لا يمكن رغم محاولة الارهاب التي تعرض لها بسبب الثانوية وتصديه للفوضي والفساد المستشري في وزارة التربية والتعليم التي يتولي مسئوليتها ان ننكر اعجاب الغالبية بمحاولات فرض الانضباط التي يقودها الوزير الدكتور احمد زكي بدر. ان الصمود الذي ابداه هذا الوزير في مواجهة محاولات النيل من الاجراءات التي اتسمت بالجرأة والحسم زادت من التقدير الشعبي له. هذه المشاعر تعكس الاحساس بالحاجة الماسة إلي هذا التعامل مع مشاكلنا المستعصية التي اتسمت بالفوضي والعشوائية وتبني التجارب الفاشلة وما ادت اليه من انهيار للمنظومة التعليمية. لاجدال ان اصلاح التعليم كان لابد ان يبدأ بفرض الاحترام للنظم من جانب كل العاملين في الاجهزة التابعة. ولا يمكن تحقيق هذا الهدف عن اقتناع إلا اذا ما تمت المحافظة في نفس الوقت علي كرامة المعلم وفقا للمباديء والاخلاقيات التي كانت سائدة وساهمت في تعليم اجيال واجيال من الخريجين الناجحين في كل المجالات. انني علي يقين وبعد استقرار الانضباط في المدارس وبين العاملين التربويين والطلاب ان ينتقل هذا الوزير الهمام إلي مرحلة جديدة تستهدف معالجة القصور في العملية التعليمية مستعينا بالخبراء في هذا المجال. فانه لا يمكن تحقيق هذا الهدف الذي يمثل عنصرا اساسيا من الامن القومي المصري دون دعم ومساندة وتأييد من كل قيادات واجهزة الدولة ومن الرأي العام الذي تتعالي شكاواه علي مدي اربعين سنة من الدمار الذي لحق بكل مراحل التعليم خاصة الاولي والاعدادي والثانوي وهو الذي يعتبر الاساس الذي يقوم عليه النظام التعليمي.. نجاحا أو فشلا. وبهذه المناسبة فإن الدكتور احمد زكي بدر يستحق التحية للدور الذي يقوم به لتنمية روح الانتماء عند تلاميذ المدارس الذين يمثلون اجيال المستقبل في هذا البلد.. كل التقدير للوزير علي قراره باخضاع المدارس الاجنبية للمباديء والقواعد المعمول بها في مدارس الدولة وإلزام طلابها بتحية علم مصر وترديد النشيد الوطني في طابور الصباح. لا يمكن النظر إلي هذه الاجراءات باعتبارها مساسا بالنظام التعليمي في هذه المدارس ولكنها كانت امرا ضروريا لتأكيد السيادة الوطنية التي شهدت تهاونا في الحفاظ عليها. كما ارجو ايضا ان يوفق الله الوزير الشجاع في تنفيذ ما اعلنه حول العمل علي النهوض بالتعليم الفني الذي فقد دوره وقيمته في تخريج كوادر فنية نحن في اشد الحاجة اليها لتيسير العملية الانتاجية محور التقدم الاقتصادي.. من ناحية اخري فانني اتمني ان يتفهم الاعلام صعوبة المعركة التي يخوضها وزير التعليم لاصلاح ما فسد علي مدي سنوات وسنوات.. الكتيبة الصحفية والاعلامية مطالبة إذا كانت تستهدف صالح وخير هذا الوطن ان تدرك وتتفهم وتستوعب الوضع المزري الذي يحكم مسيرة التعليم وان تتسم ممارساتها للمهنة بالايجابية والشفافية والامانة التي لا تجعل منها عاملا لتثبيط الهمم حتي يبقي الحال علي ما هو عليه. ان الجميع سواء كانوا مسئولين أو رأي عام يتحملون مسئولية إنجاح سياسة إصلاح التعليم وهو ما يتطلب اتاحة الفرصة للوصول الي هذا الهدف القومي.