أهداني الدكتور محمد شعراوي استاذ التحاليل الطبية بجامعة القاهرة وهو صديق مشترك مع فضيلة الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، محاضرة ألقاها فضيلته في هامبورج بدعوة من الجمعية المصرية الألمانية بالاشتراك مع معهد جوته في نوفمبر 6002 وكان وقتها رئيسا لجامعة الأزهر.. تتحدث عن السماحة في الاسلام وعلاقته بالأديان الأخري، هي محاضرة رائعة نحتاج اليها في أيامنا هذه لمواجهة الهجمة الشرسة علي الدين الاسلامي الحنيف والمحاولات الخبيثة لبعض المغرضين في الداخل والخارج للوقيعة بين المسلمين والمسيحيين.. أشار فضيلته الي ان المتأمل لآيات القرآن الكريم يتيقن أن الاسلام ليس هو -تحديدا- الرسالة التي نزلت علي محمد صلي الله عليه وسلم وانما هو الاسم الجامع لكل رسالات الأنبياء في مختلف الأزمنة والأمكنة، وليس الاشتراك بين الاسلام والرسالات السابقة في اسم فقط بل في مضمون الاسلام وجوهره لأن ما جاء به محمد من عقائد وأخلاق وسلوك هو نفس ما جاء به الأنبياء والمرسلون. ويؤكد أن الله لم يشرع للمسلمين دينا جديدا بل ما أوحاه الي محمد هو ما أوحاه الي الانبياء وهو التوحيد المطلق والايمان بالله وكتبه ورسله دون تفرقة أو تمييز عنصري أو طائفي بين رسول وآخر أو كتاب وما سواه.. وإذا كان أمر الدين واحدا في فلسفة الاسلام فإن الشريعة تختلف باختلاف الناس.. بيئاتهم وأزمانهم وأماكنهم وأحوالهم وقد شبه محمد صلي الله عليه وسلم ذلك بأن الأنبياء يشبهون إخوة من أب واحد وأمهات شيء.. الأب الواحد هو الدين الذي يجمعهم والأمهات هن الأزمنة والأمكنة وكذلك القرآن الكريم يصدق الكتب السماوية في صورتها الأولي التي لم تبتعد فيها عن منبعها الإلهي. ونحن نتعلم من القرآن أن الإنجيل مصدق للتوراة والقرآن مصدق للانجيل والتوراة ولكل ما سبقه من الكتب السماوية.. وللحديث بقية لو كان في العمر بقية.