البطولة غاية ينشدها الأبطال.. والانتصار هدف يرنو إليه الفرسان.. وميادين البطولة والانتصار ليست قاصرة علي المضامير والملاعب والأبسطة الخضراء والساحات فحسب.. وإنما قد تمتد إلي ميادين الوغي ومسارح القتال والحدود دفاعا عن تراب الوطن ضد الاعداء والغزاة.. وكم سقط لمصر من ابنائها المخلصين الأوفياء اعداد كبيرة من الشهداء فاق تعدادهم عشرات الآلاف وربما المئات.. صعدت أرواحهم إلي بارئها تزفها الملائكة وتحفها الرحمات وتغشاها المباركات وتخبرهم بأنهم خالدين مرفولين بالجنات مدعومين بالحسنات.. وقد تشرفت بمصاحبة ومرافقة بعض هؤلاء الأبطال الأفذاذ.. قاتلت معهم في الكتيبة 243 من اللواء 411 مشاة ميكانيكي في أكثر من موقع وموضع علي جبال اليمن السعيد وبين صحاري سيناء العزيزة.. ولعلي اعترف انني لم أفتأ أغبطهم علي شجاعتهم وبسالتهم النادرة والتي جعلتنا نحن الذين لم ننل ما نالوه من شرف الشهادة نتصور أنهم من طينة غير طينتنا.. طينة نورانية شفيفة نظيفة نقية.. اكسبتهم صفات بطولية.. واضافت إليهم سمات ملائكية.. ومكنتهم من الارتقاء بأنفسهم والتسامي بأرواحهم إلي مصاف أعلي درجات أرقي.. رحم الله شهداءنا الابرار الذين استرخصوا الحياة فكتب الله لهم جنات الخلد وبوأهم مقاعد عالية بين الانبياء والاصفياء والاتقياء.. والحقنا بهم ومعهم علي الحق والصدق إن شاء الله.