في ذكري نصر أكتوبر العظيم أو كما تطلق علية دولة أسرائيل 'حرب يوم الغفران', والتي الي يومنا هذا تذوق مرارة هزيمتة اليوم الذي استعاد فية المصريين بل والأمة العربية جميعا كرامتم وعزتهم وارادتهم وحطم فية أسطورة الجيش الصهيوني الذي لايهزم, لا يمكننا أن نغفل عن من سالت دمائهم من أجل تراب مصرنا الحبيب والذين قدموا أرواحهم فدائا لكرامة هذا الوطن. ولكن هناك بعض الجند المجهولين الذين غفل التاريخ عن ذكرهم وأصبح تكريمهم ليس الا اكليلا من الزهور, ولم يكتف التاريخ بذلك فقط بل وقام بأختزال ذكري النصر في بعض الرموز الذين فازوا بأضواء الشهرة, ولذلك وفي الذكري الأربعون لحرب أكتوبر 1973 قامت 'الأسبوع' بعرض العديد من اسماء هؤلاء الأبطال الذين وضعوا كرامة وطنهم وعزتة هدفا بعيدا عن الأهواء و المناصب, تعبيرا عن الوفاء بالجميل. 1- الفريق محمد سعد مأمون قائد الجيش الثاني الميداني ولد الفريق 'محمد سعد مأمون ' في الرابع عشر من شهر مايو عام 1922م بمدينة القاهرة، وفي عام 1936م حصل علي الثانوية والتحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام 1940م وانضم لسلاح المدرعات حتي رتبة نقيب ثم عمل بسلاح الحدود لمدة ثلاث سنوات ثم عاد للمدرعات. التحق بكلية أركان الحرب وتخرج فيها عام 1953 برتية رائد ثم عمل ضابطا في سلاح المدرعات، وأرسل في بعثة عسكرية للاتحاد السوفيتي عام 1959م وبعد عودته تولي قيادة قيادة لواء مدرع. وفي عام 1963م تولي رئاسة القوات العربية في اليمن، وبعد نكسة 1967م تولي قيادة الفرقة المدرعة، وفي معارك الاستنزاف عين رئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة ثم مساعداً لرئيس هيئة حرب القوات المسلحة، وفي أول يناير عام 1972م عين قائداً للجيش الثاني الميداني وأعد القوات لمعركة العبور، ثم عينه الرئيس محمد أنور السادات قائداً للقوات المكلفة بتدمير الثغرة، فقام بتعديل الخطة التي وضعت لتصفية الثغرة، والتي أطلق عليها اسم ' شامل 'بعد رؤيته للمواقع علي الطبيعة، وصدق وزير الحربية علي التعديل، وصدق عليه الرئيس محمد أنور السادات وكانت خطة فريدة بشهادة العسكريين، وكانت كفيلة بتلقين إسرائيل درساً لن تنساه، وأطلق عليه ' الثعلب ' وتمت ترقيته مساعداً لوزير الحربية، والجدير بالذكر أن الساعة الثانية و37 دقيقة يوم السادس من أكتوبر 1973م كانت موعداً لسعادة البطل الفريق سعد مأمون حيث تلقي أول بلاغ برفع علم مصر علي الضفة الشرقية للقناة. وقد وصف يوم الثامن من أكتوبر 1973 بأنه 'يوم حاسم ' فقد قام الجيش الثاني بمعركة مشرفة، وانهزمت فيه إسرائيل شر هزيمة حيث تم صد وتدمير الضربة المضادة التي وجهتها إسرائيل مما جعل القيادة الإسرائيلية توقف الاستمرار في الهجوم، وكان الجيش الثاني الميداني يحتل أكبر تعداد للقوات في معارك أكتوبر، وكان الجندي المصري يعتمد علي المهارات الخاصة التي اكتسبها في التدريبات حيث كان يتسلل خلف الدبابات الإسرائيلية ويضع في شكمانها منديلاً مبللاً فتقف علي الفور ولا تستطيع الحركة. بعد انتهاء معارك 1973 عين رئيساً للجنة العليا لتطوير القوات المسلحة، ثم عين محافظاً لمطروح، ثم محافظاً للمنوفية، ثم محافظاً للقاهرة في الرابع عشر من شهر مايو عام 1977م. وفي الخامس والعشرين من شهر سبتمبر عام 1982م تم ترقية البطل سعد مأمون الي رتبة الفريق. وفي عام 1981م حصل علي وسام الجمهورية من الطبقة الأولي، وعلي رتبة الفريق الفخرية عام 1982م، وعلي وسام من ' فرانسوا ميتران ' في شهر فبراير عام 1983م، ثم تولي منصب وزارة الحكم المحلي في عام 1983م، وتوفي الفريق مأمون في ا لثامن والعشرين من شهر أكتوبر عام 2000م. 2- اللواء مصطفي شفيق