اللواء محمد ابراهيم باتت كل المؤشرات تنبئ بعدم إقامة الدورة الودية (كأس الشهيد) التي أعلن عنها إتحاد الكرة يوم السبت الماضي كبديلة عن مسابقة الدوري الممتاز للموسم الحالي 2011 / 2012 تلك المسابقة التي تم إلغاؤها علي خلفية الاحداث التي شهدها ستاد بورسعيد في الاول من فبراير الماضي علي هامش مباراة المصري والاهلي بالاسبوع السابع عشر وهي الاحداث التي راح ضحيتها أكثر من سبعين مشجعا .. فالمسابقة الجديدة التي استحدثها إتحاد الكرة بدلا من الدوري الممتاز وتحدد لإقامتها الفترة من 29 مارس الجاري إلي 18 مايو القادم ، لم تلق القبول المرجو لا من الجماهير ولا الامن ولا الشركات الراعية ووكالات الاعلان .. فالجماهير وبالتحديد روابط الالتراس أعلنت رفضها التام لإقامة أي مسابقات ودية أو رسمية محلية قبل أن يتم القصاص لأرواح القتلي الذين راحوا ضحية الحادث ، وقد أعلنت روابط الالتراس في بيان رسمي لها أمس الاول أكدت فيه عدم تقبلها لإقامة البطولة الجديدة .. الامن أيضا سار علي الدرب برفض إقامة البطولة فقد أكد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية في لقائه الذي جمعه بالصحفيين أمس الاول أن الداخلية ليست مستعدة لتأمين أي بطولات أو مباريات محلية ودية كانت أو رسمية وأنها أي الداخلية ملتزمة فقط بتأمين المباريات الدولية الرسمية التي تقام بدون جمهور كمباراة الزمالك ويانج أفريكانز التنزاني التي أقيمت الاسبوع الماضي علي ستاد الكلية الحربية في عودة الدور التمهيدي لدوري الابطال الافريقي .. وأكد أيضا اللواء محمد إبراهيم للصحفيين علي أن الداخلية سبق وأن رفضت إقامة مباريات ودية طلب المنتخب الاول أن يلعبها بالغردقة وبدون جمهور ، فكيف تسمح بإقامة دورة كاملة تستمر لقرابة الشهرين .. أما بالنسبة للشركات الراعية والوكالات الاعلانية قد أعلنت جميعها العزوف عن شراء أو رعاية مباريات هذه الدورة ، فواحد من اصحاب الوكالات الشهيرة طلب ألا أذكر اسمه قال أنه من الصعب جدا أن تحقق بطولة أقرب للدورات الرمضانية أي نجاح إعلاني ، مشيرا إلي أنه لا يتصور أبدا أن يجد مسئولو الجبلاية رعاة لها كما يأملون .. نفس الكلام يؤكده عمرو عفيفي صاحب حقوق رعاية اتحاد الكرة والذي وصف الامر بالتهريج ، مشيرا إلي أن اتحاد الكرة عندما قرر إقامة هذه البطولة تغافل عن كثير من الجوانب المهمة التي كان يجب أن يراعيها أولا، وعلي رأس هذه الأمور العلاقات التعاقدية التي تربط الاندية بالرعاة، مضيفا أن هناك إرتباطات كثيرة تربط الاندية بالرعاة ، والتفكير في إقامة بطولة تشارك فيها هذه الاندية يستوجب أن يوجد الاتحاد أولا حلولا تجنبه وتجنب الاندية التعرض لمخاطر تعارض الارتباطات بين الاندية وشركات الرعاية .. أما عن علاقته هو بإتحاد الكرة بإعتبار شركته هي صاحبة حقوق الجبلاية لهذا الموسم الحالي والقادم أيضا وما إذا كان سيسعي لشراء البطولة الجديدة أم سيكتفي بالحقوق الاولية التي يتضمنها التعاقد بينه وبين الاتحاد ، قال عفيفي أنه ليس لديه أي رغبة في شراء أو حتي تسويق البطولة الجديدة ، هذا فضلا عن أن مسئولي اتحاد الكرة لم يفاتحوه أصلا في شأن هذه البطولة المستحدثة وكل المعلومات المتوافرة لديه علمها من وسائل الاعلام ليس أكثر .. يأتي هذا في الوقت ينشغل فيه مسئولو إتحاد الكرة بأمور أخري لا علاقة لها بالمرة بالبطولة الجديدة ، فالمسئولون مشغولون الآن بأمرين كلاهما مهم جدا، أولهما كيفية إعلان العقوبات التي قرر الاتحاد توقيعها علي المصري، وهي كما أشرنا إليها بالامس الهبوط إلي القسم الثاني وحرمانه من اللعب علي أرضه لمدة ثلاثة مواسم متصلة .. أما الامر الثاني فهو الترتيب للاجتماع غير العادي للجمعية العمومية المحدد له يوم 18 مارس الجاري ، ذلك الاجتماع الذي كان الاتحاد قد أعلن في وقت سابق عن تأجيله لأجل غير مسمي، إلا أن تعليمات عليا صدرت تطلب ضرورة إنعقاده في الموعد المحدد، ولعل هذا هو الذي دفع مسئولي الجبلاية للاستمرار بمكاتبهم حتي ساعة متأخرة من مساء أمس الاول وذلك لحصر التعديلات التي طلبت الاندية اجراءها علي لائحة النظام الاساسي وهي التعديلات التي كان مسئولو الجبلاية قد وضعوها كحجر عثرة أمام أعضاء انعقاد الجمعية .. وبعد الانتهاء من تفريغ التوصيات وحصرها تم إرسالها إلي الاتحاد الدولي - الفيفا - لاقرارها ومطالبة الاتحاد المصري العمل بها ، وينتظر أن يرد الفيفا خلال الساعات القادمة علي الاتحاد المصري بإعتماد البنود أو إعادة تعديلها مرة ثانية ، وفي حال الرد بالاعتماد فستعقد الجمعية في موعدها المحدد، أما إذا رد الفيفا ببعض الملاحظات وهذا المتوقع فسيكون المصير الحتمي لاجتماع الجمعية العمومية هو التأجيل لأجل غير مسمي مرة أخري.