تزين صورته الملصقات الدعائية لكأس العالم لكرة القدم الحالية وهو يمثل رمزا لجودة الكرة الافريقية لكن صمويل ايتوو ومنتخب بلاده الكاميرون الذي تلقي خسارتين سيعود أدراجه مبكرا. وخرج المنتخب الكاميروني أكثر الفرق الافريقية خبرة والذي يشارك في كأس العالم للمرة السادسة من البطولة بعد هزيمته للمرة الثانية 2-1 أمام الدنمارك وهي نتيجة تمثل تذكرة قاسية بأن القارة الافريقية صاحبة الضيافة لا يزال أمامها الكثير لتواكب كرة القدم العالمية. وأصبحت مباراتهم الثالثة ضد هولندا - التي كان من الممكن أن تكون مواجهة رائعة بين واحد من المنتخبات الاوروبية البارزة والأسود التي لا تقهر - غير مؤثرة بعد صعود الهولنديين بالفعل للدور الثاني. وقدمت الكاميرون بعض العروض الممتعة والجذابة - في بعض الأحيان كانت تثير السعادة - لكن بعيدا عن الهدف الاول الذي سجله ايتوو في الدقيقة العاشرة فان الفريق افتقد اللمسة الأخيرة في منطقة الجزاء بينما استغلت الدنمارك أغلب الفرص التي سنحت لها. كما أطلق ايتوو تسديدة اصطدمت بالعارضة بالقدم اليسري وبنهاية المباراة كان هو الوحيد تقريبا الذي يحاول كسر الدفاع الدنماركي الصلب. ولم تكن محاولات أفضل لاعب افريقي ثلاث مرات فردية تماما لأنه كان يحصل علي مساندة في الهجوم من اشيل ايمانا الذي يبدو الان غيابه عن المباراة الاولي التي خسرتها الكاميرون 1-صفر أمام اليابان بدون تفسير. وخلف ايتوو عاد الثنائي الكسندر سونج وجيريمي للتشكيلة الأساسية بعد طلب من اللاعبين الكبار ومنحا خط الوسط بعض الصلابة. ولم تكن هناك الكثير من الأخطاء في الدفاع أيضا - الذي قاده سيباستيان باسونج - خاصة أن الأراء الشائعة والقديمة حول الدفاع الافريقي الساذج لا يمكنها تفسير مصير الكاميرون. واذا كان هناك شيء مفقود في العرض الكاميروني فانها القدرة التي تملكها منتخبات اوروبا وامريكا الجنوبية الناجحة علي السيطرة علي اللقاء لفترات طويلة وتهدئة الايقاع والاستحواذ علي الكرة مع الاحتفاظ بالطاقة. ويحب لاعبو الكاميرون الموهوبون وجود الكرة بين أرجلهم ويستمتعون بالتقدم للأمام عند كل فرصة لكن ثمة أوقات عندما تتطلب ادارة المباراة أسلوبا معتدلا ويتسم بالصبر والفعالية. ومع ذلك أطلق لاعبو الكاميرون 23 تسديدة في الاجمالي من بينها ثماني تسديدات في المرمي لكنهم سجلوا هدفا واحدا فقط. وأذعن الفرنسي بول لوجوين مدرب الكاميرون لقوة اللاعبين في اختياراته ورد فريقه ببداية رائعة للمباراة لكنهم كانوا يواجهون فريقا ربما يكون واحدا من أكثر الفرق التي تم التقليل من شأنها في هذه البطولة. ويواجه منتخب الدنمارك الذي يدربه مورتن اولسن الان مباراة لا بديل فيها عن الفوز أمام اليابان في اللقاء الأخير بالمجموعة الخامسة واذا قدموا أداء يتسم بالثقة والتنظيم والقوة مثلما فعلوا أمس باستاد لوفتس فرسفيلد فمن المفترض أن يمروا الي دور الستة عشر. ولا تملك الدنمارك لاعبا لديه القدرات الفردية لايتوو لكن الفريق يعتبر بمثابة تذكرة بأهمية العمل الجماعي والتحرك والتمرير الدقيق في الملعب. ويضم منتخب الدنمارك جناحا يجيد تنفيذ واجبات هذا المركز بالاسلوب القديم مع قدرة عالية علي التكيف مع الكرة الحديثة هو دينيس روميدال الذي صنع هدف التعادل لنيكلاس بندتنر وقدم بعض اللمحات الفردية الرائعة في هدف الفوز في الدقيقة 61. وأظهر روميدال قدرته علي السيطرة علي اللعب بجوار الخط وتجاوز رقيبه ببراعة وسرعة لكنه يرغب أيضا في القيام بتضحيات من أجل متطلبات الكرة الحديثة إذ كان يعود للوراء ويقوم بواجباته الدفاعية ويلتحم بقوة. لكن ايتو هو من كان الافارقة والعديد من المشجعين حول العالم يأملون في مشاهدته وهو يحتفل بالأهداف لعدة أسابيع أخري لكن مسيرة الكاميرون نحو دور الثمانية قبل 20 عاما لن تتكرر.