كان ينبغي علي جماعة الاخوان المسلمين ان تراجع نفسها ألف مرة، وتتوقف عند انسحاب ممثلي المحكمة الدستورية العليا، وممثل الازهر من الجمعية التأسيسية لوضع الدستور. ظننت ان هذا الانسحاب- بالذات - سيحدث هزة ولكن يبدو أنه لا شيء يهم الاخوان، الا المغالبة في اي تشكيل نقابة أو مجلس نيابي أو حكومة، وان كان هذا مقبولا - عند البعض - من منطلق ان صندوق الانتخابات هو الفيصل، فانه ليس مقبولا بل مرفوضا مع جمعية وضع الدستور لانها تُشكل مرة واحدة كل 50سنة ومنطق الاغلبية فيها مغلوط وكلمة حق يراد به باطل. وعندما نتأمل اسباب انسحاب الازهر نتأكد انه لا يتجني علي الاخوان، وانه يحقق المصلحة العليا للبلد، ويرفض ان يكون الازهر بقامته مهمشا، فليس متصورا ان يتم ضم ممثل واحد فقط من الازهر رغم انه رشح 3 اشخاص.. ووصف بعض اعضاء مجلس العلماء الذين اتخذوا قرار الانسحاب ان تشكيل الجمعية كان بها منطق المغالبة. اما منطق المحكمة الدستورية المحترم فكان أنهم يريدون أن يسمون فوق الصراعات السياسية بعد ان اجتاح تشكيل لجنة دستور مصر الصراعات بدلا من التوافق. لابد أن يغير حزب الاخوان منطقه ويتيح الفرصة للأزهر والمحكمة الدستورية وفقهاء القانون لكي يضعوا دستور مصر، المصلحة العليا أهم بكثير من مصلحة شخص أو جماعة.