اعجبني كثيرا هذا التحليل العسكري الذي كتبه رجل مخابرات سابق يدعي فيليب جيرالدي واغلب الظن انه اسم مستعار كان يعمل في وكالة المخابرات المركزية CIA وتخصص في شئون الشرق الاوسط، وبشكل خاص ايران. ومنذ البداية يعترف جيرالدي بانه متشائم إلي ابعد حد فيما يتعلق بالسلام في الشرق الاوسط، ويقر ويؤكد بانه لا يعتقد ابدا ان ايران تشكل اي خطر علي اسرائيل أو غيرها، وان تجسيد هذا الخطر وترويجه علي المستوي العالمي كان من فعل اسرائيل التي تجيد مثل هذه الاعمال والمهام! وبعيدا عن تفاصيل كثيرة فإن »جيرالدي« يؤكد ان الرئيس الامريكي اوباما لا يرغب ابدا في الهجوم علي ايران ومع هذا فإنه سيضطر إلي ذلك بسبب الخطوات الذكية والمحكمة التي ستتبعها اسرائيل ضمانا لتوريط واشنطن في هذه الحرب! ويؤكد جيرالدي ان اسرائيل ستبدأ هذا الهجوم وحدها وذلك بعد حملة اعلامية ضارية يتصور الرجل انها بدأت بالفعل وكان من اركانها هذا الاتهام الذي فبركته اسرائيل لاتهام سوريا بأنها زودت حزب الله اللبناني بصواريخ من طراز سكود! اما عن خطة الهجوم وساعة الصفر فيؤكد جيرالدي انها تعتمد اساسا علي هجوم جوي اسرائيلي مفاجيء تقترب خلاله الطائرات الاسرائيلية من ايران عن طريق المجال الجوي العراقي، وذلك بسبب أن الأمريكيين يسيطرون علي هذا المجال الجوي للعراق وانهم لن يتعاملوا ابدا مع الطائرات الاسرائيلية المغيرة ومن المؤكد انهم سيتركونها تمر بسلام لتحقيق مهامها! اما عن ساعة الصفر لهذا الهجوم الذي سيشعل المنطقة بأكملها فان جيرالدي يؤكد انه سيتم قبل شهر اغسطس القادم، والسبب في ذلك انه في هذا التاريخ ستقوم واشنطن بتسليم قوات الدفاع الجوي العراقية مهام ومسئولية حماية المجال الجوي للدولة وذلك في الوقت الذي سيقتصر فيه الوجود العسكري الامريكي في العراق علي »حامية غير مقاتلة« قوامها 06 الف رجل معظمهم من الاداريين الذين لا شأن لهم بأعمال القتال، وبذلك ستجد واشنطن نفسها وقد تورطت في حرب ضد ايران وهكذا تستمر النيران مشتعلة في الشرق الاوسط بأكمله.