كان اللواء مصطفي شفيق أول من قام بدخول اسرئيل وذلك بعد أحداث نكسة 67, وقام بضرب مطار العريش وبيت الحاكم العسكري باستخدام قاذفة القنابل ليوشن 28 كان اللواء مصطفي شفيق محبا للمخاطر فهو ايضا كان اول من قام بالتحويل من قاذة قنابل 'بومبر' الي مقاتلات واستطلاع 'فايتر'. وقد حصل اللواء مصطفي شفيق علي العديد من النياشين علي تفانيه في اداء واجبه منها: - وسام الشجاعة 1 و 2 نوط الواجب نوط التدريب نوط الخدمة الطويلة كما تلقي العديد من النياشين و التكريمات من العديد من الدول الاجنبية والعربية التي عمل بها أثناء فترة خدمته. 3-اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الميداني التحق اللواء عبد المنعم واصل بالكلية الحربية عام 1940م بعد حصولة علي بكاريوس التجارة من جامعة القاهرة, وحصل علي العديد من الدورات في الاتحاد السوفيتي وبريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية. ويعد من الضباط المصريين القلائل الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية، وحرب فلسطين التي جرت عام 1948م، ومعركة 1956م وكان وقتها قائداً لتشكيل مدرع. تدرج في العمل بالقوات المسلحة الذي استمر لأكثر من ربع قرن، وفي حرب 1967م كان برتبة عميد وقاد اللواء 14 مدرع مسانداً للواء 11 مشاه في منطقة ' أم القطف ' وجبل ' لبني ' بوسط سيناء ورفض الاستسلام للهزيمة وأدار معركة من أقوي المعارك، وكبد القوات الإسرائيلية خسائر بلغت 47 دبابة، 6 عربات مجنزرة، اعترف بها موشي ديان وغيره من قادة إسرائيل، وواصل دوره في إعادة بناء القوات المسلحة لخوض معركة النصر. كان نموذجاً للقيادة الناجحة والقدوة الحسنة فذات يوم وقف بين رجاله ينادي علي رتبة الملازم 'طارق عبد المنعم واصل ' قائلاً له: 'أنا والدك فقط في المنزل ولابد أن تكون قدوة.. أنت محبوس 15 يوما'. وعن ليلة الهجوم قال البطل الفريق عبد المنعم واصل : في الليلة التي سبقت العبور كنا ننفذ مشروع الربيع وانقلب إلي حرب حقيقية فجهزنا القوارب التي كنا نستخدمها ودفعناها إلي الساتر الترابي تحت إشراف مجموعة خدمة القائد المكلفة بإرشاد الوحدات للطرق والمحاور، وكنا في مركز القيادة وحوالي الساعة السابعة ليلاً اتصل بي المشير محمد عبد الغني الجمسي وطلب مني إرسال ضابط برتبة كبيرة لاستلام مظروف سري ومختوم بالختم الأحمر، ورجع الضابط حوالي الساعة الثامنة وكان في المظروف أن سعت س هي 1400 فقمت بإحضار رؤساء قيادة الجيش وقادة الفرقتين والفرقة الاحتياطي، وعندما حلت الساعة 1400 أمرنا الجنود بنفخ القوارب لأن سعت س كانت 1410، ففي تمام الساعة الثانية وخمس دقائق يوم السادس من أكتوبر قلت للأبطال: 'أبناشي الشجعان من محاربي الجيش الثالث الميداني.. أمامكم القناة قناتكم وها أنتم تسمعون أمواجها، وهناك علي الضفة الشرقية أرض سلبت والآن حان اليوم والوقت لاستعادتها وتطهيرها.. أيها الرجال حانت ساعة الجهاد ' ثم يقول البطل اللواء عبد المنعم واصل: قام اللواء 130 مشاه أسطول بعبور القناه، وخصص للفرقة 19 ضمن مهمتها مهاجمة نقطة لسان بور توفيق، وضربنا هذه النقطة بكل أنواع المدفعية التي نملكها وأحضرنا لهم سريتين من الدبابات وأدخلناهما علي لسان بور توفيق، وقام بالضربة البطل العقيد ' أنور خيري ' الذي كان يقوم بالضرب بنفسه، وبمجرد أن عبرت قواتنا الجوية الضفة الشرقية لقناة السويس لم ينتظر البطل عبد المنعم واصل عودتها، وأمر رجاله بالعبور فكانت قواته أول من رفعت العلم المصري عالياً فوق سيناء. وأثناء عبور القوات الرئيسية لقناة السويس واجهت صعوبات كبيرة في إنشاء كباري الجيش الثالث الميداني فوقف البطل عبد المنعم واصل بين رجاله المهندسين