تنسيق الجامعات 2025 .. 72 ألف طالب يسجلون لأداء اختبارات القدرات    محافظ المنوفية بتفقد انتظام سير العمل بوحدة طب أسرة جزيرة الحجر    9.8 مليار دولار صافي تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر    «التعاون الإسلامي» تحذّر من مخططات إسرائيل لفرض السيطرة على الحرم الإبراهيمي    وزير خارجية تركيا: سنتدخل لمنع أي محاولة لتقسيم سوريا    لافروف: نأمل أن تدرك أوروبا استعداد إدارة ترامب للحوار مع موسكو بشأن أوكرانيا    علي معلول يقترب من العودة ل الصفاقسي التونسي    سجل بياناتك .. نتيجة الثانوية العامة علي بوابة اخبار اليوم برقم الجلوس خلال ساعات    مجلس الوزراء يعقد اجتماعه الأسبوعى غدا بالعلمين الجديدة    أمين الفتوى: الإيذاء للغير باب خلفي للحرمان من الجنة ولو كان الظاهر عبادة    لا يوجد أمراض معدية.. «الصحة» تصدر بيانا حول وفاة الأطفال في المنيا    رضا فرحات: ثورة 23 يوليو تاريخية.. والسيسي امتداد لمسيرة الاستقلال والقوة    بنسبة نجاح 98.2%.. صحة الإسكندرية تعلن نتيجة المدارس الثانوية الفنية للتمريض    هل يواجه المستشار الألماني ضغوطا لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل؟    عروض زمن الفن الجميل وفلكلور الشرقية وأوبرا عربي في ثاني أسابيع «صيف بلدنا» بالعلمين    البورصة تخسر 13 مليار جنيه.. تراجع جماعي للمؤشرات باستثناء "إيجي إكس 70"    «انتهت رحلتي».. نجم اتحاد طنجة يوجه رسالة إلى جماهيره قبل الانتقال للزمالك    محافظ شمال سيناء يستقبل عددا من المواطنين لبحث مطالبهم    كامل الوزير: الكويت أكثر من مجرد شريك اقتصادي لمصر بل حليف استراتيجي نعتز به    تير شتيجن يغيب عن جولة برشلونة الآسيوية ويؤجل قرار الجراحة    انطلاق المبادرة الوطنية للتطعيم ضد السعار من الإسماعيلية    بقيادة مصطفى محمد.. نانت يواجه بطل أوروبا في افتتاح الدوري    «الجواز هيهديك».. طارق يحيى يوجه رسالة ل أحمد فتوح بعد أزمة الساحل    محمد ممدوح تايسون ضيف برنامج فضفضت أوى على watch it غدا    قصة حياة عادل إمام.. يوسف معاطي يروي حكايته مع الزعيم وكواليس أشهر أعمالهما    وزير قطاع الأعمال يبحث مع هيئة الشراء الموحد التعاون بقطاع الأدوية والمستلزمات الطبية    أدعية لطلاب الثانوية العامة قبل النتيجة من الشيخ أحمد خليل    تطور جديد في إصابة حسين الشحات قبل مباراة الأهلي والبنزرتي    الداخلية تواجه سرقة التيار الكهربائي ب4120 قضية في يوم واحد    صحة المنيا: فحص 165 حالة خلال قافلة بقرية الجزائر بمركز سمالوط    حملات مكثفة على مخابز الوادي الجديد ومتابعة تطبيق مبادرة حقك بالميزان    انتظام محمد السيد في معسكر الزمالك بالعاصمة الإدارية    البورصة المصرية تخسر 12.5 مليار جنيه في ختام تعاملات الثلاثاء    وزيرة التخطيط تلتقي ممثلي شركة ميريديام للاستثمار في البنية التحتية لبحث موقف استثمارات الشركة بقطاع الطاقة المتجددة    نقابة أطباء قنا تحتفل بمقرها الجديد وتكرم رموزها    الكرملين: لا نتوقع إحراز تقدم كبير في المفاوضات مع أوكرانيا    فيلم الشاطر ل أمير كرارة يحصد 22.2 مليون جنيه خلال 6 أيام عرض    أحمد عصام عن «كتالوج»: «كنّا أسرة مع بعضينا ووليد الحلفاوي شغل الكاميرا» (فيديو)    ظاهرة ألبومات ال15 أغنية .. مغامرة فنية فى زمن ال «السينجل»    تنسيق كلية تجارة 2025 علمي وأدبي.. مؤشرات الحد الأدنى للقبول بالجامعات    مصرع دكتور جامعي وإصابة 5 من أسرته في حادث مروع بالمنيا    حملة دعم حفظة القرآن الكريم.. بيت الزكاة والصدقات يصل المنوفية لدعم 5400 طفل من حفظة كتاب الله    هل يجوز المسح على الكم بدلًا من غسل اليدين في الوضوء؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    يضم 