د. صلاح قبضاىا ضحايا الفضائيات ببرامجها الحوارية إزداد عددهم وإشتد مرضهم لانهم يصدقون ما يشاهدون وما يقوله ضيوف هذه البرامج. وقد احترف معظم هؤلاء المتحدثين التنقل بين استديوهات القنوات الفضائية ليكرروا في كل برنامج ما قالوه في برامج أخري، حتي أطلق عليهم أحد معدي البرامج الفضائية لقب »ضيوف الشنطة« الذين هم دائما تحت الطلب. وقد تحدثت في هذا الأمر مع أحد أساتذة علم النفس عندما إلتقيت به في عزاء صديق مشترك، وقلت له انني أصبحت لا أستطيع متابعة البرامج الحوارية بسبب كثرتها وتشابهها وتكرار ضيوفها وعصبية من يقدمها من المذيعين والمذيعات ومعظمهم تملكتهم النرجسية وأصابهم الغرور وتميزوا بالعصبية وإرتفاع الصوت بالاضافة الي هبوط مستوي الأداء المهني لمعظمهم، الي حد ان واحدة من هؤلاء قامت بلطم وجهها علي الهواء وهي تردد شائعة عن قيام وزارة الداخلية بتقديم إعانات مالية للمتهمين في قضايا قتل المتظاهرين، وهو ما تبين عدم صدقه. ونصحني صاحبنا بتجنب هذه البرامج لان لها أثر سلبي علي الصحة النفسية، وان أكتفي بمتابعة نشرات الأخبار التي تقتصر عادة علي الحقائق المؤكدة. وأكثر ما يؤخذ علي هذه البرامج الحوارية التووك شو تورطها في التعليق علي الأحكام القضائية الصادرة عن محاكم جنايات مصرية رغم العلم بان ذلك محظورا بحكم القانون مما يدفعهم الي الإدعاء بانهم لا يعلقون علي أحكام القضاء وانما يحاولون فقط نقل مشاعر الشارع والتعبير عن رأي الجماهير. وقد استضافت معظم البرامج الحوارية أساتذة تحدثوا عن سير المحاكمات في محاكم الجنايات وعن قرارات وأحكام قضائية ينظم القانون أساليب وطرق الطعن عليها، وليس من بينها ما يجري ترديده عبر البرامج التليفزيونية. وعادة يتحول البرنامج الي مناظرة بين الضيف وبين مقدم أو مقدمة البرنامج دون الالتزام بضوابط العمل الاعلامي أو الأصول المهنية، وكثيرا ما يحاول مقدم أو مقدمة البرنامج فرض رأي معين علي الضيوف، ومنهم من يتصفون بضعف الشخصية الي حد الانسياق الي قيادة أصحاب البرامج ممن قلنا ان النرجسية تملكتهم وأصابهم الغرور. ونعود الي التأكيد من جديد علي هبوط المستوي المهني والفني لأصحاب البرامج السابق الاشارة اليها وأسلوبهم الانفعالي وصوتهم المرتفع وعصبيتهم الشديدة، مع ترديد شائعات كاذبة بما يوحي بانها حقائق مؤكدة، بالاضافة الي تورطهم في مخالفات قانونية. وهذا ما يري أستاذ علم النفس ان له آثاره السلبية علي الصحة النفسية. ونسأل الله العافية لنا وللمشاهدين..