نوال مصطفى باق من الزمن 12 يوماً علي فتح باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية. فهل استعد المرشحون المحتملون لهذا السباق الأهم والأخطر في تاريخ مصر؟، وهل سنشهد سباقاً رئاسياً بمعني الكلمة ؟ هل أعد كل مرشح عدته لهذه المنافسة الشرسة علي أكبر منصب في مصر؟ المطلوب من كل مرشح في أول انتخابات رئاسية تجري علي أرض مصر بعد ثورة 25 يناير أن يقدم نفسه بصورة حقيقية واقعية جادة تتجاوز الشكليات والمؤتمرات وحضور سرادقات العزاء وحفلات الأفراح والتنقل بين محافظات مصر. المطلوب أن يقدم كل منهم برنامجاً واضح المعالم يحدد فيه رؤيته المدروسة للتعامل مع قضايا أساسية ومشاكل صعبة ومعقدة وملفات مليئة بالأوراق المختلطة. مشاكل مصر كثيرة تراكمت وتفاقمت علي مدي أكثر من ستين عاماً ولذلك فليس مطلوباً من الرئيس القادم أن يتعامل مع كل المشاكل دفعة واحدة، لكن علي الأقل المطلوب منه أن يقدم لنا برنامجه تجاه القضايا الأساسية التي ينبغي أن تصبح أولويات في برنامج كل منهم وأهمها: الأمن.. الاقتصاد.. التعليم.. الصحة.. البطالة.. الأمية. وفي اعتقادي أن تلك القضايا الست لا يمكن أن يخلو برنامج لمرشح رئاسي منها، فهي عصب أي دولة تسعي للتقدم وتريد أن تنهض علي أساس سليم قوي .لذلك أري أن الناخب الواعي لابد أن يقرأ برامج المرشحين من خلال تلك القضايا الأساسية وألا ينخدع بالشعارات الرنانة والوعود الوردية والرشاوي الانتخابية بكل أشكالها. فليس مقبولاً الآن أن يسعي المرشح إلي شعبية مبنية علي مجموعة شقق توزع بشكل عشوائي وغير مدروس علي بعض الشباب وليس مطلوباَ أن ينتظر المواطنون علاوة استثنائية لم يدرس مانحها الموارد التي سوف تجلب منها كما حدث من قبل، وترتفع الأسعار علي أثرها فتصبح بلا أي قيمة. أي أن ارضاء الجماهير الوقتي ليس ما نطمح إليه في النظام السياسي القادم وإنما وضع أسس عادلة للارتقاء بمستوي معيشة المواطنين مبنية علي خطط تنمية حقيقية تأتي ثمارها علي المدي الطويل ويشعر بها المواطن كنتيجة لنهوض الدولة ككل وليست كهبات. وحتي يتحقق ذلك يجب أن يكتمل المثلث الذي يمثل نظام الدولة وهو رئيس الجمهورية.. الحكومة.. مجلس الشعب . وأن يكون التعاون بين أضلاعه واجباً وطنياً لا تشاحناً حزبياً أو ايديولوجياً . فبرنامج الرئيس الذي سوف يلقي تأييداً شعبياً عن طريق صناديق الانتخاب يحتاج إلي تضافر جهود الضلعين الآخرين في المثلث حتي يتحقق علي أرض الواقع من خلال خطة قومية ومدي زمني محدد. فهل نشهد خلال الأيام القليلة القادمة برامج مرشحين جادين يؤمنون أن التنافس بينهم هو لصالح الوطن في المقام الأول وليس لمجرد الوصول إلي كرسي الرئاسة ؟ وهل سيفاجئنا الشعب المصري في هذه الانتخابات الحاسمة - كما فاجأنا من قبل - ويختار بوعي وفهم و وطنية الرئيس الذي يحقق الصالح العام، حتي لو اقتضي ذلك شد الحزام لبضع سنوات ؟. ليس المهم أن نجد المرشح المحتمل يشرب شاياَ في الغيط مع الفلاحين المعدمين أو يأكل معهم علي "الطبلية"، المهم أن نجده يعمل وفق خطة مدروسة خلال الأربع سنوات القادمة من أجل أن يجد هذا الفلاح الحد الأدني من احتياجاته كإنسان يشعر بكرامته وبقيمة عمله مهما كان صغيراً. أيها المرشحون المحتملون استعدوا فالشعب المصري قد استيقظ ولن يقبل برئيس يرضيه بعض الوقت ثم يسحقه كل الوقت!