لم تكن العلاقة يوما بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية علاقات عادية، بل تطورت عبر السنوات منذ حياة المغفور له بإذن الله تعالي، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فقد كان يؤمن رحمه الله بأهمية التعاون والتكامل والتعاضد بين العرب، وترسخ هذا التوجه في ظل القيادة الرشيدة لرئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وإخوانه الحكام. زيارة الشيخ محمد بن زايد لمصر سبقتها خطوات داعمة قدمت فيها الإمارات أروع وأقوي معاني الدعم الذي تحتاجه دولة شقيقة حين تمر بأزمة، وهو ما يمكن اعتباره مثالا للأخوة العربية، وفي وقت يستلزم فيه رد الجميل من أبناء الإمارات الذين لم ينكروا يوما فضل المصريين عليهم في التعليم والصحة ومجالات عديدة أخري. وتضامن الإمارات مع مصر سياسياً واقتصادياً وإنسانياً يؤكد حرص الإمارات ودعمها لأمن واستقرار الدول العربية الشقيقة، التي تري أن استقرارها هو جزء من استقرار الخليج وأمنه، وهو ما لخصه الشيخ محمد بن زايد بقوله: مصر المستقرة قوة ودعامة لنهضة العرب. وهذا ما يجعل التحركات لدعم مصر أمراً هاماً وملحآ ومتطلباً لمواقف جادة وحاسمة، تقطع الطريق أمام أي تدخلات تمس أمن المنطقة. مصر هي الميدان الكبير، بكل تجلياته وأبعاده ومكوناته وزواياه.. ومصر هي الأم وهي السفينة والبحر، وهي العربة والجسر والواحة. مصر هي مصر، ولا يوجد في القاموس معني غير هذا المعني، ولا يوجد للدنيا أم غير هذه الأم. فمصر هي أم الدنيا بلا منازع، أو نزاعات،. هي أم الدنيا بكل المقاييس والمقاسات. هي أم الدنيا بحضاراتها وأهرامها، وبأبي الهول، وبالنيل الطويل، وبسدها النبيل الثمين. هي أم الدنيا بكل ما تعنيه الكلمة واحتواء للأحداث والمناسبات، واحتواء لكل ما من شأنه فتح آفاق المستقبل نحو استثمار للطاقات في الزمان والمكان المناسبين. وإذا. مصر هي مصر، والإمارات هي الإمارات. خطان متوازيان في رفد الحياة بكل ما هو بناء ويرمي إلي المستقبل بكوادره البشرية المملوءة بالحيوية والرؤي الثاقبة الثابتة في سجلات التاريخ وفي الخرائط الجغرافية العالمية.