في ذكري رحيل القائد الخالد 'جمال عبد الناصر' تتجلي صور الكرامة الوطنية، والتي عبر عنها الزعيم الراحل في جل مواقفه، والتي دفعت بمصر إلي آفاق غير مسبوقة في تاريخها الحديث. كان 'عبد الناصر' زعيمًا ملهمًا.. ووطنيًا ثائرًا.. ومصريًا أصيلاً.. يعتد بكبرياء الوطن.. ويضع مصر فيما يليق بها بين الأمم.. ناصر ثورات التحرر.. ودافع عن حقوق الغلابة.. وأمسك بزمام الأمور، حفاظًا علي وحدة مصر، وأمنها القومي، وحافظ علي عزتها، وكبريائها، في زمن بلغ فيه التحدي للطموح الناصري مبلغه.. وشرع الاستعمار الغربي، والصهيوني، أسلحته لدحر الثورة المصرية، وقائدها الباسل 'جمال عبد الناصر'. وكما تآمر الغرب علي 'محمد علي' ومشروعه النهضوي، في العام 1840، من خلال فرض 'معاهدة لندن'، فقد راح يكرر ذات بنود التآمر علي 'عبد الناصر'، والدولة المصرية الناهضة في مؤامرة 'حرب 1967'.. وهي أهداف استعمارية قديمة، لا تريد لدولة في الشرق أن ترفع رأسها، أو تدافع عن كرامتها، في مواجهة المخططات التي تستهدف الأمة، وتعمل علي تركيعها، كلما سعت لاسترداد كرامتها، والذود عن كبريائها. ومنذ مشروع 'عبد الناصر' القومي التحرري، والمؤامرة الكبري التي استهدفت إجهاض المكاسب التي حققتها ثورة الثالث والعشرين من يوليو للعام 1952، ومصر تعاني عثرات متكررة في سياساتها.. فما تكاد تخرج من مأزق حتي تنحدر إلي هوة سحيقة، بفعل السياسات العشوائية، والمتخبطة، التي قادتها رموز سياسية وحكام.. لم يدركوا حجم مصر، ودورها المأمول علي المستويين الإقليمي والعالمي.. بل ارتبطت السياسات المصرية طيلة عقود عدة بالسياسات والتحالفات الغربية، لترتهن الإرادة المصرية بالتبعية للغرب وتدور في فلكها، وليظل القرار المصري مرهونًا بإرادة القوي الاستعمارية الكبري. وبعد عقود من الزمن، عانت فيها مصر التبعية والتحالفات الظالمة، قيض الله لها ابنًا بارًا من أبنائها العظام.. ففي لحظة فارقة من عمر التاريخ، وبينما تعاني مصر ويلات الانقسامات والصراعات، منح لها القدر الفريق أول 'عبد الفتاح السيسي' الابن المخلص لمصر وللمؤسسة العسكرية الوطنية، ليقود بجهد خلاق، وانتماء أصيل، وفروسية لا تعرف التردد، وشجاعة منقطعة النظير، مسيرة الوطن المتعرجة، إلي حيث يجب أن يكون الوطن في موقعه الصحيح.. فكانت ثورة 30 يونية، وما حققته من نجاحات ترجمة أصيلة لانحياز الجيش المصري وقائدها العام إلي جموع المصريين، ملبين نداء الوطن والشعب، ومعبرين عن وقفة تاريخية لإزاحة الطاغوت والدفاع عن كبرياء الوطن، والتصدي لمؤامرات الداخل والخارج، والوقوف في وجه المطامع الاستعمارية الغاشمة، ولتعود مصر كما كانت في عهد 'عبد الناصر'، ترفع راية الرفض والتحدي، وتعبر عن موقفها الأصيل، ودورها البناء، في مواجهة قوي الشر، وعملاء الاستعمار، الذين عاثوا في البلاد فسادًا، وسعوا لتجزئة الوطن، وتمزيقه. هي مرحلة فارقة، تلك التي لمع فيها نجم جديد من أبناء مصر البررة، وهو الفريق أول 'عبد الفتاح السيسي'، ليواصل حمل مشعل التحدي والكبرياء الذي رفعه الزعيم الراحل 'جمال عبد الناصر'، الذي تحيي مصر وشعبها الأصيل ذكري رحيله هذه الأيام، وكلها أمل أن يواصل الفريق 'السيسي' حمل الراية المصرية، حتي تعود للوطن عزته وكرامته من جديد.