شباب الثورة يحاصرون البرلمان احتجاجاً على هيمنة الإسلاميين فى وضع الدستور تحت شعار " دستور للشعب وقصاص عادل " حاصر المئات من الشباب المنتمي لحركات ثورية مختلفة مجلس الشعب صباح أمس بالتزامن مع انعقاد الجلسة الأولي للجمعية التأسيسية لوضع الدستور احتجاجا علي طريقة اختيار أعضاء تلك اللجنة.. يأتي ذلك استجابة للدعوات التي نادت بها حركة 6 أبريل الجبهة الديمقراطية و صفحة الغضب المصرية الثانية " علي موقع فيس بوك " والجبهة الحرة للتغيير السلمي وتحالف القوي الثورية بتنظيم مسيرة حاشدة أطلقوا عليها " مسيرة إنقاذ الدستور " تنطلق من ميدان التحرير وحتي أبواب مجلس الشعب رافضين اللجنة التأسيسية التي أقرها البرلمان ومطالبين بإلغاء المادة 28 من الإعلان الدستوري والتي تنص علي أنه لايجوز الطعن أو النقض علي قرارات اللجنة العاليا لانتخابات الرئاسة.. لينضموا في تظاهرهم إلي أعضاء رابطة مشجعي الأهلي " الالتراس " المعتصمين أمام أبواب مجلس الشعب لليوم الرابع علي التوالي مستنكرين تجاهل برلمان الثورة لمطالبهم المتمثلة في القصاص ممن تسبب في مذبحة بورسعيد والتي راح ضحيتها 74 شهيدا خلال مباراة الأهلي والمصري في فبراير الماضي . وقام الشباب الثائر بدعوة المارة للانضمام إليهم للمشاركة في مسيرتهم التي انطلقت من ميدان التحرير إلي مجلس الشعب للاحتجاج علي الجمعية التأسيسية لوضع الدستور وهيمنة التيار الإسلامي علي أعضاء اللجنة وخاصة بعد فوز الدكتور سعد الكتاتني " عضو بحزب الحرية والعدالة " رئيس مجلس الشعب برئاسة اللجنة مطالبين بدستور يعبر عن المصريين جميعا وليس عن فصيل أو تيار سياسي بعينه دون الالتفات إلي باقي التيارات السياسية وخاصة ائتلافات الشباب وهتف المتظاهرون ضد الاخوان المسلمين. الحزب الوطني للحرية والعدالة ووصف المتظاهرون محاولات حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي " لجماعة الإخوان المسلمين " الانفراد بوضع الدستور الجديد للبلاد تشبه بممارسات الحزب الوطني المنحل في الهيمنة علي كل السلطات والانفراد باتخاذ القرارات وسن القوانين وقتل آمال الشعب المصري عن طريق عدم الاهتمام بهموم المواطنين، مشددين علي ضرورة مشاركة جميع فئات الشعب في وضع الدستور حتي لا نكرر اخطاء الماضي .
حل اللجنة وأكد طارق الخولي المتحدث باسم حركة 6 أبريل الجبهة الديمقراطية أن سيطرة تيار معين بوضع الدستور أو اختيار من يضعه يوضح أن هناك اتجاها لوضع دستور لا يمثل الا أفكار هذا الفصيل وتوجهاته ومصالحه بما يتنافي مع المبادئ والأهداف التي قامت من اجلها ثورة شعب مصر . وطالب الخولي بتصحيح هذا المسار عن طريق حل اللجنة التأسيسة لوضع الدستور بشكلها و تكوينها الحالي ووضع آليات جديدة لاختيار اللجنة تحمل ضمانات لتمثيل طوائف المجتمع و القوي الوطنية و التي أهدر حقها في التمثيل من خلال اللجنة التأسيسة الجاري العمل بها في الوقت الحالي . دستور معيب وجمعية موازية ومن جانبه أبدي محمد عواد المتحدث باسم حركة شباب من أجل العدالة والحرية استياءه الشديد من محاولات التيار الإسلامي " خاصة جماعة الاخوان المسلمين " من السيطرة علي النسبة الأكبر في لجنة وضع الدستور وهو ما رفضناه في عهد المخلوع مبارك وشدد عواد علي أن استمرار الوضع الحالي سيتسبب في احتجاجات واسعة بين شباب الثورة علي الأوضاع الحالية والتي يريدون ضمان عدم تكرارها في مصر بعد الثورة عبر دستور قوي يعبر عن كل التيارات السياسية وخاصة شباب الثورة الذين تم إهمالهم عن عمد حتي لا يكون لهم أي دور في وضع دستور الثورة ومقاومة القمع والاعتقال و استنكر المتظاهرون عمليات التلاعب بالقضاء ومقاومة التسيب الأمني والارهاب الاقتصادي المنظم مشددين علي أن طريقة معايير اختيار أعضاء اللجنة التأسيسية لوضع الدستور ستتسبب في وضع دستور معيب للبلاد ولن يعبر عن الثورة بل سيعبر عن تيار سياسي واحد .
وأعلن عواد مقاطعته لها ووصفها بأنها لا تمثل الشعب المصري ولا تعبر عن الثورة المصرية مؤكدا علي تشكيل جمعية موازية لوضع دستور يتم عرضه علي كل القوي الوطنية لضمان تمثيل كافة التيارات السياسية في وضع دستور الثورة . مسمار جديد ووصف المتظاهرون أول اجتماع للجنة وضع الدستور بمثابة دق مسمار جديد في نعش الثورة المصرية إذ تقوم هذه القوي بتشكيل اللجنة التأسيسية للدستور في محاولة لإنتاج دستور لبلادنا مصبوغ بلون طائفة سياسية بدلاً من لون ومصالح جموع شعبنا العظيم . الانقلاب علي الثورة كما أكد المتظاهرون ان استمرار نظام مبارك العسكري الأمني الفاسد ومحاولات ترسيخه لحزب وطني جديد يحول مجلس الشعب لأداة للانقلاب علي الثورة ومطالبها وأن الانتخابات الرئاسية سيحوم حولها الشكوك في ظل لجنه انتخابات رئاسية لها صلاحيات مطلقة ولا يجوز الطعن في قراراتها طبقا للمادة 28 من الإعلان الدستوري مما يتعارض مع حلم الشعب المصري بجمهورية ثانية جديدة مدنية ترسخ مبادئ الحرية والعدل . يأتي هذا ضمن فاعليات " شهر إنقاذ مصر " الذي دعا إليه عدد كبير من ائتلافات شباب الثورة وحركة 6 أبريل " الجبهة الديمقراطية " وصفحة ثورة الغضب المصرية الثانية علي موقع " فيس بوك " والذي يبدأ من 24 مارس وحتي 25 أبريل .