هكذا دائما يكون حال الفرسان.. لابد لهم من عثرات تعرقلهم أو كبوات توقعهم .. لكنها أبدا لن تعطلهم وتوقفهم !! وخسارة الأهلي من حرس الحدود أمس الأول في نهائي كأس مصر لكرة القدم 5/4 بضربات الجزاء الترجيحية بعد أن انتهي الوقتان الاصلي والاضافي بالتعادل 1/1 جاءت بمثابة الكبوة المنطقية الذي كان متوقعا أن يتعرض لها ذلك الفارس المغوار الذي استطاع أن يشق طريقه هذا الموسم بمنتهي القوة والصمود ونجح في تحقيق البطولة الأكبر والأصعب وهي بطولة الدوري الممتاز، ومن بعدها نجاحه في الوصول لدوري المجموعات بدوري الأبطال الأفريقي بعد أن كان الجميع يتوقع له الخروج من دورها السادس عشر، حتي وفي بطولة الكأس التي خسرها البارحة فقد نجح في مواصلة توغله وتقدمه فيها حتي وصل إلي دورها النهائي ، لكن هنا حدثت الكبوة ، وسقط الفارس الذي كان علي بعد خطوة واحدة فقط من إكمال الثنائية وإضافة بطولة الكأس لشقيقتها الدوري ، ثم يخرج من المضمار وهو مجتاز بنجاح لكل جولاته التي خاضها !! ولأن الفارس الذي هنا هو الأهلي لم يقصر في أداء دوره ، وخرج من البطولة بشرف ، فقد استحق هتاف وتصفيق جماهيره له بعد المباراة ، فالجماهير لم تغضب من فريقها ولم تحزن علي خروجه بل التمست له العذر وارتضت بما بذله من جهد وما جناه من ثمار .. هنا ضاع الفوز وإذا كان لاعبو الحرس قد إستحقوا الفوز بهذا اللقب الغالي جدا خاصة أنه علي حساب أشهر وأقوي فرسان الكرة المصرية وهو الاهلي ، إلا أن السيناريو الذي دارت به المباراة كان يشير إلي أن الاهلي كان هو الفريق الاقوي والاخطر والاقرب لتحقيق الفوز خاصة في النصف الاخير من الشوط الثاني وبالتحديد بعد نزول الصقر أحمد حسن الذي استطاع أن يزيد من الضغط الاحمر علي مرمي الحرس إلي أن نجح محمد بركات في إحراز هدف التعادل ، علي الرغم من الدقائق القليلة جدا التي كانت متبقية علي نهاية الوقت الاصلي للمباراة - 7 دقائق فقط - بعد إحراز بركات للتعادل ، إلا أن الاهلي كان بإمكانه إضافة المزيد من الاهداف وحسم المباراة قبل الدخول في وقت إضافي ذلك لو أن لاعبيه أحسنوا استثمار حالة التفوق الهجومي التي كانوا عليها ، لكن وعلي غير المعتاد من لاعبي الاهلي فقط هبط أداءهم بعد الهدف وهو ما أعطي الفرصة للاعبي الحرس لمبادلتهم الضغط من جديد .. وعلي الرغم من أن النهاية القوية التي انهي عليها الاهلي الشوط الثاني كانت توحي بأن الدخول في شوطين إضافيين سيصب في مصلحته ويضيف فيه الفريق أهدافا أخري ، إلا أن الحال تغير تماما في هذين الشوطين بعد أن بلغ التعب من اللاعبين مبلغا .. وهنا فقط استشعرت الجماهير الحمراء بالخطر لا سيما أن الارهاق الذي حل بلاعبي فتح الكثير من الثغرات الدفاعية ، وكشف العديد من الاخطاء التكتيكية في وسط الملعب ، فيما راح البعض من المهاجمين لمحاولة الفذلكة والاستعراض والتحايل علي الحكم من أجل الحصول علي ضربة جزاء يحسم بها الفريق المباراة ، وكل هذه كانت أمورا تكشف حالة الفلس الفني والبدني الذي عاني منه لاعبو الاهلي في الشوطين الثالث والرابع اللذين فيهما توقع الجميع أن لاعبي الاهلي سيمطرون مرمي الحرس بعدة أهداف . تأخر الدفع بالصقر ومثلما يسأل لاعبو الاهلي عن التهاون والتقصير في