في لهجة ساخرة وحركة هزلية.. صرخ اكثر من ممثل في أكثر من عمل مسرحي وسينمائي.. خيااااانة؟!.. دائما ما يكون الموقف ان الجميع توقع النتيجة إلا الشخص الذي صرخ بالخيانة.. او ان النتيجة معروفة مسبقا لصاحب الشأن، إلا أن صرخته بالخيانة وادعاء أن هناك من تآمر عليه أو اخلف وعده.. ذر للرماد في العيون أو ابعاد نظرة الشماتة او توجيه كلمات اللوم له.. وكثيرون في واقع الحياة يهوون القيام بهذا الدور.. دور الفاشل الذي أوهم نفسه بدور البطولة.. دور الضعيف، الذي يستقوي بالصوت العالي.. أو توجيه النقد للآخرين.. دور خاوي الفكر والعقل المتخفي خلف الشعارات الرنانة.. وكثيرا ما يصدق هذا الشخص نفسه إما بوهم خياله أو سحر من التفوا حوله، نفاقا او لاغراض ومصالح شخصية. في أحد الانتخابات المهنية لمست هذا الدور واقعيا.. عندما تَرشح احد الاصدقاء ونصحته وآخرون صادقون معه، بألا يخوض التجربة، استنادا الي تقييم موضوعي صادق.. إلا أنه استمر في رغبته في الترشيح.. واتضح ان هناك شخصا ما من المحيطين به اوهمه ان سوف يكتسح الانتخابات ولا منافس له.. وفي حوار مع هذا الشخص لماذا ذلك وانت تعرف الحقيقة.. وماذا ستفعل او تقول عندما تظهر النتيجة ويعرف الحقيقة.. ابتسم في لهجة الممثل الساخرة وحركته الهزلية قائلا: سوف اصرخ وأقول خيااااانة؟! اتخدعنا.. اتضحك علينا. تذكرت هذه الصورة بعد ظهور نتائج انتخابات الشوري وصرخة بعض مرشحي الاحزاب والتيارات الدينية منها خاصة.. خيا اااانة؟!. تزوير.. ولكنهم للأسف اسبغوا علي صرختهم هذه الجدية وكأنها حقيقة.. والواقع ان هؤلاء هم الذين خانوا ناخبيهم وخدعوا انفسهم.. وتخيلوا ان المواطن سوف ينخدع بالشعارات والخطابات.. فأين هم من القاعدة الجماهيرية وأين هم من خدمات المواطن البسيط ومشاكله؟ والغريب ان صرختهم.. لان الحزب الوطني اكتسح نتائج الانتخابات وحاز علي ثقة ابناء الدوائر.. وهذه بديهية لحزب الجماهير.. وسط المواطنين قدم لهم برامج عمل محددة، ولم يبع اوهاما.. وخاض الانتخابات بنظام مؤسسي حزبي سليم، واختار مرشحين بدقة وعناية ووفق شروط ومواصفات وتلقي قبولا بين الناس في دوائرهم وهم موجودون بينهم طوال الدورة البرلمانية.. لا شخصيات هلامية مثل باقي مرشحي الاحزاب وبعض المستقلين. اوهمهم خيالهم ان مؤتمر جماهيري في هذه المناسبة كاف للحصول علي ثقة الناخب: وأليس من المنطقي ان حزبا اعضاءه تجاوز 5.2 مليون حرص غالبيتهم علي الادلاء بأصواتهم مثل أي حزب من الممكن ان نعد عدد اعضائه من شلة الملتفين او المنتفعين! لو كانت هناك نية لتزوير او تزييف ارادة الناخبين.. ما كان لينظم حملة إعلامية غير مسبوقة للمشاركة في الانتخابات.. وما اتاح الفرصة لآلاف المراسلين والإعلاميين واعضاء الجمعيات والمنظمات الاهلية للمتابعة وما اختارت الدولة الآلاف من رجال القضاء للاشراف علي اللجان.. ولكنهم نسوا قبل كل هذا.. ان المواطن المصري اصبح حرا ولديه الوعي الكامل بحسن الاختيار.