اختلف المفهوم التقليدي للحرب من حرب عسكرية لغزو الأرض بالاحتلال العسكري إلي حرب اقتصادية لتدمير الاقتصاد القومي، ليتحول أخيرًا إلي مفهوم جديد يسمّي بحرب الأفكار وهي 'حروب الجيل الرابع' لتغيير العقول والقلوب للشعوب العربية في سبيل الوصول إلي الاحتلال المدني بديلاً عن التدخل العسكري في الدول المستهدفه، وهنا تختلف طبيعه الأسلحة المستخدَمة لطبيعه الحرب الفكرية، طبقًا لآليات ممنهجة لزعزعة الإستقرار ثم الفوضي المنظمة ومن ثم افشال الدولة وتستخدم هذه الآليات أفكارًا وشعارات رنّانة كالحرية هذه الحرب يطلق عليها حرب اللاعنف و قياداتها ليسوا بجنرالات عسكرية ولكنهم جنرالات مدنية حيث قائد القوات 'جين شارب' الشهير 'بميكافيللي اللاعنف: وهو مهندس تصميم سلاح العصيان المدني 'للمهاتما غاندي' وصاحب مؤلفات عديده من ذخائر حروب الجيل الرابع أهمها علي الأطلاق ذلك السلاح الفتاك المسموح به دولياً 'كتاب التحول من الديكتاتورية إلي الديمقراطية' وهو أهم سلاح تم استخدامه في تفتتيت الأتحاد السوفيتي ومن ثم تفكيك الكتلة الشيوعيه في اوروبا الشرقية. ويأتي تلميذه النجيب بيتر آكرمان ليقوم بتفعيل تكتيكات وخطط العصيان المدني لميكافيللي اللاعنف إلي وسائل مرئية ومسموعه ووسائل ترفيه وغناء يتم أستخدامها داخل أرض المعركة. ولأن هذه الخطط والتكتيكات يستلزم لها ساحة للتدريب ومراكز للقيادة والسيطرة فكان دور أكاديمية التغيير بلندن وقطر ومؤسسات نشر الديمقراطية الامريكية وأهمها منظمة فريدوم هاوس. ثم يأتي دور جحافل القوات الناعمه وهي جيوش تحت الاستدعاء تم تدريبهم جيدا علي خطط وتكتيكات غاندي داخل دكاكين الدعارة الديمقراطية في تركيا وأميركا وقطر وتم ربطهم جيدا بخطوط الأمداد الخلفية من منظمات دولية معنيه بحقوق الانسان ودوائر أعلامية مأجورة أن جيوش القوات الناعمه والتي خرجت من رحم مركز ابن خلدون حيث ناظر مدرسة شارب في مصر 'الدكتور سعد الدين ابراهيم 'وهو مقاول أنفار تصدير هذه الجنود للتدريب في الخارج، يمكن أن تتعرف علي هويتهم داخل حركة 6 إبريل وكفايه وشباب جماعة الأخوان المسلمين والأشتراكيين الثوريين وأقرانهم ممن باعوا ضمائرهم من أجل حفنة دولارات. كانت المهمه الموكله لهم هي زعزعة الاستقرار بأسقاط الأنظمة للوصول إلي الفوضي المنظمة في مصر ولأنهم حفظوا التكتيكات المطلوبة منهم عن ظهر قلب في أفراغ ما بحوذة الدولة من نفوذ علي اراضيها فكانت خطة الهجوم ترفع شعارات وأدوات تقسيم الدول ' التغيير – التحول السلمي إلي الديمقراطية- حقوق الانسان-حرية التعبيير' وحينما نجحوا في زعزعة الاستقرار كانت المهمه الجديده الموكلة لهم، فتح جبهات علي محاور الهجوم والأنقضاض لاحداث الفوضي المنظمة وذلك برفض كل ما هو اصلاح سياسي جديد او برامج سياسية جديدة والرفض يظل علي طول الخط لمجرد الخروج عن القانون والشرعية ودائما ما يمكثوا في أرض المعركة في انتظار التعليمات الجديدة من ربهم الأعلي شارب ورئيس اركانه آكرمان. بنجاح مهمه القوات الناعمة لشارب تبدأ عمليات تطوير الهجوم بالنسق الثاني والأخير وهي كتائب الطابور الخامس والمنوط بها مهمه أفشال الدولة والتي تم تدريبها علي عمليات الأخفاء والتمويه منذ سنوات طويلة وظلت داخل ثكناتها كالفئران تقرض في جدران مؤسسات الدولة نحو الأنهيار الكامل ومن ثم تفشل الدولة أقتصاديا ليتم تركيعها وتصبح جاهزة لرفع الرايه البيضاء للمستعمر الجديد ويمكن التعرف عليهم بسهوله اليوم داخل الحقائب الوزراية الجديدة وفي الصحافه والأعلام. تلك هي معركة المصريين اليوم.. الطابور الخامس.