لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.. ولكن! للأسف مازلنا لا نتعلم من اخطائنا السابقة ومازلنا نهرول خلف الطمع ونسعي بكامل ارادتنا لنسلم أموالنا الي النصابين بكل رضاء!! لا تخلو صفحات الحوادث بجرائدنا من واقعة نصب.. المثير ان تتم "عمليات النصب"بنفس التفاصيل التي تنشر يوميا ويقرأها الملايين ومع ذلك لايتعلم احد. والجديد في عمليات النصب ان تتم في (الفضاء الخائلي) أي علي شبكة الانترنت وكان بطلها "هيثم" نصاب الإنترنت الذي تكلمت عنه أغلب الصحف في الفترة الماضية والذي جمع ما يزيد علي 200 مليون جنيه بحجة توظيفها في إحدي شركات توظيف الأموال هو ليس الأول أو الأخير في مسلسل النصب علي المواطنين بحجة توظيف أموالهم..وقبل هيثم كان البوشي الذي استطاع أن يجمع ما يزيد علي 73 مليون دولار أمريكي من المواطنين في مصر وحدها غير الأموال التي جمعها من الإمارات وغيرها من الدول العربية، واستطاع البوشي أن يوقع بضحايا من مشاهير الفنانين..ما قام به هيثم وقبله البوشي وقبلهما الكثيرون. والان يثور دائما سؤال تقليدي.. لماذا لا يتعظ الناس من تكرار عمليات النصب والتي تتم بنفس الطريقة.. هل لأن النصّابين يبتكرون ويجددون في أساليبهم.. أم لأن الناس لديها قدر من الدوافع والاحتياجات يجعلهم لا يرون الواقع كما هو.. فنجدهم يلهثون وراء احتياجاتهم ويندفعون نحو النصاب بما يزينه لهم معطلين عقولهم...هذا ما رآه عالم النفس الامريكي الأشهر "أبراهام ماسلو" عام 1925..! وقد قدم "ماسلو" في دراسة عن شخصية النصاب تشريحا لشخصية النصاب من خلال مجموعة من المقابلات تبين ان النصاب لديه القدرة علي إقناع الناس . كما أجري الباحث "رزق سند إبراهيم ليلة" دراسة تناول فيها سيكولوجية النصاب.. تناول دراسة مجموعة من النصابين تراوحت أعمارهم بين (20-55 عاماً) ، ومعظمهم من المتزوجين، ولا يعملون في مهنهم الأصلية ولا يرغبون في العودة إليها ، وكان مستوي التعليم لديهم منخفضاً (23٪) من الأميين كما أن (73٪) منهم دون مستوي الثانوية العامة. كما ان مستوي الدخل لديهم غير ثابت وعموماً منخفض. ولاحظ الباحث ان النصاب حين كان صغيرا لم يدرك أباه بصورة سلمية فقد أدراكوت آباءهم علي أنهم يتسمون بالرفض والإكراه وعدم الاتساق علي وجه الخصوص، والاعتزال العدائي علي وجه العموم .كما رأوا أمهاتهم بوصفهن يتسمن بعدم الاتساق ، والتباعد أو الاعتزال العدائي علي وجه الخصوص ، وبالرفض والإكراه علي وجه العموم. . وعن خصائص صورة شخصية النصاب قال الباحث يميل النصابون إلي عدم النضج الانفعالي والافتقار إلي الصحة النفسية وذلك نتيجة الصراعات النفسية المرضية لديهم والتي تعبر عن نفسها من خلال السلوك الإجرامي .والأدلة علي ذلك كثيرة فالنصابون يميلون نحو الاندفاع والتهور وعدم القدرة علي الاستفادة من الخبرة وعدم الارتداد والردع من العقوبة. والآن لا نعرف هل تحذيرنا هذا من الوقوع في شباك النصاب سوف يجدي..وهل لو قلنا للكثيرين لا تندفع وراء أحلام الثراء السريع من خلال ما يزينه البعض سوف يجدي هذا التحذير.. أظن من قراءة ما حولنا لن يجدي هذا التخدير مع الكل..!