أشاد الدكتور محمد الخشت، رئيس جامعة القاهرة، ببرنامج ومحاور المؤتمر العالمي السادس لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وتنوع خلفيات المتحدثين وحجم المشاركة الدولية الكبيرة، مهنئًا الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية على المؤتمر وتنظيمه وأهمية توقيته. حيث كان الخشت شارك صباح اليوم، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تحت عنوان "مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي.. تحديات التطوير وآليات التعاون"، وذلك بحضور وفود من 85 دولة يمثلون كبار المفتين والوزراء والشخصيات العامة، ومشاركة نخبة من القيادات الدينية وممثلي دُور الإفتاء على مستوى العالم. وقال الدكتور محمد الخشت، إن دار الافتاء المصرية أظهرت قوة مصر الناعمة وتأثيرها ودورها العربي والإسلامي والدولي في مواجهة الإرهاب والإرهابيين، مشيرا إلى أن الفتوى لا بد وأن تنطلق من القرآن والسنة الصحيحة اليقينية وتراعي الأعراف والأحوال، خاصة وأن هذه الأمور تتغير من زمان لآخر ومن مكان لآخر، مشددًا على أن ما تم توارثه من الفقهاء اجتهاد مقيد بزمانه ومكانه، وأن الفتوى يجب أن تراعي الفروق بين الأعراف واختلاف ظروف المستفتين. وأكد الخشت، على ضرورة العودة للمختصين في علوم الدين، ولفت إلى أن كثيرًا من الأحكام الفقهية الخلافية يرجع السبب الحقيقي فيها إلى الاختلاف في المرجعية الأصولية والتصورات الاعتقادية التي يحملها الفقيه في خلفيته المعرفية وفي رؤيته للعالم وهي تؤثر على طريقته في استنباط الحكم الشرعي، مؤكدًا على ضرورة العمل على تجديد فهم العقائد وتغيير رؤية العالم والإيمان بتعددية الصواب. وأشار رئيس جامعة القاهرة إلى بعض ملامح الخطاب الديني الجديد التى تؤكد العودة للقرآن الكريم والسنة المتواترة الثابتة بيقين، ورفض التمذهب والفرقة والاتباع الأعمى والتقليد بلا وعي، كما أكد على الإلتزام بالثوابت ورفض جعل المتغيرات من الثوابت، لافتًا إلى أن التجديد الذي يدعو إليه يقوم على تأسيس مرجعية جديدة من الوحي وحده وعلوم دين جديدة تراعي المكتسبات المعرفية الحديثة ودون اقتراب من ثوابت الوحي. وأكد الدكتور الخشت، أن علوم الدين هي علوم بشرية أسسها علماء عظماء كانوا قد احتكوا بثقافات أخرى، ولابد عند تطويرها أن يكون هناك احتكاك بالحقول المعرفية الأخرى وبعضها البعض حتى نكون قادرين على التجديد من الداخل، مشيرًا إلى أن الأنبياء أنفسهم احتكوا بثقافات أخرى وتفاعلوا معها.