شهدت منافسات الجولة الأخيرة من الدور التمهيدي الأول للمونديال رقم 91 والتي تجري حاليا جنوب افريقيا نوعا من الحماس الشديد والصراع المشروع والكفاح المسموح بين ثماني المنتخبات المشاركة في إطار المجموعتين الأولي والثانية.. وظلت فرصة السباعي المتنافس علي المراكز الثلاثة المتأهلة إلي جوار الارجنتين قائما وحتي اللحظات الأخيرة بل لعل بعضها لم يحسمها سوي صافرة الحكم النهائية وهو ما يدحض أي شبهة للتواطؤ أو أي تهمة للتفويت. في المجموعة الأولي خاضت فرنسا مباراتها الأخيرة بدون أية مقومات فنية أو ذهنية أو حتي معنوية لتحقيق أي نتيجة مشرفة.. ولم يكن لاعبوها في حالة تسمح بالتحلي بأية معطيات لا مهارية ولا حماسية وسيطرت عليهم الفضيحة المدوية التي يتحدث عنها القاصي والداني والتي تناقلتها كل وكالات الانباء العالمية واحتاجت إلي تدخل من رئيس الدولة نيكولاي ساركوزي وترددت اصداء التمرد والعصيان والخلافات والبذاءات في كل ارجاء المعمورة وكان بطلاها المدير الفني دومينيك والمهاجم المنفلت انيلكا وناصر كل واحد منهما شرزمة من اللاعبين قبل ان تجتمع كلمتهم علي مقاطعة المران.. ولم تتوقف المصائب التي واجهت الديوك الفرنسية عند حد التشتت ونقص الصفوف بسبب الاصابات والايقافات والترحيلات.. بل تعدي هذا النقص الأمور المنطقية إلي الأمور المفاجئة عندما طرد الحكم الكولمبي اوسكار رويز الذي ادار لقاء فرنسا مع البلد المضيف جنوب افريقيا اللاعب جوركوف للايذاء المتعمد في الدقيقة 52 من البداية.. فزادت الصعوبات التي واجهها الضيوف غير المرحب بهم خاصة وان النتيجة كانت تعلن عن تأخرهم بهدف احرزه كومالو بعد ثلث ساعة من البداية.. مجريات اللعب بعد ذلك لم تكن تفرق بين احد ابطال العالم السابقين والمصنف رقم 9 وبين المنتخب الذي تأهل »عنوه« بوصفه منظم المسابقة.. وكان من الطبيعي ومع مظاهرة كل العوامل المساعدة كالأرض والمناخ والجماهير المتحمسة والمتربصة ان يعزز مفيلا فوز الجنوبيين بهدف ثان في الدقيقة 73.. وتتصاعد طموحات أصحاب الأرض بعدما اوشكت علي الاضمحلال قبل المباراة وتم احياؤها بفعل الحالة المتردية للفرنسيين ويجري كارلوس البرتو بيريرا بعض التغييرات الراغبة في التعزيز لعل وعسي.. غير ان الآمال تتجمد بعدما تمكن الجناح مالودا من إحراز هدف لفرنسا في الدقيقة 07 وتتحطم تماما علي صخرة الدفاع الفرنسية التي صمدت للهجمات الجنوبية المتواضعة وليخرج الفريقان غير مأسوف عليهما للشتات الذي اصاب احدهما ولتواضع مستوي الآخر. استحق الاورجواي ان يعتلي قمة المجموعة بالرغم من عدم توفر النجوميةالطاغية لاحد لاعبيه ولكن بالانتاج الجماعي والسرعة والتفاهم والتحركات الواعية والالتزام الخططي الذي غرسه فيهم مديرهم الفني اوسكار نابريز نجح الاورجواني في التفوق والسيطرة النسبية علي مجريات اللعب وفتحه علي الاجناب لخلخلة الدفاعات المكسيكية ودفع المدافعين لارتكاب اخطاء وفتح الثغرات بينهم ونجح كل هذا في التقدم بالهدف الوحيد الذي احرزه سواريز قبل نهاية الشوط الأول بدقيقتين.. وعبثا حاول المكسيكيون تحقيق التعادل بالرغم من اطمئنانهم إلي أن الهزيمة بهدف تؤهلهم