السلعوة وفق تعريف موسوعة الويكيبديا مخلوق غامض يهاجم السكان في ربوع مصر ويعتبر أحد الألغاز الغامضة وهو حيوان توارثته الذاكرة الشعبية من الأساطير المصرية فهو يسكن المعابد والمقابر ويشبه في صورته حسب ما صورته المرويات الشفاهية حيوان يجمع في صفاته بين الذئب والثعلب والضبع والكلب، وكانت الناس تروي الحكايات عنه لتخويف الأطفال المشاغبين أو تتداول حكاياته بكثرة قديما بين الفلاحين وأهل البداوة عند الشعور بالخوف من الأزمات والمحن أو الخوف من المجهول أو من الظواهر الطبيعية الغيبية التي لم يستطيعوا أن يجدوا لها تفسير فنسجوا حولها الخرافات كرد فعل للخوف الذي يعتري الإنسان. ظهر هذا الحيوان لأول منذ ستينات القرن الماضي شرق مدينة القاهرة وقرية أرمنت بالصعيد وفي الإسكندرية فأشاع الرعب في ربوع مصر ونسبت إليه كل المصائب بعد أن أشيع عنه أنه قاتل للإنسان والحيوان ومن صفاته أنه يتمتع بالمكر والوحشية وعدم الخوف من الإنسان وقدرته الفائقة علي الهرب والتنكر والاختفاء وتكرر ظهوره بعد ذلك في ربوع مصر. إن المستهدف من استعراض قصة هذا الحيوان هو حالة الخوف والذعر والهلع الذي كان يولدها إثر إشاعة ظهوره في قرانا ومدننا وربطها بأزمات نفسية واجتماعية وأمنية كانت ومازالت تواجهنا وتهدد أمننا واستقرارنا وتؤرقهم ومما يؤكد ذلك ما عبر عنه الروائي الكبير المرحوم خيري شلبي في قصته ' ليلة السلعوة ' الذي يحكي فيها من خلال استخدامه في الكتابة الأدبية للرمز والإسقاط السياسي عن تواتر أنباء عن ظهور سلعوة متوحشة وشرسة بالحقول تفترس حيواناتها وأطفالها تبقر البطون وتمزق الوجوه وتقلع العيون بأظافرها الحادة وقد ارتعدت الناس من الحكايات التي تروي عن هول ضحاياها في البلدة والقري المجاورة، ورغم استعداد الناس في مقاومتها إلا أنهم فشلوا في قتلها أو الإمساك بها، وأصبح موضوعها مادة يومية مثيرة بالإعلام في مصر وبلاد العالم، والغريب أن حكايتها أصبحت تحكي علي كل لسان ويصف قبحها ووحشيتها الناس بلهجة واحدة واعتقدوا أنها يمكن أن تهاجم جميع المدن والقري في لحظة زمنية واحدة فأصبحوا يخافونها جميعا، وقد استطاع خيري شلبي بمهارة أن يربط بين حالة الخوف تلك وبين خوف الناس تجاه ما يواجههم ويهددهم من أخطار مروعة دون أن يعرفوا لها تفسير وحتي إذا ما عرفوا أسبابها فإنهم يتراخوا في مواجهتها حتي تتفاقم ويزيد خطرها أو أن يكتفوا بترقب أنبائها ووقوع خطرها الأمر الذي يجعل القلوب المرتعدة لا تضخ في السواعد والأيدي سوي الرعشة والتخاذل وضبابية الرؤي أو العمي في وضح النهار بعد مشاهدتهم للسلعوة وأثارها المدمرة دلالة علي التخاذل والتواكل والسلبية تجاه ما يحيط به من لأخطار. وفي مصر ومنذ أحداث ثورة يناير وحتي الآن وما تشهده مصر من أخطار وقعت في كل ربوعها نهاية بأحداث الاعتداء الغادر اليوم علي موكب وزير الداخلية في مدينة نصر وبداية بشهداء ثورة 25يناير في ميدان التحرير وغيرها من الميادين من قتل للضحايا بأياد غادرة ووجود القناصة وفتح السجون وحرق أقسام الشرطة وقتل رجالها والتمثيل بجثثهم والاعتداء اليومي علي رجال الجيش في سيناء بل وعلي كل مؤسسات الدولة ثم وصول الإخوان ومرسي إلي الحكم الذي استمر عاما تعرضت فيه مصر لمحن وصعاب لم تتعرض لها من قبل، عام شهدت فيه مصر أحداث جسام كقتل وخطف جنودنا في سيناء وتفريطا في أمننا القومي وغيرها من الأحداث والأيام الحالكة التي مرت علينا وروعتنا ولم نكن نعرف من الذي كان يقف ورائها؟ أفعال وحشية تشبه أفعال السلعوة كما هو موروث في عقلنا الجمعي عنها في تراثنا الشعبي حتي اكتشفنا الآن من هو الطرف الثالث الخفي الذي ظللنا طوال وقوع كل تلك الأحداث نتهمه، فمع وصول الإخوان إلي الحكم وتردي حال مصر وشعبها علي أيديهم تكشف لنا يوما بعد يوم استبدادهم بالسلطة و مؤامرتهم علي الوطن وأخونتهم للدولة والتفريط في أمنها القومي حتي استفاق أبناء مصر وعرفوا الطرف الخفي الذي كان يتربص بهم، ومعه فخرج الشعب عن بكرة أبيه في الثلاثين من يونيو مستكملا ثورته ومستردا لها و عازلا لمغتصبيها بعد أن تأكد عن كسب السلعوة التي هددته وقتلت الكثير والكثير من قياداته ورموزه وأبنائه بممارسات وحشية وأنها التي تعدت بالحرق والنهب والسلب والتخابر مع الأعداء علي الوطن لمدة تزيد عن الثمانين عاما تعرضت فيه مصر للكثير من الأزمات والمؤامرات والفتن الطائفية وانتشار العنف والإرهاب والغدر والقتل باسم الدين مما ألحق الضرر و الأذي بمصر وأبنائها، ضررا لم تستحقه ولم تكن من صفات أبنائه وصفات مصر الآمنة يوما. وما تشهده مصر الآن وما يقع فيها من تصرفات وحشية وبربرية من الجماعات التكفيرية من قتل وتمثيل بالجثث كقتلهم لرجال الشرطة الشرفاء في كرداسة وقتلهم لجنود الأمن المركزي بدم بارد في العريش وغيرها من أشكال القتل المروع والتعذيب والممارسات الإجرامية في وضح النهار ومن اعتدائهم علي الممتلكات العامة والخاصة واحتلال الأماكن السيادية بالدولة وحرق الكثير من المنشآت المصرية التي لن تعوض وتعطيل مصالح العباد والبلاد وسبهم وتكفيرهم للعلماء ورجال الأزهر وتعديهم بالحرق علي المساجد والكنائس وحرقهم للأخضر واليابس بالميادين والحدائق العامة واستقوائهم بالخارج دلالة علي ما يكنوه من حقد و كراهية لمصر وشعبها وجيشها علي نحو شاهدناه من قبل وتكرر في أحداث ثورة 25 يناير وهي أفعال وحشية ذكرت المصريين بما كانت تفعله السلعوة وتروجه الحكايات الشعبية عن قبحها وشرها وجرائمها المروعة حين يشاع عن ظهورها، و تأكد لنا مع ما يحدث الآن من عدوان غاشم ومستمر علي مصر في كل مدنها بأن هؤلاء الذين يسمون بالإخوان هم بالفعل الأعداء الحقيقيين لمصر مما يستوجب علينا جميعا نحن أبناء هذا الوطن أن نتوحد ونقف مع جيشنا العظيم وشرطتنا القوية لنواجه ونتصدي معا للخطر الحقيقي الذي هددنا ومازال يتربص بنا للنيل من ثورتنا وتأخير مسيرتنا و يجب علينا مواجهته والقضاء عليه سريعا بعد أن عرفناه وضيقنا من خناقنا علي جحوره وأغلقنا أنفاقه علي حدودنا وأحبطنا كل محاولاته الغادرة والآثمة بعد أن قامت الدولة بالقبض علي الكثير منهم وجاري البحث عن أخطر السلعوات الهاربة.