رغم أن الشقيقين طارق وعمرو عبدالجليل يعملان فى الفن منذ سنوات طويلة الأول مؤلف وله أعماله المعروفة والآخر ممثل مشهور فإنه لم يسبق أن تعاون الاثنان فى أى تجربة فنية من قبل، وكأن هناك اتفاقا مسبقا بينهما على ألا يجمعهما عمل منعا للقيل والقال وخشية أن ينسب نجاح العمل لأى منهما على حساب الآخر، لكن مؤخرا فقط دارت كاميرا تصوير أحدث أفلام الفنان عمرو عبدالجليل «صرخة نملة»، والمفاجأة أن مؤلف الفيلم هو شقيقه طارق عبدالجليل عن سر هذا التعاون المتأخر قال طارق عبدالجليل: فكرة الفيلم جاءت بناء على طلب شقيقى، عمرو عبدالجليل، الذى كان حريصا على أن أكتب له فيلما له بعد أن أصبح بطلا وحقق نجاحا كبيرا من خلال فيلم «كلمنى شكرا» وأراد أن نتعاون معا فى تجربته الجديدة ولقد وافقت، خاصة أنه لم يكن هناك قرار مسبق لعدم التعاون معا، ولكن الظروف هى التى دفعتنا لهذا إلا أن حان الوقت وكتبت له بالفعل فيلم «صرخة نملة»، الذى يحكى قصة المواطن البسيط جودة، الذى يعانى من الظلم ويواجه مشاكل عديدة ويسعى لكى يجد مسئولا يستمع له وجارٍ تصويره حاليا. وعن كيفية كتابته لعمل تفصيل لبطل بعينه قال: فنيا فكرة الفيلم يجوز أن يقدمها أى فنان خاصة أننى أضع كل ما أريده على لسان البطل والأحداث، التى يتعرض لها لكن عندما أعلم أن فنانا بعينه هو الذى سيلعب الدور يصبح الموضوع كيف أقوم «بقولبة» الشخصية على هذا الفنان أى أفصلها على مقاسه فأحيانا أكتب فى العموم وعندما يقع الاختيار على البطل أقوم بتهيئة الشخصية وفقا لمواصفات البطل فإذا كانت هناك مشاهد أكشن والناحية الجسمانية له لا تؤهله أقوم باستبدالها بمشاهد أخرى، وإذا كنت أمام فنان يجيد التمثيل الهزلى أقوم بتهيئة الشخصية له وهذا ما حدث مع عمرو، فأنا أعلم مواصفاته وقدراته جيدا، وعليه كتبت المشاهد وفقا لهذه القدرات. وعن تدخلات شقيقه فى السيناريو على اعتبار أنه شقيقه قال طارق: ما فيش حاجة اسمها إخوة فى العمل السينمائى، وفى جميع الأحوال أنا مؤمن بالعمل الجماعى ولا أعترف بالمخرج أو الممثل الذى يلغى الجميع، ويكون هو سيد الموقف وعليه فأنا أرحب دوما بأى ملاحظة على السيناريو إذا كانت لصالح العمل حتى لو كانت من قبل مخرج تحت التمرين، فالنجاح ينسب فى النهاية للجميع. وعما إذا كان سيترك له مساحة لإفيهاته التى اشتهر بها فى أفلامه الأخيرة، قال: بالطبع هناك مساحة لكى يجود كأى فنان يحب عمله ولكن أؤكد أن عمرو عبدالجليل لن يكرر «طريقته» السابقة وسيظهر فى «صرخة نملة» كما لم يظهر فى أى عمل من قبل إضافة إلى أن الفيلم لا يحتاج إلى هذه الإفيهات لكى يثير الضحك، فالحدوتة وحدها تكفى فنحن نقدم عملا كوميديا خالصا رغم أنه يتناول مشاكل عديدة يعانى منها المواطن البسيط، ونعكس وجهة نظره للمسئولين فيما يحدث له لعلهم يستجيبون لمطالبه. وعن مدى صحة التصريحات التى نسبت إليه حينما صرح بأن فيلم «صرخة نملة» هو جزء ثانٍ لفيلمه «عايز حقى» فقال: هذا كلام غير صحيح بالمرة، والغريب أن كل مشروع أدخله يعتبره البعض جزءا ثانيا لفيلم قدمته من قبل ولا أعرف لماذا تتداوله مواقع الإنترنت، التى وبالمناسبة نسبت لى الكثير من التصريحات الكاذبة عن هذا الفيلم منها تعرضى لضغوط من الرقابة لأقوم بتغيير اسمه من «الحقنا يا ريس» ل«صرخة نملة»، وهذا الكلام غير صحيح بالمرة فلقد قمت بتغيير اسم الفيلم بعد أن اقتنعت بوجهة نظر فريق العمل حينما أكدوا أن الاسم سيوحى للجمهور أنه فيلم سياسى، وهذا غير صحيح رغم أننا نقدم كوميديا سوداء تعرض حال المجتمع لكن فى النهاية الفيلم يصنف بأنه فيلم كوميدى، كما أن اسم الريس تم استخدامه من قبل فى فيلم «طباخ الريس» وعليه قمنا بتغيير اسمه. وبسؤاله عن سبب اختياره لهذا الاسم قال: لأنه باختصار يلخص الحالة التى أريد أن أوصلها للمشاهد، فالفيلم ملىء بشخصيات أشبه بالنمل، الذى لا يراه أحد وإذا رآه تجاهله أو دهسه بقدمه، وإذا صرخ النمل فهل سيسمعه أحد؟ بالطبع لا، وهذا هو موضوع العمل فنحن نعيش فى زمن صعب نعانى فيه من مشاكل عديدة من فساد وارتفاع فى الأسعار وظلم والمواطن البسيط هو الضحية الوحيدة الذى يصرخ ولا أحد يسمعه. وبمواجهته بالتشابه الواضح بين ملامح شخصية «جودة» بشخصية «توشكا»، التى لعبها عمرو عبدالجليل فى فيلم «كلمنى شكرا» فقال: لا يوجد تشابه سوى أن الشخصيتين شعبيتان تمثلان المواطن البسيط لكن فيلم «كلمنى شكرا» كان يناقش موضوعات بعينها بخلاف «صرخة نملة» إلى جانب أنه لا يعقل ان ابتعد عن المناطق الشعبية أو العشوائيات لمجرد ان هناك فيلما تعرض إلى هذه المناطق ولا يضير عمرو ان يكرر دور المواطن البسيط فى أكثر من عمل خاصة إذا كانت وجهة النظر والقضايا التى يطرحها الفيلم مختلفة عما قدمه من قبل، فالفنان عادل إمام ظل يلعب دور المواطن البسيط لمدة 30 عاما من خلال قصص مختلفة وأفلام عديدة. وعن موعد عرض الفيلم قال: كله متوقف على التوزيع وأتصور أننا قد نلحق موسم عيد الأضحى أو أقصى تقدير سيتم عرضه فى إجازة نصف العام الدراسى أى عندما ينتهى تصوير الفيلم سنبدأ عرضه فورا فلم نضع فى اعتبارنا العرض فى موسم الصيف.