لعلي لا اكون مبالغا اذا افصحت عن ان حزني علي رحيل البابا شنودة لا يعادله الا حزني علي رحيل الزعماء جمال عبد الناصر والسادات والمرحومين والدي والدتي... فعلي الرغم من توقعي لرحيل قداسته في اية لحظة منذ اشتدت عليه الامراض العضوية والمصائب والكوارث التي ألمت بشعب مصر منذ احداث نجع حمادي وكنيسة القديسين واختتمت بماسبيرو والرجل ينصهر من الالم بنيران من يريدون اشعال الفتنة في الداخل والخارج في مناخ وظروف حالكة وقاسية تمر بها البلاد من انفلات اخلاقي ناهيك عن اللهو الخفي اياه وكوارثه المتلاحقة. وللحق اجزم انه ليس هناك مصري وطني واحد يشك في ان المصاب جلل وغياب الرجل في هذا الوقت ينذر بما لايحمد عقباه اذا لم نع حكاما ومحكومين ما كان يحذر منه الرجل من انفراط عقد الامة اذا لم يتحقق للمواطن المصري العيش الامن والكريم والمواطنة الحقة فعلا وليس قولا. بلا جدال أحببنا الرجل مسلمين ومسيحيين بلا حدود فهو علامة فارقة في تاريخ هذه الامة.... اكثر من 60٪ من ابناء شعب مصر خرجوا الي الدنيا لايعرفون الا البابا شنودة زعيما روحيا للكنيسة المصرية بكاريزمته المتفردة و قامتة المصرية المشرفة لكل مسلم ومسيحي..... لقد ضلت الطريق عنه نوبل للسلام عدة مرات.... لمواقفه التاريخية من القضية الفلسطينية وتكذيبه دعاوي اسرائيل من الانجيل ان فلسطين ارض الميعاد (عام 1968)..... وامتناعه ومسيحيي مصر عن زيارة القدس لاداء فريضة الحج الي بيت المقدس حتي الانسحاب الاسرائيلي منها. مهما حاولنا ان نوفيه حقه في الرثاء.. فالقلم يعجز عن توصيفه.. ولكن حقيقة.. ان القلب يعتصر الما والعين تدمع.. وانا لفراقك ياقداسة البابا لمحزونون. أما عزائي لاخوتي واحبائي من اقباط مصر في الداخل والخارج فعزاؤنا جميعا انه ترك فينا حبا وسلاما واخوة ووطنية مصرية اصيلة لن تزعزع... وسيظل الهلال والصليب نبراسا ودستورا ابديا لمصرنا.... وإنا لله وإنا اليه راجعون..... ورحمة واسعة علي رجاء القيامة لحبر مصر العظيم.