وأخيرا غضبت الإدارة الأمريكية من ألاعيب نتنياهو وقالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية: ان بلادها تشعر بالإهانة بعد إعلان إسرائيل عن بناء 0061 وحدة سكنية في القدس، أثناء زياة جوزيف بايدن نائب الرئيس لإسرائيل وشددت علي أن الاعتراض الأمريكي لا ينصب فقط علي توقيت الاعلان عن خطط الاستيطان الجديدة ولكن علي جوهر الاجراء الاسرائيلي نفسه في الوقت الذي تعمل فيه الإدارة الأمريكية لإجراء مفاوضات تؤدي إلي حل الدولتين، واشارت إلي تمسك الولاياتالمتحدة بهذا الحل وبقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وطالبت إسرائيل باتخاذ إجراءات تدفع بالثقة بين الجانبين! إن غضب هيلاري كلينتون له ما يبرره فقد اعتبرت ان ما حدث إهانة للولايات المتحدة ولم تسكت علي اللطمة التي وجهتها إسرائيل لنائب الرئيس وعملية اجهاض لمهمته التي جاء من أجلها إلي الشرق الأوسط، وليس خافيا ان نتنياهو يتعمد المراوغة كعادته لأنه يعلم ان القرار الإسرائيلي يخلق عقبة أمام التفاوض المباشر وغير المباشر.. ويبدو أن إسرائيل تمضي في التحدي للولايات المتحدة ولخطة الرئيس أوباما وبما يثير انتقادات حادة داخل واشنطن، لان هذا التحدي يزعزع الثقة في المصداقية الأمريكية ويثير مشكلة ان تقول دولة صغري »لا« للدولة الكبري دون ان تدفع ثمن التحدي والاهانة للولايات المتحدة.. وكما قالت »الجارديان« البريطانية: ان الرئيس أوباما استشاط غضبا من الموقف الإسرائيلي، وتحدث مع نائبه بايدن لمدة ساعة ونصف ساعة لصياغة بيان إدانة غير مسبوق في حدة لهجته للخطوة الإسرائيلية! ورغم ان بايدن أثناء زيارته لإسرائيل تعمد عدم تصعيد الأزمة وقبل إعتذار نتنياهو عن خطوة إعلان بناء الوحدات الاستيطانية ولكنه لم يتراجع عنها.. وإن كان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد استشعر حجم الإهانة من الخطوة وتأثيرها علي العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، ولذلك طلب من وزرائه عدم الإدلاء بأي تصريحات أو اتخاذ قرارات بخصوص الاستيطان حتي يقوم باحتواء الأزمة.. وكانت هيلاري كلينتون قد ابلغت نتنياهو أن قرار بناء وحدات استيطانية جديدة في القدسالشرقية خطوة سلبية للغاية بالنسبة للعلاقات بين اسرائيل والولاياتالمتحدة وتناقض جوهر زيارة نائب الرئيس الأمريكي بايدن للمنطقة! إن توقيت قرار بناء 0061 وحدة استيطانية في القدسالشرقية يعبر عن مدي التحدي الإسرائيلي للولايات المتحدة خاصة تزامنه مع زيارة بايدن للمنطقة وجولته بين إسرائيل ورام الله وجهود إدارة أوباما لإنقاذ عملية السلام.. وكأنما تعمدت إسرائيل إعلان المضي في خططها الاستيطانية بينما ترفض الولاياتالمتحدة بناء مزيد من المستوطنات وتطلب تجميدها لبناء الثقة وبدء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.. والأخطر ان القرار يعبر عن نوايا اسرائيل بالنسبة للقدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية المرتقبة وقبل المفاوضات غير المباشرة ويحاول نتنياهو وضع يده علي المقدسات الاسلامية ومحاصرة القدسالشرقية بالوحدات الجديدة الاستيطانية وفرض الأمر الواقع علي الولاياتالمتحدة والفلسطينيين! عندما اعترف الرئيس أوباما في مقابلة »مع مجلة تايم الأمريكية« بعجزه عن حل مشكلة الشرق الأوسط وبأنه قام بالتهويل في قدرته علي تحقيق انجازات في هذا الصعيد، فإنه في الواقع لم يتجاوز الحقيقة وهو يقر بأنه هوّن في تقدير صعوبة حل الصراع في الشرق الأوسط حين حدد توقعاته بأكبر مما ينبغي في بداية العام الأول من ولايته! وعلي حد قوله: لم تمض عملية السلام قدما واعتقد أن من الانصاف أن أقول إن كل جهودنا للتعامل المبكر لم تكن حيث أردت لها أن تكون!