محىى عبدالغفار قبل الثورة كان الحزب الوطني المنحل يستخدم البلطجية في أي شيء يريد إفساده يدفع البعض منهم تحت حماية الشرطة لإحداث شغب ومعارك ينتج عنها إفساد كل شيء. وبعد الثورة اصبح البلطجية لا عمل لهم.. وليس هناك مورد رزق.. من هنا فهم يبيعون انفسهم لمن يدفع.. ومعركة الجمل خير دليل ذلك.. عندما استأجر رجال الوطني المنحل البعض منهم واطلقوا لهم العنان في ميدان التحرير في بداية الثورة.. ليقتلوا من يقتلون ويصيبوا من يصيبون في محاولة لإعادة الوضع كما كان.. ولإفشال الثورة.. ولكن خاب ظنهم.. ونجحت الثورة واصبحت معركة الجمل احد اهم اسباب نجاح الثورة.. بل واصبحت مثالا حيا للإرهاب والبلطجة الذي مارسه النظام السابق.. لدرجة انه اصبح منهاج عمل لكل رجالاته. بعد نجاح الثورة.. حدث انفلات أمني في جميع مواقع الدولة.. وتوارت الشرطة إلي الخلف.. وظهر البلطجية علي السطح وأصبح لهم دور بارز في بث الرعب والخوف لدي المواطن لكي يتحسر علي العصر البائد.. وتكررت المليونيات في ميدان التحرير وجميع المدن المختلفة ومن خلالها ظهرت العصابات والبلطجية الذين سيطروا علي الشارع المصري.. وليس هناك من يردعهم. كان من نتيجة غياب الشرطة ان توحش البلطجية في ميدان التحرير وشارع 26 يوليو مرورا بميدان الاسعاف حتي وكالة البلح.. وميدان التحرير.. وميدان العتبة وغيرها من الميادين المهمة ما هي إلا امثلة حية للانفلات الامني وعدم سيطرة الشرطة علي البلطجية والباعة الجائلين.. لقد تحولت تلك الشوارع والميادين إلي مثال حي لعدم احترام الدولة.. وبالتالي عدم احترام القانون.. الكل يأخذ حقه بالقوة وعلي الضعيف ان يتواري الي الخلف.. لقد سيطر البلطجية علي الشوارع والميادين ومن يعترض عليه ان يلتزم منزله خوفا علي نفسه وعلي أسرته. حتي أعمال والسرقات تحت قوة السلاح انتقلت الي الطرق الرئيسية والبنوك والمكاتب الخاصة.. وعملية السطو المسلح علي البنوك ومحاولة اغتيال الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية وسرقة التليفزيونية سهير الأتربي في مكتب المحامي ما هو إلا تأكيد للانفلات الامني الذي تعاني منه مصر الآن.. بلد الأمن والأمان، ولا ننسي عملية البلطجة الأكبر في تاريخ الرياضة المصرية وهي ما حدث لجماهير الاهلي في بورسعيد ومقتل ما يزيد عن 73 مشجعا. وعندما يصرح اللواء احمد حلمي مدير مباحث وزارة الداخلية بأن جهود الشرطة موجهة حاليا لإعادة الانضباط ومواجهة حالات الانفلات الأمني الذي مازال يسيطر علي الشارع المصري.. وان الوزارة ترصد هذه الحوادث التي وقعت طوال الفترة الماضية.. ولكن هل مازالت الوزارة ترصد وتحلل هذه الحوادث التي وقعت خلال الفترة الماضية.. ام ان هناك خطة بالفعل للقضاء علي ظاهرة البلطجة والإرهاب والباعة الجائلين الذين سيطروا علي الشوارع والميادين في مصر المحروسة.. الكلام كثير.. والافعال تنتهي بمجرد فعلها.. فوزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم قام بالكثير من الجولات الميدانية لإعادة الانضباط.. وكتبت الصحف وصور التليفزيون.. ولكن بمجرد الانتهاء من الجولات يعود كل شيء إلي أسوأ مما كان.. ولعل ميدان رمسيس والتحرير والإسعاف مثال حي لما حدث ويحدث.. لابد من الضرب بيد من حديد لتطبيق القانون.. لأنه يبدو اننا تعودنا علي عدم احترام القانون.. يجب ان ننزع الخوف من قلوبنا ونتحلي بالشجاعة عند تطبيق القانون وحتي تعود البلاد الي هيبتها. قبل الختام: إلي كل أصدقائي علي مدار عمري قد تفقد العيون من رأت.. ولكن القلوب لن تنسي أبدا من أحبت!