داود الفرحان تعقد القمة العربية في بغداد أو لا تعقد. قديماً قال الكاتب الانجليزي شكسبير: "نكون أو لا نكون تلك هي المسألة". بينما يقول رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي: "قمة أو لا قمة تلك هي المشكلة". والأمر لا يحتاج الي وردة ننتف أوراقها، ورقة بعد أخري ونحن نقول: تعقد.. لا تعقد.. تعقد.. لا تعقد.. فهكذا حكام عرب يستحقون قمة في بغداد يرأسها الطالباني ويديرها المالكي.. ويضحك عليها خامنئي. وألف رحمة علي روحك يا جمال عبد الناصر.. فقد إنتهت هيبة وجدية وعروبة القمم العربية برحيلك المفجع.. ولا عزاء للعراقيين والعرب.. اذا عقدت القمة العربية في بغداد فمعني ذلك ان حكومة المالكي سترأس عشرات اللجان المهمة المتفرعة عن القمة العربية واجتماعات الجامعة، وكذلك سترأس خلال الفترة المقبلة ثلاثة مؤتمرات هي بالاضافة الي قمة بغداد القمة العربية اللاتينية والقمة العربية الافريقية.. لقد قال المالكي بعظمة لسانه انه شيعي أولاً وعراقي ثانياً وعربي ثالثاً وعضو في حزب الدعوة رابعاً. فطائفيته هي المهمة الاولي والبقية ديكور لا أكثر. وهو لم يترك مناسبة تمر من دون إثارة الاتهامات ضد دول الجوار العربية. علي أي حال علينا ان نتصرف وكأن قمة بغداد قدر لابد منه. ولا جديد اذا قلنا ان بغداد علي فوهة بركان منذ بدء الاحتلال الامريكي وحتي اليوم. ولن ينخدع أحد بما تقوله أجهزة الدعاية المالكية أو تصريحات هوشيار زيباري أو تلميحات أحمد بن حلي. ما الذي يتوقعه القادة العرب أو من ينوب عنهم في بغداد؟ هل يتوقعون ان يهب الشعب العراقي المنكوب للترحيب بهم وهم يبصمون علي "شرعية" حكومة الاحتلالين الامريكي والايراني؟ بصراحة لن نقدم لبناً وتمراً لأحد. ليس لدينا وقت لذلك. تشريفهم بغداد علي عيوننا ورؤوسنا، ولكننا مشغولون بدفن ضحايا الانفجارات اليومية والاستفسار عن معتقلينا الابرياء المفقودين والبحث عن رغيف الخبز.. حلال علي من يحضر قمة بغداد "إعتقاله" من مطار بغداد الدولي الي القصر الجمهوري في المنطقة الخضراء. لقد نزل الجيش العراقي كله لتأمين القادة العرب أو من ينوب عنهم! وأعلن المالكي ان يوم القمة سيكون عطلة رسمية، ولكنه لم يعلن ان بغداد ستعيش لمدة اسبوع قبل بدء الاجتماعات وإلي حين مغادرة آخر حقيبة منع تجول للسيارات، وبدأت فعلاً حملة إعتقالات واسعة ضد كل معارضي حكومة الفساد والقمع تحسباً لأي احتمالات! ومن باب المعلومات للوفود التي ستشد الرحال الي بغداد لحضور قمة يرأسها جلال الطالباني الكردي ونوري المالكي الطائفي الايراني الهوي، أنقل لكم جانباً مما كتبه الصحفي الامريكي دان موريس من صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية الذي زار المنطقة الخضراء مؤخراً، وهي المنطقة التي لن تغادرها الوفود إلا الي المطار! قال موريس: "أضاف الاجانب الذين لا يزالون يعيشون في هذه المنطقة إسماً جديداً الي أسماء هذه المنطقة المحصنة وسط بغداد التي تسمي أيضاً المنطقة الدولية أو الفقاعة.. والاسم الجديد هو مدينة الاشباح". وتوجد الأركان الرئيسية للحكومة العراقية داخل المنطقة، بما في ذلك مكاتب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب. كما يعيش هناك معظم كبار مسئولي الحكومة العراقية الذين يدخلون ويخرجون من منازلهم المحاطة بالأسوار في قوافل مدرعة. لكن بحلول الساعة الرابعة عصرا تخلو الشوارع من المارة.. باستثناء الجنود المنتشرين في بعض الجيوب. ويقول دونه بروكس رئيس مؤسسة عمليات الاستقرار الدولي وهي منظمة تجارية تمثل مؤسسات أجنبية ومنظمات دولية في العراق: "لقد وصلنا إلي مرحلة بات من المستحيل معها البقاء، وكانت النتيجة تحول المنطقة الدولية إلي منطقة أشباح معزولة علي نحو متزايد. وقال عضو البرلمان العراقي الكردي محمود عثمان.. ما نراه اليوم هو أنهم يحصنونها بشكل مستمر خشية الانفجارات! للأسف لن يكون كل المسئولين العراقيين في استقبال القادة العرب لأن بعضهم مشغول بتنفيذ عمليات إعدام بالجملة.. والمفارقة ان بعض المعدومين يحملون جنسيات عربيةّ! .. وأمجاد يا عرب أمجاد.