أكد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي أن بلاده لاتجري وراء دور في الشرق الأوسط بل إن تحركها في القضية الفلسطينية ورفع الحصار عن غزة، يأتي لأن تركيا تؤمن أن الممارسات الإسرائيلية والأزمات تلحق الضرر بالمنطقة كلها، وقال في كلمته في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري الثالث لمنتدي التعاون العربي التركي والدورة الخامسة للمنتدي الاقتصادي العربي التركي في اسطنبول أمس أن تركيا قالت: لا للعقوبات علي إيران حتي لا تناقض نفسها، وتعهد رئيس الوزراء التركي ببذل كل الجهد لمواصلة المفاوضات في الملف النووي والإيراني، وإبقاء إتفاقية طهران لتبادل الوقود النووي التي أبرمت بين إيران وتركيا والبرازيل علي الطاولة، لأن العالم يجب تسييره بالدبلوماسية، وليس بسياسات الحصار والإقصاء، لافتا الانتباه إلي نتائج هذه السياسات في العراق وأفغانستان.. وقال إن تركيا صوتت ضد قرار فرض عقوبات علي إيران في مجلس الأمن بسبب ملفها النووي لأنها كانت طرفا في إتفاقية طهران للتبادل النووي، وبالتالي كان يجب أن تلتزم بمواقفها لأنها لو لم تصوت ضد القرار لكان معني ذلك أنها ترفض نفسها ومواقفها. وأضاف أننا عندما ذهبنا لطهران لترسيخ نهج السلام والدبلوماسية اتصلنا بالدول المعنية (الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وألمانيا)، وعندما إبرمنا إتفاقية تبادل الوقود النووي قالوا الشئ الذي حققتموه يعتبرا نصرا نهنئكم عليه . وأعرب أردوغان عن دهشته لتعجل هذه الدول في فرض عقوبات علي إيران.. أعرب عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية عن التقدير الكبير لتركيا، شعبا وحكومة علي حسن الاستقبال وكرم الضيافة الذي ينم عن ود بالغ وتقاليد راسخة هي نفسها مشاعر الشعوب العربية وعاداتها.. وقال انه اقترحت هذا المنتدي عام 2005 علي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الجمهورية عبد الله جول، وهو المنتدي الذي أطلق استراتيجية شاملة وخطة طموحة للدفع بعمل مشترك بين الجانبين من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والرفاة، ولقد أصبحت هذه الاستراتيجية أساسا لتوجهاتنا المستقبلية.. وأضاف أن هذا المنتدي يمثل نقطة ارتكاز في تكثيف العلاقات الأخوية التي نستطيع القول إنها تعود حثيثا لمسارها الطبيعي.. وأكد موسي أن المكسب مشترك لهذا التعاون بين الجانبين معتبرا أنه لا أساس حقيقيا لأي حساسيات تعوق هذا الموضوع ، منوها بمواقف تركيا إزاء النزاع العربي الإسرائيلي، وفهمها لخطورة السياسية الإسرائيلية علي المنطقة ودورها بمشاركة البرازيل في محاولة تخفيف التوتر الإقليمي في الملف النووي بالمنطقة الذي كانت إيران نجمته الحالية بينما تمثل إسرائيل ثغرته الأساسية. وقال إن الاعتداء علي أسطول الحرية هو فصل مكرر من عدوانية، وتبجح إسرائيل وهو طعن لقانون البحار والملاحة الدولية، والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني . وأعرب عن تقديره لما قامت به تركيا في هذا الشأن .. وقال "إننا نعزيها في شهدائها، بل شهدائنا "، مؤكدا أن ماحدث عزز الجهود الرامية لإنهاء الحصار، لكي نواجه معا الآثار المترتبة علي الصراع العربي الإسرائيلي وحل ملفاته.