رضا محمود أخيرا.. تلألأت أنوار المسرح الكبير بدار الأوبرا ورفع الستار مساء أول أمس ليعلن انطلاق موسم جديد لحفلات الموسيقار المبدع عمر خيرت التي تعطلت بسبب الأحداث المحزنة التي مرت بها مصر في الفترة الأخيرة. بمجرد أن بدأ خيرت يضرب بيده علي أصابع البيانو ، وبدأت الوتريات وآلات الإيقاع تتفاعل معه ، إلا وأخذت عيوني تذرف الدمع فرحا بعودة الروح لمسارح الأوبرا، حيث ارتبط الحدث في ذهني بعودة مبشرة لمناخ الاستقرار.. لم أكن وحدي الذي مسح الدمع،فقد فعلت ذلك أيضا عازفة "الهارب" الشهيرة منال محيي الدين،عندما فاجأنا خيرت بحضور الفنانة ريهام عبد الحكيم لتغني"فيها حاجة حلوة" ، التي تفاعل معها الجمهور والعازفون في حب مصر.
خيرت أقام هذا الحفل بعد أن عاد من رحلة لسلطنة عمان تم تكريمه خلالها.. وقد استدعت هذه الرحلة من الذاكرة الجولات التي سافرت فيها أم كلثوم بفرقتها حول العالم بعد هزيمة 1967 لتقيم حفلات خيرية جمعت خلالها الملايين لدعم الاقتصاد المصري وإقالته من عثرته.
في رأيي أن عمر خيرت وغيره من الفنانين الذين يتمتعون بشعبية كبيرة لدي الجماهير،عليهم مسئولية وطنية وتاريخية لدعم بلدهم في هذا الظرف الصعب الذي تمر به الآن.. وإذا كانت الدول العربية قد خذلت مصر ولم توف بما وعدت، يكون من الواجب علي أبنائها الذين يعملون بالخارج أن يهبوا لمساندة بلدهم ودعمه حتي ينهض ويستعيد دوره من جديد. الموسيقار المحترم عمر خيرت : لماذا لاتحذو حذو السيدة "ثومة" وتخطط لجولة حول العالم بمشاركة من الأوركسترا السيمفوني تحملكم طائرة خاصة توفرها لكم الدولة لتقوم بمثل هذا العمل التاريخي الذي لم ولن تنساه مصرلأم كلثوم ، ولتؤكد علي معني مهم ،وهو أن للفن دورا وطنيا في وقت الأزمات لايقل في تأثيره عن دور الجندي في ميدان المعركة ؟