تشهد العلاقات بين مملكة البحرين وجمهورية الصين الشعبية تناميا متزايدا وتطورا كبيرا منذ تولي الملك حمد بن عيسي آل خليفة عاهل البحرين مقاليد الحكم في البلاد وذلك انطلاقا من رغبة البلدين المشتركة في توطيد أواصر الصداقة والتعاون بينهما. ولعل التعاون بين مملكة البحرين وجمهورية الصين في المجالات الثقافية والإعلامية من أبرز المجالات التي شهدت ازدهارا وتقدما ملحوظا وذلك انطلاقا من حرص البلدين الصديقين علي تعزيز هذه العلاقات والارتقاء بها إلي مستويات أفضل من خلال الزيارات المتبادلة العديدة بين المسؤولين في البلدين خلال السنوات الأخيرة والتي تعتبر مؤشرا واضحا علي متانة هذه العلاقات وتطورها وازدهارها إضافة إلي المشاركة في الاجتماعات والندوات والمؤتمرات الفعالة والتي من شأنها أن تسهم في فتح آفاق جديدة من العلاقات وتعزيز التقارب والتواصل الثقافي بينهما. ومن هذا المنطلق جاءت الزيارة الهامة التي قامت بها وزيرة الثقافة والإعلام البحرينية الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إلي جمهورية الصين الشعبية مؤخرا حيث شاركت في الندوة العربية الصينية ومهرجان الفنون العربية 2010 التي عقدت في العاصمة بكين، كما التقت خلال الزيارة بالعديد من المسؤولين والفعاليات الثقافية والإعلامية، أبرزهم رئيس المكتب الإعلامي بمجلس الدولة الصيني الوزير وانغ تشن الذي أقام حفل استقبال علي شرفها وأهداها مجموعة مميزة من الكتب والإصدارات والمطبوعات الصينية. واكتسبت زيارة وزيرة الثقافة والإعلام البحرينية إلي جمهورية الصين الشعبية أهميتها من المكانة المهمة والصقل الكبير الذي تحظي به الصين علي الصعيد العالمي إضافة إلي كونها أحد أهم وأقدم الحضارات العالمية والتي يعود تاريخها إلي ما قبل 5000 عام تقريبا فضلا عن الدور المميز الذي تضطلع به جمهورية الصين في التواصل الثقافي والإعلامي مع الدول العربية ومملكة البحرين علي وجه الخصوص وهو ما أكدت عليه الوزيرة خلال كلمتها التي ألقتها أمام الندوة العربية الصينية في بكين حيث أكدت علي دور الثقافة والإعلام في التقريب بين الشعوب مؤكدة في هذا السياق عمق العلاقات التاريخية بين مملكة البحرين والصين منذ قدوم أساطيل الصين التجارية قديما إلي منطقة الخليج العربي والذي يبرزه التراث الحضاري البحريني من خلال المعثورات الخزفية والعملات الصينية القديمة في موقع قلعة البحرين وهي حقائق تاريخية تؤكد عمق الارتباط الثقافي والتجاري بين البلدين منذ القدم. وتعتبر زيارة وزيرة الثقافة والإعلام إلي الصين ومشاركتها في هذه الفعالية استمرارا وتعميقا للعلاقات التاريخية والثقافية بين البلدين وهو ما أكدت عليه في كلمتها قائلة "أنا هنا لأؤكد استمرارية هذه العلاقة والتخاطب من خلال ثقافاتنا وتشجيع هذا النمط من العلاقة الإنسانية بيننا، الذي يتلاقي عنده التبادل الثقافي ومن خلاله تزداد إسهاماتنا في التقارب الإنساني" مضيفة "أمد يدي لكم في تعاون ثقافي وتبادل لموروثات إنسانية تجعل في النهاية من هذا الكون مكاناً لائقاً للإنسان". ولا تقتصر جهود تعزيز التعاون الثقافي والاعلامي بين مملكة البحرين والصين علي الزيارات المتبادلة التي يقوم بها مسؤولي البلدين وإنما تشمل كذلك المشاركة في الندوات والمعارض والمؤتمرات الثقافية والإعلامية في كلا البلدين حيث استضافت البحرين مؤخرا الندوة الثانية للتعاون العربي الصيني في مجال الإعلام يومي 6 و 7 مايو 2010. والتقت وزيرة الثقافة والإعلام علي هامش هذه الندوة مع مسؤولين صينيين شاركوا في الندوة حيث جري بحث سبل تعزيز وتوطيد التعاون الإعلامي والثقافي بين مملكة البحرين وجمهورية الصين بما يسهم في توثيق العلاقات بين البلدين الصديقين مؤكدة معاليها أهمية دور الإعلام والفعاليات الثقافية المشتركة في تعزيز أطر التعاون والشراكة والصداقة التاريخية بين الدول العربية وجمهورية الصين في جميع المجالات. كما تشارك مملكة البحرين في هذه الآونة إلي جانب أكثر من 200 دولة في معرض شنغهاي العالمي 2010 بالصين حيث حرصت المملكة انطلاقا من دورها الريادي علي صعيد التراث والثقافة علي المشاركة في هذا المعرض بجناح مميز يظهر أصالة وتراث وعراقة مملكة البحرين. ويعد معرض شنغهاي من أهم وأكبر المعارض الثقافية التي تقام علي مستوي دول العالم وتمتد فعالياته لمدة ستة أشهر