العسكريين يحثهم علي سرعة الانتهاء ثم أمر بعبور الفرقة 19 علي كباري ومعديات الفرقة السابعة، ولم يترك الضفة الغربية لقناة السويس حتي أقيمت جميع الكباري وعبرت جميع القوات، وفي السادس من أكتوبر عام 1973م قال أحد القادة الإسرائيليين: 'إن ما رأيته بعيني أصابني بالذهول فالجنود المصريين يتدفقون علي القناة ويشقون المانع المائي بمعدل مرتفع عند الطرف الجنوبي للقناة كالإعصار '. وخلال معارك أكتوبر 1973 تولي البطل الفريق عبد المنعم واصل قيادة الجيش الثالث الميداني خلفا للفريق سعد مأمون الذي أصيب بأزمة قلبية نتيجة المجهود الشاق الذي قام به، وبرغم سعادة الفريق عبد المنعم واصل بتعيينه قائداً للجيش الثالث لأنه كان قائداً له خلال معارك الاستنزاف إلا أنه حزن لمرض الفريق سعد مأمون . كان للبطل الفريق عبد المنعم واصل دوراً كبيراً في صد الثغرة التي حدثت في الدفرسوار خلال معارك أكتوبر وكانت تعليمات البطل عبد المنعم واصل للضباط والجنود خلال معارك أكتوبر 1973م بعدم المساس بالأسري الإسرائيليين مهما كانت الظروف، ومعاملتهم إنسانياً لأن مصر تحترم القانون الدولي للحرب، والقانون الإنساني، واتفاقيات جنيف، كما أن الدين الإسلامي يحثنا علي ذلك، وبعد انتهاء المعارك تم تعيين البطل عبد المنعم واصل مساعداً لوزير الحربية في شهر ديسمبر عام 1973م. وفي الثامن عشر من شهر فبراير عام 1974م تم تكريمه ضمن الأبطال المكرمين في الجلسة التاريخية لمجلس الشعب حيث منحه الرئيس السادات أرفع الأوسمة العسكرية، ومنحه أيضا الرئيس الليبي ' معمر القذافي 'أرفع الأوسمة الليبية وهو وسام الشجاعة. وخلال المشوار العسكري للبطل عبد المنعم واصل حصل علي مجموعة من الأنواط والأوسمة، ويعد من القادة العسكريين القلائل الذين منحوا وسام الجمهورية من الطبقة الأولي. وفي السابع والعشرين من شهر مارس عام 1974 تم تعيينه محافظا لسوهاج، وفي الثاني عشر من شهر ديسمبر عام 1976 تم تعيينه محافظاً للشرقية وظل حتي شهر نوفمبر 1978م. وفي يوم الجمعة السابع عشر من شهر مايو عام 2002 – الخامس من شهر ربيع الأول عام 1423ه انتقل البطل الفريق عبد المنعم واصل إلي الدار الآخرة، وشيعت جنازته بعد ظهر يوم السبت من مسجد القوات المسلحة ' آل رشدان ' في جنازة عسكرية مهيبة. 4-الفريق أول محمد احمد صادق تولي الفريق محمد احمد واصل منصب وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة عامي 1971-1972. تخرج الفريق أول محمد صادق من الكلية الحربية عام 1939 عمل ضابطا في الحرس الملكي. واستبقي في صفوف القوات المسلحة بعد تطهير عام 1952 خدم في الفرقة الثانية بسيناء في حرب 56، وككبير لمعلمي الكلية الحربية أوائل الستينات، ثم ملحقا عسكريا بألمانيا الغربية حيث يحسب له أنه من كشف الستار عن صفقة الأسلحة الألمانية لإسرائيل مطلع عام 65 صيف 66 كافأه المشير عامر باستنسابه مديرا للمخابرات العسكرية ليستأمنه علي أمن القوات المسلحة إثر اكتشاف اختراق الإخوان المسلمين المحدود لها ضمن مؤامرة 65. والبادي أن أداءه في منصبه، كما امتحن في أزمة 67، قصُر عن المطلوب سيّما لجهة الإنذار عن نوايا العدو وتوفير دقيق المعلومات عن إمكاناته كان للفريق دورا بارزا في فشل حركة 15 مايو 1970, تولي بعدها وزارة الدفاع وفي خلال هذه الفترة كان متحمسا لسرعة القيام بالحرب وقد صرحت بعض المصادر المقربة بأنة كان يناشد الجميع بالعمل والأستعداد للحرب, والقي مسؤولية التمهل في شن الحرب علي السادات و عزيز صدقي رئيس الوزراء وكان يمنع الخبراء الروس والمترجمين من حضور الأجتماعات وهو اول من نادي بتوجيه الاقتصاد المصري لأقتصاد حرب والمصانع الحربية للأنتاج العسكري.