تقام اليوم ثلاث مباريات في منافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم بجنوب افريقيا 0102 التي تستضيفها القارة السمراء لأول مرة في تاريخها.. حيث يلتقي منتخب هولندا مع الدنمارك في الثانية والنصف في افتتاح المجموعة الخامسة ويليها مباراة فريقي المجموعة بين اليابان والكاميرون في الخامسة مساءا وتختتم لقاءات اليوم بأول لقاءات المجموعة السادسة بين منتخبي ايطاليا وباراجواي. لا تزال هولندا بين المنتخبات المرشحة للفوز بكأس العالم لكرة القدم لأول مرة علي الرغم من خسارة جهود لاعبها البارز ارين روبن في مباراتها الاولي بالبطولة أمام الدنمرك اليوم الاثنين بسبب إصابة في الفخذ. وهولندا مرشحة لتصدر المجموعة الخامسة علي الرغم من أن الفرق المنافسة وهي الكاميرون التي يقودها صمويل ايتوو افضل لاعب في القارة الافريقية ثلاث مرات واليابان والدنمرك سيكون لها اراء مخالفة. وستدخل هولندا البطولة وهي في مستوي ملفت في الأسبوعين الماضيين عقب فوزها 2-1 علي المكسيك و4-1 علي غانا وكذلك انتصارها الساحق بنتيجة 6-1 علي المجر. وإذا ما بدأت هولندا بشكل مشابه لبدايتها في كأس الامم الاوروبية 2008 عندما قدمت اداء رائعا وحققت الفوز علي ايطاليا بطلة العالم وفرنسا وصيفة بطل كأس العالم 2006 فان بامكانها ان تحجز مكانها في دور الستة عشر بعد أول مباراتين. وستكون اليابان المتعثرة هي المنافس الذي ستواجهه هولندا في المباراة الثانية. وعلي العكس من حالة الفوران والتألق التي تعيشها هولندا خسرت الدنمرك 1-صفر امام استراليا وجنوب افريقيا في اخر مباراتين استعداديتين بينما واجهت اليابان صعوبات في مبارياتها الودية الاخيرة. ورغم فشل الكاميرون في الفوز في اخر سبع مباريات استعدادية فان مدربها بول لوجوين لا يزال سعيدا للغاية بمستوي تقدم فريقه كما يبدو متفائلا بفرصة في البطولة. وقال رفائيل فان دير فارت لاعب وسط هولندا هذا الاسبوع ان حالة الثقة التي تنتاب لاعبي منتخب هولندا بقيادة المدرب بيرت فان مارفيك تبدو مرتفعة للغاية للدرجة التي لا تجعلهم يرغبون فقط في احتلال صدارة المجموعة بل ويشعرون بان لديهم من المقومات ما يمكنهم من الفوز بالبطولة. واضاف فان دير فارت للصحفيين "نملك مثل اسبانيا عددا من اللاعبين الجيدين جدا اضافة لمدرب في غاية التميز. لدينا (ويسلي) سنايدر وروبن اضافة الي امتلاكنا للكثير من المهارات. واذا ما ظهرنا هنا بشكل جيد فاننا سنمتلك بالتأكيد الإمكانيات للفوز بكأس العالم." وبعيدا عن إصابة روبن في الفخذ التي تعرض لها أمام المجر خاض منتخب هولندا فترة إعداد خلت بشكل كبير من المشاكل واذا لم تتلق شباك الفريق أهدافا ساذجة فإن بامكانه بلوغ مراحل متقدمة في البطولة. وسيكون هناك اهتمام اعلامي كبير بالكاميرون التي باتت اكثر المنتخبات الافريقية نجاحا علي صعيد كأس العالم بعد ان صعدت لدور الثمانية في كأس العالم 1990 قبل أن تعادل السنغال في 2002 هذا الانجاز الذي لم يستطع اي منتخب افريقي اخر تحسينه. وتعرضت استعدادات الكاميرون لاهتزاز بسبب تصريحات روجيه ميلا واحد من ابطال كأس العالم 