24 مدرسة، قيادات الأزهر يفتتحون المقر الرسمي لأكاديمية «مواهب وقدرات» للوافدين    افتتاح نموذج مصغر للمتحف المصري الكبير بالجامعة الألمانية في برلين (صور)    مصر وفرنسا تبحثان سُبل تعزيز التعاون في مجال الطيران المدني    حملة «100 يوم صحة» قدّمت 8 ملايين خدمة طبية مجانية خلال 6 أيام    طقس السعودية اليوم الثلاثاء 22 يوليو 2025.. أجواء شديدة الحرارة    اجتماع طارئ بجامعة الدول العربية لبحث الوضع الكارثي في غزة    استخراج جثامين طفلين من الأشقاء المتوفين في دلجا بالمنيا    ضبط شخص لإدارته كيانا تعليميا دون ترخيص للنصب والاحتيال على المواطنين بالجيزة    حقيقة مفاوضات الأهلي مع أحمد حسن كوكا    «الصحة» تبحث التعاون في الذكاء الاصطناعي مع شركة عالمية    وزير الخارجية يسلم رسالة خطية من الرئيس السيسي إلى الرئيس النيجيري    «حرب الجبالي» الحلقة 43 تتصدر التريند.. أسرار تنكشف وصراعات تشتعل    «الداخلية» تعلن شروط قبول دفعة جديدة بكلية الشرطة    فلسطين.. 15 شهيدًا في قصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين بمخيم الشاطئ غرب غزة    لا علاقة له ب العنف الجسدي.. أمين الفتوى يوضح معنى «واضربوهن»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يري أن الشعر محاولة لصناعة »أوهام جميلة«
وديع سعادة: لست طرفا في خلافات شعراء النثر
نشر في الأخبار يوم 17 - 03 - 2010

ودىع سعادة ليست هذه هي المرة الأولي التي يزور فيها الشاعر اللبناني الكبير وديع سعادة القاهرة، ولكن ربما كانت هذه المرة هي الأكثر إثارة للجدل إذ تأتي مشاركة وتكريم سعادة في الملتقي العربي لقصيدة النثر، وذلك بعد إنتهاء الملتقي الأول الذي تواردت أنباء عن مشاركة الشاعر اللبناني الكبير فيه، ولكنه لم يأت. وديع كان يتمني المشاركة في المؤتمرين من أجل محاولة رأب الصدع بين أبناء القصيدة الواحدة. لكن بعيدا عن خلافات الملتقيات. تأتي زيارة وديع سعادة كحدث يستحق الإحتفاء فوديع المقل في كتابته أحد أهم شعراء قصيدة النثر العربية، الذين صنعوا مكانتهم بهدوء وبعيدا عن الصخب وأعلن لفترة توقفه عن الكتابة حين لم يعد لديه ما يقوله وعاد مرة أخري للكتابة حين لم يستطع مواصلة التوقف. وعن الكتابة والشعر والإقامة والهجرة دار معه حوارنا.
أعلنت من قبل التوقف عن كتابة الشعر ثم أعلنت عودتك للكتابة.. لماذا كان التوقف ولماذا كانت العودة ؟
- أظن أن الشاعر يصنع أوهاما كثيرة ويصدق هذه الأوهام وفي طليعتها وهم التغيير.. وهم خلق عالم جميل عالم خاص، ولكن حين لا يعود يصدقها يتوقف عن الكتابة. في تلك الفترة وصلت إلي مرحلة عدم تصديق الوهم، وكذلك من لا جدوي مواصلة صناعة الأوهام فتوقفت لمدة عن الكتابة.
لكن طوال الفترة التي توقفت فيها عن الكتابة شعرت أن الوقت ثقيل جدا وقلت لعلي بالكتابة أبدد قليلا من ثقل الوقت علي الأقل في اللحظة التي أكتب فيها. فعدت إلي الكتابة معاودا إستدعاء الأوهام. وأنا بالاساس مقل في كتابتي فلا أكتب يوميا ولا أعتبر أن الكتابة وظيفة وعلي أن أؤدي هذه الوظيفة.قد تمضي خمس سنوات بدون أن أكتب كلمة واحدة، وقد أكتب كتابا كاملا في سنة واحدة. والآن علي سبيل المثال أعتبر تلك الفترة ضمن فترات التوقف. الكتابة بالنسبة إلي هي تقرر نفسها، عندما تمتلئ بها، تندلق بذاتها علي الورق. والصمت بالنسبة لي هو نصف الكتابة.
عندما تلخّص الآن أوهام الفترة الأولي كيف ستكون؟
- أوهام الفترة الأولي هي نفسها أوهام الفترة الأخيرة هي أوهام الشعر بشكل عام. وهم تغيير العالم واستدعاء الجمال والسعادة والسلام. وأظن أن الشعر يغير فقط في الشاعر لحظة كتابة الشاعر أنه تغيير لحظوي وعند القاريء كذلك فقط لحظة القراءة. وبعد ذلك يعود العالم كما هو ونعود نحن أيضا للعالم كما نحن.
