري مسكت المعونة في إيد والجنزوري مسك المتهمين الأمريكان في إيد ولعبوا 'سيب وانا اسيب' وبعدين حكومتنا نزيهة والحمد لله، والجنزوري قال بدال ما الست هيلاري تجيب بالمعونة 'أقنعة فانديتا' وتوزعهم علي العيال بتوع التحرير، نجيب إحنا بالمعونة طراطير ونوزعها علي المصريين والشعب كله 'يلبس' وينبسط وكمان الناس قاعدين يقولوا الجنزوري كان معرضها وطلع في البرلمان يقول مصر لن تخضع ولن تركع لأمريكا في قضية التمويل، وميعرفوش إن الست هيلاري 'زغرتله' بعنيها وقالتله: !. جنزوووري...رد عليها بطريقة عبد الفتاح القصري: خلاص هتركع المرة دي بس يكون في معلومك المرة اللي جاية لا ممكن تركع أبدا، وبعدين فضيحة ليه ده الموضوع ما إتعرفش غير في مصر.. وهي مصر كلها قد إيه يعني؟ وإذا كان 'أرخميدس' اليوناني اخترع قانون الإزاحة، و 'نيوتن' الإنجليزي اكتشف قانون الجاذبية، فإن المصريين هم الذين اكتشفوا قانون 'الطرمخة' ومحدش أحسن من حد.. وسلم لي علي سيادة القانون، ولو سيادته سأل علينا قوله إن إحنا مش هنا. وبعدين فيها إيه لما نركع لأمريكا، ما إحنا كان عندنا فريق 'الساجدين' ومفيش حد زعل، ولا هي حلال علي اللي بيلعبوا كورة وحرام علي اللي بيلعبوا في السياسة!، وبعدين لعلمكم الحكومة ركعت لأمريكا بموافقة البرلمان وبما لا يخالف شرع الله، والأرض ' كروية 'وكل حاجة في مصر بتتغير، والمتهمين طلعوا مش متهمين وسافروا، والبلكيمي طلع عامل عملية تجميل وهيترفد، وواحد صاحبي كان عامل جدع قوي طلع قطة، حتي اسألوا مروي اللي كرموها في حفلة شهداء الشرطة. وزمان لما كنت في المغرب كانوا بيقولوا 'وأنت في المغرب.. لا تستغرب'، والحمد لله رجعت مصر وبرضه ما بقيتش استغرب، لأننا لسه في العصر بسبب فارق التوقيت، طب إنتوا 'علي إيه مستغربين؟!' علي رأي المرحومة فايزة أحمد، ما طول عمر القضاء في مصر بيتعمل فيه كده لحد ما تحول من قضاء إلي.. قضاء وقدر. وفي وطن يقف الناس فيه طوابير للحصول علي رغيف العيش وأنبوبة البوتاجاز، بينما تباع الأسلحة النارية علي الأرصفة، ويوزعون علي بطاقة التموين بلطجي لكل مواطن، لا تستغرب إن الحكومة تصدر قرار 'بالليل' بسفر متهمين أجانب والقضية لسه شغالة، وتدفعهم كفالة وهم مفرج عنهم، وتنزل طيارة عسكرية أمريكية من غير تصريح في مطار القاهرة تاخدهم وتفك، والحكومة لسه بتغني 'دخل الطيار الأمريكاني وأنا نايمة.. شوفوا قلة أدبه' وصديقي الباشمهندس حسن لما راح لحماه وقال له 'إزاي تسمح لبنتك وهي زعلانة عندكم في البيت ترجع الساعة 2 بالليل وتشترطوا عليها إنها ما تكونش مع جوزها' رد حماه: 'طب شغلها بالليل بيجيب فلوس.. لكن جوزها ما بيجيبش فلوس'. وأحلي من الشرف مفيش ' هذا الكلام كتبته ونشر في الأول من مارس عام 2012، ولكن يبدو أنه لا جديد تحت الشمس.. ولا جديد يحدث في مصر، حتي أننا نظل سنوات طويلة نكتب عن نفس القضايا وبعد سنوات طويلة نعود لنكتب فيها مرة أخري لأنه لا شيئ يتغير في مصر. ومنذ أكثر من ربع قرن كنت قد بدأت أكتب مقالاتي بشكل منتظم في جريدة الأهالي، وأفتح بعض الملفات والقضايا الشائكة، فقال لي أستاذي المرحوم الدكتور عصمت سيف الدولة ضاحكا - وهو يقرأ أحد مقالاتي - لا تستعجل كثيرا فبعد سنوات طويلة سوف تجد ما تكتبه في نفس القضايا. عندما كتبت هذا المقال الساخر منذ أكثر من عام ونصف، والذي كنت أحاول فيه أن أقلد أستاذنا الراحل العظيم جلال عامر، كانت فضيحة قضية التمويل الأجنبي التي شاركت فيها حكومة الدكتور كمال الجنزوري وعصابة الإخوان المجرمين وأطراف أخري ما زالت ساخنة، حيث تم الإفراج بليل عن المتهمين الأجانب في مخالفة صارخة للقانون حيث كانت طائرة خاصة أعدتها سفيرة 'الكيان الأمريكي' في القاهرة آن باترسون تنتظر في مطار القاهرة وتدير محركاتها لتطير بالمتهمين إلي واشنطن حيث عاصمة التأمر علي مصر والوطن العربي. هذا التأمر الذي بدأ علي مصر منذ عقود طويلة وكانت أدواته في العقدين الأخيرين عدد من منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية المشبوهة. وجاءت ثورة 30 يونيو لتكشف المؤامرة كاملة، تلك المؤامرة التي كانت فيها تلك المنظمات والجمعيات مخلب قط للصهاينة والأمريكان وطابور خامس ضد مصر وشعبها. حتي عندما حاولت السفيرة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي في حكومة كمال الجنزوري فتح هذا الملف العفن ووجهت بحرب لا قبل لأحد بها، وتم استبعادها في أول حكومة تشكلت في عهد الرئيس المطرود محمد مرسي مندوب عصابة الإخوان في قصر الرئاسة. والآن بعد أن انكشفت كل المؤامرات، وتواترت الأخبار عن مليارات الدولارات التي حصلت عليها عصابة الإخوان وجمعيات دينية ومنظمات مجتمع مدني من حكومات وجهات مانحة أمريكية وأوروبية مشبوهة، أعتقد أنه قد آن الأوان لفتح ملف التمويل الأجنبي وكشف الطابور الخامس الصهيوني الأمريكي الذي استخدم في التأمر علي هذا الوطن.