فرحة جماهير الكرة في مصر والذين يقدرون بالملايين من كل فئآت الشعب لا يمكن وصفها بعد الإعلان عن اذاعة 22 مباراة في كأس العالم بجنوب افريقيا والتي لا تشارك فيها مصر. مبادرة اتحاد الاذاعة والتليفزيون بالاتفاق علي نقل هذه المباريات علي القنوات الارضية المصرية ليشاهدها هواة مباريات الساحرة المستديرة تستحق كل الترحيب والتقدير. انها تؤكد حرص الدولة علي اسعاد الملايين من أبناء الشعب خاصة أن غالبيتهم من الطبقات الفقيرة والمتوسطة الذين يجدون سلوتهم وبهجتهم ومتعتهم في متابعة هذه المباريات التي تمثل قمة الفن الكروي. ان الذين تفاوضوا لاتمام هذا الاتفاق علي مدي اسابيع وشهور باشراف ورعاية انس الفقي وزير الإعلام يستحقون الشكر علي الجهد الذي بذلوه. في نفس الوقت فأن من الواجب ان يمتد هذا الشكر ايضا الي الدولة التي وافقت علي تدبير 22 مليون دولار برغم الظروف المالية الصعبة ثمنا للحصول علي حق اذاعة هذه المباريات ولا يمكن ان ننسي الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية الذي قام بتوفير هذا الاعتماد من الموازنة العامة للدولة منحازاً لأبناء الشعب الذين يعانون من قرارات الجباية التي يتبناها. أن الاشادة بما قامت به الدولة واجهزتها المسئولة في هذا الشأن كان امرا وجوبيا خاصة وأنني كنت قد وجهت اللوم اليها عندما اتخذت موقفا سلبيا من اذاعة مباريات كأس العالم عام 6002. هذا اللوم شمل ايضا رجال الاعمال المصريين من المليونيرات والمليارديرات الذين بخلوا علي الشعب الذي أوصلهم لما هم فيه من امكانية رعايتهم بالمال للحصول علي حق اذاعة هذه المباريات في حينها تعمدوا مواجهة هذا المطلب بودن من طين وودن من عجين اكدوا أنهم يعيشون في ابراج عالية ولا يشعرون بما يتمناه الناس وما يمكن ان يسري عليهم حياتهم ومعاناتهم. اننا نعلم جميعاً مدي الجهد الذي تبذله الدولة لتوفير احتياجات الناس الضرورية المتزايدة ومحاولة الموازنة بين تجاوزات تكلفة الحياة المعيشية، والاجور. يضاف إلي ذلك معالجة العجز في الموازنة الناجم عن التفاوت الكبير بين الموارد المالية والانفاق العام. لقد كنت اتوقع وفقاً لهذه الأوضاع لجوء الدولة الي وسيلة ما لتوفير قيمة ال 22 مليون دولار التي سوف تدفعها لتمويل إتفاق إذاعة مباريات كأس العالم دون ان يكون هناك ارهاق للمواطنين الذين يئنون من توفير الخدمات التي يدفعونها كل شهر. أعتقد انه لا يوجد أحد يمكن ان يعترض علي ان يدفع نسبة لا تتجاوز 2٪ من قيمة فاتورة الكهرباء تخصم علي قسطين أو ثلاثة، تجنبا لأي ارهاق مالي. ان مثل هذه الخطوة يمكن ان يشارك فيها جميع المواطنين عن طيب خاطر. بالطبع فأنه يمكن الاستغناء عن تنفيذ هذا الاقتراح لو هدي الله اغنياء هذا البلد ووافقوا علي الاكتتاب بينهم علي سداد هذه القيمة التي لا تساوي شيئاً بالنسبة لهم كبادرة حسن نية وتعبير عن شعورهم بالتكافل تجاه المجتمع هل يمكن ان يتحقق هذا؟