إلي الدور الثاني لكن حلاوة الروح والطموح المشروع جعلهم يواصلون سعيهم حتي وان عرضهم إلي اهتزاز شباكهم مرة أخري وقد اوشكت بالفعل علي هذا غير ان التوفيق لم يساند الطرف الآخر فاكتفي باعتلاء القمة وتفادي مواجهة بلدياته من راقصي السامبا في اللقاء القادم مفضلا مواجهة الكوريين. دروس بالجملة بجدارة حصل أولاد مارادونا أشهر من تعامل مع كرة القدم منذ نشأتها علي العلامة الكاملة وحققوا الفوز الثالث لهم علي التوالي وارتفع رصيدهم به إلي تسعة نقاط بتغلبهم علي اليونان العنيد والعتيد بهدفين نظيفين احرزهما ديميكيلي في باليرمو في الدقيقتين 77 و98.. ورغم ان الهزيمة لم تكن ثقيلة بالنسبة لليونانيين بقيادة مديرهم الفني المخضرم ريهاجل غير انها جاءت ثقيلة علي ممثل الاغريق لان لاعبيه كافحوا وصمدوا وقاوموا علي قدر طاقاتهم ونفذوا تعليمات مديرهم الخططية باتباع الهجمة المرتدة والتحصن بالدفاعات الخلفية.. ولولا عدم الدقة التي اتسمت بها النهايات الهجومية التي شنها بمفرده السريع ساماراس لاهتزت الشباك الارجنتينية والتي لم يبذل حارسها روميرو جهدا غزيرا لانه لم يتلق أية كرات بين »الخشبات« الثلاث.. وعلي النقيض تصدي الحارس اليوناني الكسندروس تورفاس لكرات عديدة متباينة القوة والوجهة غير انه رغم حماس ويقظته لايمكن ان نبرئه من المشاركة مع مدافعيه عن المسئولية عن الهدفين.. تأخر الفوز الارجنتيني للصعوبة التي واجهها المبدع الوحيد في المونديال ميسي للافلات من الرقابة اللصيقة التي واجهها ومع ذلك اثمرت ابداعاته عن اهداء زملائه لفرصة التهديف وتصدي القائم والحارس لقذائفه المتتالية وكانت للمساته الجمالية البصمة العميقة في الاثارة والمتعة التي واكبت اداء الارجنتين في كل مبارياته. في آخر مباريات أول أمس تأهل المنتخب الكوري الذي تحلي بمقومات السرعة والعزيمة والرغبة والجماعية بصورة أعمق واكتفي من النسور النيجيرية التي أدت بأساليب ارتجالية واعتمادا علي المهارات الفردية والانطلاقات الخاطئة.. اهدرت نيجيريا الفرصة التي لاحت لها في آخر مبارياتها أمام كوريا بالرغم من تقدمها في البداية بهدف احرزه كالو في الدقيقة 21.. لكن رد يونج سو بهدف التعادل ثم اضاف زميله كويونج هدفا ثانيا في الدقيقة 94.. ليخطف بعقوبو التعادل العزيز من ضربة جزاء في الدقيقة 86 ويهدر بعد هذا الهدف فرصا بالجملة من انفرادات كاملة لايمكن ان تضيع من مبتدئ. أرقام لها دلالات شهدت مباريات المجموعة الاولي 11 هدفا و02 انذارا و3 حالات طرد وضربتي جزاء واختارت الجماهير كل من فورلان الارجواني وشابالا الجنوب افريقي وزميله ماسيلا وخافيير هرنانديز المكسيكي وسواريز اورجواني كرجال للمباريات التي جرت وحصل فورلان علي لقب هداف المجموعة برصيد هدفين.بينما شهدت مباريات المجموعة الثانية 71 هدفا و61 انذارا وحالة طرد وحيدة وضربة جزاء وتم اختيار مارك جي سونج مرتين كرجل للمباراة وايناما حارس نيجيريا مرتين وهيجوين الارجنتيني واخيرا اختير ميسي كرجل للمباراة الأخيرة بين الارجنتين مع اليونان.. وجاء هيجوين الارجنتيني هاتريك المجموعة واحرز بارك جو هدفين احدهما في مرماه ولي سو هدفين.