1990 والتي شكك فيها في التزام المهاجم صمويل ايتوو تجاه منتخب بلاده قائلا انه لم يلعب بشكل جيد مع الكاميرون كما يفعل مع ناديه انترناسيونالي الايطالي. والمح ايتوو - الذي ساعد انترناسيونالي علي الفوز بلقب دوري ابطال اوروبا الشهر الماضي والذي يحلم بتحقيق ثنائية مدهشة بالفوز بكأس العالم أيضا - ولفترة وجيزة الي انه لن يشارك في البطولة عقب انتقادات ميلا. وتنحت هذه التهديدات جانبا وسيقود اللاعب البارز في منتخب الكاميرون تشكيلة قوية وصعبة المراس تتمتع بخبرات كبيرة بما يمكنها من معادلة او حتي التفوق علي ما حققه الفريق الذي خاض النهائيات قبل عشرين عاما. وبلغت الدنمرك التي عادت لكأس العالم بعد غياب ثماني سنوات النهائيات بطريقة رائعة وهي تتباهي بامتلاك فريق مخضرم يمكنه تجاوز دور المجموعات. ويقود الفريق المدرب المخضرم مورتن اولسن الذي سيحتفل أثناء كأس العالم بمرور عشر سنوات علي توليه تدريب الفريق. وبدت اليابان التي كانت أول منتخب يتأهل للنهائيات الحالية بعيدة عن مستواها للدرجة التي دفعت المدرب تاكيشي اوكادا لاقامة اخر مباراة استعدادية بدون جمهور يوم الخميس الماضي وهي المباراة التي فشل فيها المنتخب الياباني في التسجيل امام زيمبابوي علي مدار ثلاثة اشواط مدة كل شوط 30 دقيقة. وفي المباراة الثانية تجاهل الكثير من النقاد المتابعين لنهائيات كأس العالم لكرة القدم هذا العام عبارة تقليدية تقول إنه لا ينبغي أبدا استبعاد ايطاليا من الترشيحات كما تراجعت الهالة والبريق المحيطين بالمنتخب المدافع عن اللقب. وانصرفت الانظار عن منتخب ايطاليا الذي يقوده المدرب مارشيلو ليبي باعتباره فريقا انتهت صلاحيته ولم تفلح صفقة انتقال القائد فابيو كانافارو البالغ من العمر 36 عاما الي فريق أهلي دبي الاماراتي في تبديد هذا الانطباع. واضافت العروض المتواضعة خلال مرحلة الاستعدادات للبطولة والتي شملت الخسارة امام المكسيك الي الانطباع السائد بأن منتخب ايطاليا اصبح فريقا يبتعد كثيرا عن مستوي الفريق الذي فاز علي فرنسا في نهائي كأس العالم في برلين قبل اربع سنوات. ورغم ذلك فان ايطاليا تمتلك بعض المقومات التي تصب في مصلحتها مثل وجود لاعبين مخضرمين تعج بهم تشكيلتها اضافة الي وجود ليبي وهو واحد من كبار المدربين علي صعيد اللعبة في العالم والذي اثبت انه مدرب ناجح وقادر علي تحقيق الانتصارات. وكأي ايطالي يتذكر البداية البطيئة للفريق في كأس العالم عام 1982 قبل الفوز باللقب يدرك ليبي مدرب يوفنتوس السابق ان النجاح في النهائيات يرجع بشكل اساسي لسلسلة من النتائج الجيدة ثم بلوغ قمة المستوي في الوقت المناسب. وقال ليبي قبل المباراة الاولي لفريقه امام باراجواي اليوم الاثنين "لا يمكن لاي فريق ان يأتي الي كأس العالم وهو يعلم بالضبط ما يمكنه فعله.. تتطور الأمور شيئا فشيئا أثناء البطولة". وتمثل الاصابة التي تعرض لها لاعب خط الوسط المبدع اندريا بيرلو في ربلة الساق والتي ستبعده عن اول مباراتين علي الاقل في النهائيات ضربة لمنتخب الازوري رغم ذلك وستمثل اختبارا لمرونة خطط ليبي ومدي العمق الذي تتمتع به تشكيلته.
