من المنتظر أن تشارك رابطة أدباء القناة وسيناء الندوة الكبري التي ينظمها أتليه القاهرة في السابعة من مساء الأحد 27 أكتوبر الحالي حول رواية 'العاصي' للروائية الشابة ميادة محمد أبو يونس - 22 سنة -، والتي تعد أصغر روائية مصرية وعربية، ويناقشها الدكتور مدحت الجيار أستاذ الأدب والنقد الحديث وحضور عدد كبير من الكتاب والنقاد والأدباء والروائيين والأعلاميين. والعمل يعد الأول لها ويتناول رحلة أنسانية لما يفترض أنه الناجي الوحيد من قرية هالكة، العاصي النهر.. العاصي الفرد.. والعاصي المتمرد.. التائه.. والباقي الوحيد من ثورة نهر.. من جحيم أجتاح قومه.. بلدته.. أرضه.. سمائه.. ولم يبق ألا أياه وحيدا تتخبطه.. المخاوف.. الظنون.. الفتن.. الأهواء.. ، جاب وحيدا أذا وبكل حواسه التي ما زالت نهمه للخلاص والتطهر.. والتوحد مع السماء...سلسلة من المواقف والأختبارات والأبتلاءات ومفارق الطرق، ومع جسور ثقة تمتد أمامه مابين الشك واليقين مع مفردة الثبات والتزبزب بمسلمات أيمانية تراوغ عقله وروحة وقلبة الباحث دوما عن الحقيقة في دنيا الزيف، يتأرجح مابين التفتيش المضني عن المجهول والمعلوم في اليهودية، ومنها الي المسيحية، وصولا الي الاسلام، والي أن يدخل دوامة الفتنة الكبري، ودهشة اللامعقولية حين أثمت أيادي نطق أصحابها الشهاددتين ثم طالت وأستباحت أياديهم دماء آل البيت وأحفاد النبي. المؤلفة خريجة كلية آداب جامعة القاهرة - قسم فلسفة - توغل في رمزيتها الغرائبية تلك، ومن خلال ابن العاصي بطل روايتها كما اسمته، ولاتنتصر لفكرة أو لعقيدة بعينها، ولكونها درست الفلسفة أختارت أيضا أن تجري أكثر من جدلية مثيرة للفضول الأنساني الذي انطلق منذ الأذل عن كنه الكون منذ الخليقة وحتي العدم، وفي لغة سردية رشيقة مشوقة، تحمل العقلانية والشاعرية والموضوعية في آن واحد، ولتجبرك علي التعامل مع مفردات النص وبكل مع شبعته الكاتبه به من مضامين فلسفية وروحية وكأنك في حلم لاتريده لشاطئه أن ينتهي دون أن تصل الي نهايته.