لماذا تراها كأوهام؟؟
- لأنها أحلام لا تتحقق، حلم السعادة لا يتحقق. حلم أن يكون العالم جميلا - كما تتصوره - لا يتحقق. في كتابي الأخير "تركيب آخر لحياة وديع سعادة" هو رؤية لكيف ينبغي أن يكون العالم، وهذا كله وهم، وعلينا أن نحافظ علي هذه الأوهام، فلك أن تتصور كيف سيكون العالم بدون هذه الأوهام الجميلة.
إذا كان الشعر محاولة للحفاظ علي "وهم العالم الجميل" كيف تري علاقة الشعر ب" الفرح" هل يمكن أن يكون الشعر منتجا للفرح ...وأنت شعرك أحيانا ما يوصف بالعدمية؟
- لا أعرف شاعرا أنتج فرحا، أو كان منتجا للفرح. لا في الآداب الأجنبية ولا في العربية. أظن أن الفرح حين يتحقق لا نعود بحاجة إلي كتابة الشعر. لماذا نستدعي ما هو موجود إذا كان متحققا بالفعل. ونحن بالشعر نستدعي الفرح غير الموجود.
أنت مقيم بأستراليا منذ أكثر من عشرين عاما كيف كانت الحياة بعيدا علي الأقل من محيطك اللغوي؟
- في هذا العصر لم يعد هناك مكان. نحن نعيش عصر إنتفاء المكان، بمعني أن أحدا لا يمكنه القول إن هذا المكان هو مكاني. وأظن أن الانسان يأخذ مكانه معه أينما ذهب. أنا مقيم في غياب الأمكنة، أستراليا ليست مكاني -وانا أقيم فيها- وأعتقد أن مكاني الأول هو الذي لست أقيم فيه. وقد قررت بشكل نهائي الإقامة هناك من أجل عائلتي، كنت في قبرص أعمل بالصحافة العربية التي هاجرت إليها خلال الحرب الأهلية بلبنان. وكان عندي ولدان وزوجة وعرض علي عمل بالصحافة بمعاش مغر، فسألت ماذا أورث أولادي؟؟ وكنت أريد أن أورثهم وطنا يحترمهم، فكنت في أواخر 1988 في مطار سيدني أنا وعائلتي.
ألم يكن خيارا صعبا؟
-أختيار صعب. لانه بداية اللغة وطن ولا سيما بالنسبة للشاعر، فأنا أكتب باللغة العربية وقررت العيش في بلد أنجلوساكسوني، وهذا أمر صعب. ولكني شعرت براحة ذاتية بسبب أن أولادي الان في وطن يحترمهم. وهذا كان هدفي من الهجرة.
تأمين وطن أم تأمين مكان ؟
- وطن.. أستراليا الآن بالنسبة لأولادي وطن حقيقي. لأنه ليس وطن شعارات كالدول العربية، في بلادنا الديموقراطية هي مجرد شعار، حقوق الانسان هي كلام فارغ، المساواة كذلك. أما هناك فحقوق الإنسان هي فعل موجود متحقق والديموقراطية والعدالة كذلك هي أفعال متحققة في التفاصيل اليومية. لذلك أستراليا هي وطن حقيقي لأولادي، وبالنسبة لي كأنسان عادي أيضا، لكن كشاعر باللغة العربية مسألة أخري.
ختاما كيف تري قيام مؤتمرين لقصيدة النثر في القاهرة والنزاعات بينهما؟
- حاولت من سيدني عبر الإيميل أن أجمع شمل الملتقيين فكتبت للملتقي الاول وتمنيت أن يجمعوا شملهم في مؤتمر واحد وكتبت للمؤتمر الثاني وتمنيت الأمنية ذاتها. لكن حين لم أنجح في لم الشمل كتبت للملتقي الأول عبر الإيميل للشاعر فارس خضر وأبديت رغبتي في المشاركة في الملتقي كما سأشارك في الملتقي الثاني. وعدني خيرا وبنية طيبة ولكن لسبب أو لآخر - وهو أيضا صادر عن نية طيبة- لم يدرج أسمي في الملتقي الأول. ودعاني الملتقي الثاني وكرمني فأتيت.
وأنا حريص عبر محاولتي الاشترك في الملتقيين ألا يعتبرني أحد طرف في هذا الانقسام. وكل الشعراء من الملتقي الأول أو الثاني أصدقائي وأحترمهم ولا أفرق بين شاعر وآخر. جئت فقط من أجل الشعر. وأتمني من كل قلبي أن يكون في القاهرة ملتقي واحد لقصيدة النثر يجمع كل شعرائها لان هذا الانقسام يسيء للشعر وللشعراء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.