الشوطين الاخيرين من المباراة ، فيسأل أيضا الجهاز الفني عن بعض الاخطاء التي وقعت في المباراة وبخاصة في الشوط الاول الذي شهد إحراز الحرس لهدف التقدم ، وأول ما يسأل عنه الجهاز هو تأخر الدفع بالصقر أحمد حسن الذي تم الدفع به منتصف الشوط الثاني تقريبا بدلا من شهاب أحمد ، فبعيدا عن المستوي الذي ظهر عليه أحمد حسن بعد نزوله وتأكيده علي خطأ الجهاز في حقه ، إلا أن وجود لاعب في خبرة وحنكة أحمد حسن في مثل هذه المباريات المصيرية من الامور البديهية خاصة أن مثل هذه المباريات دائما ما تكون في حاجة للاعبين أصحاب الخبرات الكبيرة نوعية أحمد حسن ، والدليل أن الذي أحرز للاهلي تعادله هو لاعب مخضرم أيضا هو محمد بركات ، كما أن معظم الخطورة التي شكلها الفريق علي مرمي الحرس كانت من مخضرم أيضا وهو محمد أبوتريكة ، فيما أن الخطأ الذي جاء منه هدف السبق للحرس كان نتيجة خطأ للاعب أقل خبرة من السابقين وهو حسام عاشور الذي يتحمل لوحده نسبة تسعين بالمائة من مسئولية هذا الهدف . الحظ وتسرع اللاعبين وراء الخسارة هذا وكان الكابتن حسام البدري المدير الفني قد أكد أن فريقه كان يستحق التتويج بلقب كأس مصر لولا سوء التوفيق الذي صاحبه طوال المباراة بجانب تسرع اللاعبين أمام مرمي الحدود مما تسبب في إهدار الكثير من الفرص السهلة التي تسببت في ذهاب المباراة إلي ركلات الترجيح التي تسببت في خسارة الفريق .. وقال البدري إن المباراة كانت في متناول لاعبيه ولذا فهو كان يأمل في ألا تمتد لركلات الترجيح ، مشيرا إلي أن فريقه أهدر الكثير من الفرص السهلة الكثيرة التي لاحت للاعبين وخاصة في الشوط الثاني . وقال البدري أيضا إنه في كثير من الاحيان ما يخسر الفريق الأفضل وأعتقد أن فريقي كان الأفضل خلال المباراة خاصة في الشوط الثاني والشوطين الإضافيين .. وتابع البدري : كنا أقرب إلي تحقيق الفوز خاصة بعدما سيطرنا علي أغلب فترات المباراة بجانب السيطرة التامة علي الأشواط الثاني والثالث والرابع ، عدا الشوط الأول كان اللعب سجالاً بين الفريقي ..وعاب البدري علي لاعبيه الاستعجال أمام المرمي قائلا " أهدرنا العديد من الفرص السهلة أمام مرمي الحدود بسبب الاستعجال بجانب عدم التوفيق الذي صاحبنا " . وتوجه البدري بالشكر إلي لاعبيه قائلا " أشكر لاعبينا لأنهم أدوا موسماً جيداً ومميزاً وحافلاً بالصعوبات وكان بإمكاننا إنهاؤه بتحقيق الثنائية المحلية ولكن سوء الحظ وقف أمامنا " . وقال البدري : كنت أتمني أن أهدي جماهيرنا بطولة أخري هذا الموسم لأنهم يستحقون ذلك ، وكان لدي أمل كبير في تحقيق اللقب المحلي الثاني ولكن هذه هي كرة القدم . ووجه البدري التهنئة إلي فريق حرس الحدود علي حصوله علي لقب البطولة بعدما بذل لاعبوه مجهوداً شاقاً من أجل الفوز باللقب الصعب . أخيرا الفريق في إجازة : هذا وبانتهاء آخر البطولات المحلية لهذا الموسم وهي بطولة الكأس ، فسيحصل اللاعبون علي الاجازة التي طال انتظارها، حيث قرر الجهاز الفني منح الفريق إجازة لمدة 12 يوما ، علي أن يتجمع اللاعبون مرة أخري اعتبارا من يوم 20 يونيو الجاري لبدء الاستعداد للموسم القادم ، والمعروف أن الاهلي سيبدأ الاستعداد لهذا الموسم بمعسكر مغلق بألمانيا يستمر لمدة أسبوعين .