ملامح مدونه عبر تاريخنا الطويل العريق من أحداث تتجسد ماثلة أمامنا في هذا الزمن كنا قد قرأنها في مناهجنا وكتبنا المدرسية. لكي نأخذ منها العبرة والموعظة وتكون بمثابة الدرس لنا عبر سنوات العمر الراحلة بنا. والي جانب ما أسلفت نتعلم منها أيضا الفطنة والكثير من العادات السمحة والقيم النبيلة و لتجد فيها ما ينبهك إلي مواطن الخبث والمكر والغدر الخ وما أكثر القصص التي حملت بين طياتها غدر أقوام نعرفهم جميعا فالتاريخ لا يرحم ليتكرر مع اختلاف الازمنه والاماكن والمفاهيم غدر قومك المؤلم والمفجع بك.. ولأن أشكال الغدر تختلف وتتطور علي مر العصور فأصبحت أكثر بشاعة وتجرد من الانسانيه لتصبح حياتنا مخيفة ومقيتة وتجعل منا أناس عديمي الثقة بكل من يحيطون بنا وخاصة ممن قد تربطك بهم صلة قربي.. قد يرميك بوابل من سهام الغدر والخيانه، ليعلب العابثون لعبتهم ويقتلوا كل معاني القربي والمصاهرة واواصرالموده والمحبه وهذا في ليبيا حدث...ليبيا التي كانت جسد واحد وقويه بترابط العائلات فتكون ليبيا قبيلة واحده.. الا انهم بغدرهم كانوا سببا في تدمير هذا البيت الكبير ليعيش أهلنا المعاناة والتيه، ، مع استعراضات سخيفة ومكشوفة من قبلهم هنا وهناك أمام مراي العالم الذي ناصرهم من اجل مصالحته ليصبحوا حفنة من المغفلين الذين ضيعوا وطنهم بايديهم وحطوامن قدرهم بمسميات شكليه يرددونها كالبغباوات تشبها بدول اقل مانقول عنهم ان شعوبها تعيش في وهم الحريه المصطنعه وهؤلاء الذين اسموا انفسهم بالثوار في ليبيا نسوا أن التفكير من أعظم الصفات التي منحها لنا الإله فبصحته ومنطقيته يكون للبشر صحة الخطوات وصحة العمل.. ففي ذاك الزمان وذاك الوقت الذي قتل فيه جساسا كليب لا نستطيع أن نعطيه صفة القدم او الكمال او حتي الزمن الجميل أو ما شابه ذلك.. سوي القول انه لايختلف كثيرا عن زمننا المعاش مع فارق ما وصلونا إليه في هذا الوقت من تقدم علمي وتكنولوجي ولو أردنا أعطي معني اشمل، و أدق نقول تقدم العقول الأكثر خطورة قبل أي شيء أخر في هذا الوقت. فالأخ الذي لا يتذكر حاجة أخيه إليه يساعده ويسانده ويفكر معه في امورهم شؤونهم، ليكونوا معا أكثر أمنا وأمان ويزداد الوطن رفعة ورقي بهم. لنعيش عكس هذا في عصرنا المعولم فصار أصحاب العقول المخيفة التي تنشر الحقد والفساد اينما ماحلت ويدير ظهره لاخيه، الذي كان يظن علي مر السنين انه سند وعون الا انه له في هذا الزمن المتردي والذي صار فيه المعقول لا معقول ليغدر اخيه به وبأهله وليدرك ان الحقد لم يمت وان حكاية قابيل وهابيل تتجسد في ليبيا وحكايه جساس الغادر ايضا.. فهل كنا قارئين للتاريخ بدون وعي اما اننا مررنا عليه مرور الكرام او انه لم يخالجنا الشك في اخواتنا يوما .ولهذا لم ندرك غدر جساس باابن عمه وصهره علي مر تلك السنين. أكان حريا بنا في ليبيا أن نسير بحذر في زمن صار فيه ابناء عمومتنا كلهم جساس، رضوا بذبح أطفالنا امام اعيونهم بمدافع وصوراريخ اكثر من اربعين دوله رضوا بتدميربيوتنا وبتهجيرينا وقتل اهلنا فصارت الارض الليبية عراق جديد.. وصرنا في التيه والشتات الذي لم نكن نرضاه لغبرنا فصرنا نحن مثال اخر يضاف للمشردين الارض، ووطن صارمرتع للقتل وسفك الدماء والخوف والجور والظلم ليعاني أطفاله البؤس والشقاء والمرض لتكون قبور في انتظارهم كل لحظة وفي كل يوم.. ولم يدرك جساس الليبي هذه المره مدي فعلته حتي بعد أن فتك الغدر بأهله وأصاب منهم مقتلا وأفني الصغير قبل الكبير ولم يعطي اهله سوي مستشفيات بلا دواء ومنازل مظلمة من الأحباء وشوارع ملئ بالدم .. فصار.الأطفال أشباح للفقرفي الشوارع هزيلي الجسد والفكر بعدما كانت دار القرأن دارهم يتنافسون علي حفظه علي منابر الذكر.. وبعد أن كانت بلادهم تعج بالحياة والعلم والنور والامن فصارت مكانا مخيفا كئيبا.. اطفال ليبيا الان يفترشون الارض ويحملون معهم من بيوتهم بقايا الفرش ليقيهم برد الشتاء في فصولهم المدرسيه في عهد مايسمي بثورة فيراير ..... اطفال ليبيا في عهد جساس الليبي تركوا مقاعد الدراسه وصاروا بائعه متجولي في الشوارع...رغم أن هذا الوطن ''ليبيا''في وقت ما افرحت الأمة واعطت شرفائها بصيص من الأمل انهم دولة المواجهه وانها دولة قوية نحتاج إليها في زمن التبعيه والانقياد فضاعت الفرحة بسبب ما فعله جساس الليبي بغبائه وسطحية تفكيره ودمر حلم امة وشعب.. وهاهوالان مازال يتخبط في محاولاته لاستعادة ثقة اهله به مجددا بعد فعلته التي دمرت وطن بحجم امة، لعل أخيه يغفر له طعنته من الخلف.. وكيف يحدث بعدما اقدم علي هذا الفعل ولم يدرك عواقبه ومصير الأطفال والنساء والشيوخ في وطنه الذين لا ذنب لهم سوي الا انهم هو من جارعليهم فجعل منهم عاجزين غرباء في وطنهم وخارجه، ليبيا اليوم صارت مكان لدمار والخراب ووطن للخوف.. هذه ليبيا يا جساس لم تفكر، ولم تقدر ولم تدرك ... فغدرت فصارشعبك شعبا اخر من هذه الامة المنكوبه في الالم الشتات...