طرح باب نهر الفن يوم الأحد الماضي قضية محور المريوطية والانفلات والقبح والعشوائيات التي خلفها مشروع المحور المهم.. وقد طرح باب »نهر الفن« تصوراً بضرورة إعداد مشروع تخطيطي يضم جانب الترعة من منزل المريوطية حتي المنيب ورصف الشوارع الموازية للترعة والعمودية عليها لتحويل المنطقة إلي شريحة سكانية حضارية، مضافاً إلي ذلك تطهير أرصفة الشوارع جميعها من الإشغالات والتعديات والتي وصلت إلي حد اغتصاب الرصيف وتحويله إلي ما يسمي ملكية خاصة ويأتي ذلك بفعل بناء أسوار علي الرصيف وأصبح الرصيف هدفاً للنهب والبلطجة، وقد أشرنا في مقالات كثيرة عن الأضرار السلوكية والجسدية التي تصل لحد الوفاة نتيجة خلط المشاة بالسيارات في نهر الشارع، بالإضافة إلي أن هذا السلوك المنتشر في القاهرة الكبري وبعض المحافظات يدل علي التخلف وغياب الانضباط والشكل الحضاري للمواطن، وبعد نشر المقال بعدة أيام وجدت من يحدثني من أهل شارع الشيشيني بأن المحافظة قامت بتنظيف الشارع وكنسه علي مدي يومين.. وتجولت مترجلاً فظهر علي الشارع بعض ملامح النظافة لإزالة أكوام الزبالة.. وهذه مبادرة استجابة من السيد الوزير المحافظ، ولكن يتبقي أن الشارع ليس له لون سوي لون التراب، ولا يوجد به عدة أمتار بدون حفر ومطبات ولهذا يقدم »نهر الفن« الشكر الواجب للوزير المحافظ علي سماع صوتنا ونحلم باستكمال تحقيق الحلم من أجل مئات الآلاف من السكان، وأسعدني استلام رسالة بدون اسم الكترونية تفيد بأن الوزير المحافظ رجل ممتاز ويستطيع فعل الكثير.. وأيضاً أثناء جلوسي في أحد النوادي ليلاً منذ ثلاثة أيام أشاد أحد الأصدقاء بشخصية المحافظ.. وهذا الإجماع يطمئننا إن شاء الله، وعلي الجانب الآخر وللأسف الشديد تقع مسئوليات كبيرة علي رؤساء الأحياء ومعظمهم مكتبيون يفتقدون إلي الإدارة الميدانية، التي هي واقع الحياة ونبض المدينة، مضافاً إلي ذلك شرطة المرافق وإشغالات الطريق.. ماذا تفعل وأين هي من كم التعديات المذكورة بعاليه؟!. ويأتي في النهاية ضعف المسئولين وغياب الهيبة القانونية وانتشار البلطجة والانفلات الذي يضير بعامة الناس وإهدار حقوقهم المشروعة، فالمسئولية تقع علي الجميع وعلي ضمائرهم وأمانتهم وحزمهم وحسمهم.. لأن الجميع يفكر خطأ عندما يرضي رئيسه الأعلي علي حساب حقوق الناس وسأذكر لمعالي الوزير المحافظ حدثاً مهماً كشف عن غياب الضمير والأمانة في أداء الواجب، منذ عدة سنوات وجهت الدعوة للأستاذ المستشار الوزير محمود أبو الليل عندما كان محافظاً للجيزة لزيارة مرسمي بشارع الشيشيني وتحدد الموعد الحادية عشرة صباحاً.. ماذا حدث؟ قامت جميع إدارات المحافظة بالعمل علي مدي يومين كاملين »نظافة الشوارع وغسلها بالمياه وكانت مرصوفة وسيارات تجلية الأسفلت بالفرش الدوارة، زراعة الجزيرة الوسطي بالأشجار وإعداد أحواض لها، إزالة جميع التعديات علي الرصيف بالكامل وأيضاً الشارع، علامات إرشادية، ولكن الكارثة بل المصيبة حدثت بعد انتهاء الزيارة بثلاث ساعات علي الأكثر.. وعاد كل شيء كما كان ولم يعاودوا رجال النظافة وشرطة المرافق وغيرها من الأجهزة المعنية وعادت الفوضي واحتل الرصيف بل جزء من الشارع في بعض المواقع.. وانتشرت الزبالة في كل مكان وانتشرت الأتربة.