مثل أن الموت قادم لا محالة ولا مفر منه يتعامل المرتشون في مختلف المواقع الحكومية بنفس المنطق، ها انت جالس لا بك ولا عليك وفجأة تسمع عن فقد عزيز شابا كان أم كبيرا، وما ان تشارك في مراسم الدفن وتنتهي من واجب العزاء إلا وعادت ريما إلي عادتها القديمة وكأن ما حدث لا يستحق وقفة مع النفس، وتوبة نصوح ينزع المرء معها ثوب العصيان ويرفع راية الاستسلام لقضاء الله ويجسد الايمان به في أقواله وأفعاله. بنفس السيناريو يسقط المرتشي، ويشاهد زميله آثار هذا السقوط من انهيار أسرة بأكملها زوجة وأولادا، هؤلاء الذين دفعوه دون قصد لأن يمد يده إلي الحرام، يعيش الزميل واقعة »كلبشة« قرينه وسحبه إلي السجن رغم ذلك كله وبعد انتهاء مراسم القبض علي الزميل وحتي قبل ان يصل إلي سلطات التحقيق تجد بعضا من اعضاء المكتب يعود إلي غيهّ وضلاله القديم ولسان حاله يقول: انه الموت قادم لا محالة فليأت وقتما يشاء. بالطبع لا نلتمس عذرا لهؤلاء الذين صدرت فتاوي عديدة بأحقيتهم في الحصول علي الزكاة، حيث أصبح الناس مع الغلاء والكواء والطموحات التي لم يعد لها سقف ، كل منهم يضع يده في جيب الآخر للحصول علي اقصي ما يستطيع، بعضنا يغلفها في اطارها الشرعي مثل الاطباء والمحامين وآخرون يخلقون لها اطارا شرعيا في محاولة للمواءمة مع النفس اللوامة.. ولكن يبقي الحلال حلالا والحرام حراما وعلينا ان ندرأ ما بينهما من شبهات حتي يرحمنا ربي. الزميل خيري رمضان تعرض لما تناولته الصحف عن طبيب القلب واتهامه باستغلال عيادته في الدعارة.. اتفق مع الزميل في نقده ولكني لا اتفق معه في اعلانه انه سأل عن الطبيب أناسا مقربين واخبروه انه »يحب الستات وهذا حقه..« وفي رأيي ان الزميل »جاء يكحلها.. عماها«، فما يمكن ان يقال في جلسة صالون أوقعدة علي القهوة لا يصح ان يقال علي مسامع الملايين، حرصا ايضا علي سمعة الرجل وأسرته.. ولا إيه.