لابد ان ندرك ونحن نتحسس خطواتنا نحو التقدم - رغم كل المشاكل والمصاعب التي تعترض طريقنا- ان الارقام والاحصاءات هي طريقنا لتحقيق اهدافنا في كل مجالات الحياة. ان هذه اللغة هي اداة الوصول الي ما نريد من طموحات وآمال بأسرع السبل وبالصورة الكاملة المتكاملة. من خلال هذه الارقام والاحصائيات- التي تتسم بالدقة والشفافية- يمكننا وضع السياسات التي تستجيب للمتطلبات الحالية واعداد المخططات اللازمة لبناء المستقبل. انها تمثل الضوء الذي يحدد المعالم التي تقودنا الي تحقيق ما نتطلع اليه من نهضة وتقدم. ان متابعة جيدة تعتمد علي الخبرة وتجارب الآخرين مع هذه الارقام والاحصائيات تعد أمرا مفيدا للغاية للاسراع بالنتائج الايجابية والانجازات المحسومة المتوقعة لأي هدف يتم التخطيط السليم له في اي مجال من المجالات. هذا الامر ينطبق علي السياحة.. صناعة الامل والتي اصبحت نشاطا عالميا تتنافس علي تجويد ممارسته.. العشرات من دول العالم بعد ان تحول الي طريق بلا نهاية للتنمية الاقتصادية وموارد العملات الاجنبية والتصدي لمشكلة البطالة. ايمانا بهذه الحقيقة كانت ندوة جمعية الكتاب السياحيين التي دارت وتركزت حول الارقام والاحصائيات ودورها في خدمة السياحة. وقع الاختيار علي الدكتورة عادلة رجب المستشارة الاقتصادية لوزير السياحة والخبيرة المتخصصة في شئون الاحصاء السياحي لتكون محدثتنا في هذه الندوة. وعلي هدي العرض الذي قدمته الدكتورة عادلة في هذا اللقاء يمكن القول ان التعامل مع الارقام والاحصائيات التي تم تناولها يعد بكل المقاييس موسوعة علمية متكاملة نفتح الطريق لاستثمارها في تعظيم حركة السياحة والعائدات المحققة من ورائها. ركزت المؤشرات التي كشف عنه حديث خبيرة الاحصائيات علي الاهمية الاقتصادية لصناعة السياحة من خلال انشطتها المختلفة سواء كانت خارجية أو داخلية وما يتولد عنها من إنفاق سياحي يصب بإيجابية في صالح الاقتصاد القومي. وشمل العرض العلمي الذي جري تقديمه الدائرة الواسعة لما يستهلكه السائح خلال رحلته وتشمل الفنادق والاقامة والخدمات العامة والطعام والشراب والنقل ونواحي ثقافية وخدمات سياحية وصناعات مختلفة. وفيما يتعلق بمكانة السياحة في قائمة العائد الاقتصادي تقول الاحصائيات انها تمثل: 2.94٪ من صادرات الخدمات »الاولي في صادرات الخدمات والثانية في الصادرات العامة«. 02٪ من موارد النقد الاجنبي. 3.11٪ من اجمالي الناتج المحلي. 8.7٪ من الاستثمار في قطاع الخدمات. 52٪ من اجمالي حصيلة الضرائب علي الخدمات و4.3٪ من اجمالي الضرائب علي الدخل و3.2٪ من اجمالي حصيلة الايرادات الضرائبية العامة. هذه الارقام تعكس المكانة التي تمثلها صناعة الامل في الايرادات التي تمثل ركيزة اساسية لموارد الموازنة العامة للدولة. وفيما يتعلق بنصيب مصر من سوق السياحة العالمية وفقا لاحصائية 0102 »عام ما قبل الثورة« تقول الارقام والاحصائيات: احتلال المركز 81 بين 05 مقصدا عالميا تحظي بأكبر اقبال سياحي. المركز الأول بين دول الشرق الأوسط. المركز الاول بين دول شمال افريقيا. المركز الاول في كل قارة افريقيا. 7.22٪ من ايرادات السياحة في منطقة الشرق الأوسط. 5.1٪ من حصيلة السوق العالمية من النشاط السياحي. العمالة المباشرة وغير المباشرة 3 ملايين عامل بنسبة 6.21٪ من اجمالي العمالة في مصر. من أهم مصادر العملة الصعبة للموازنة المصرية »5.21 مليار دولار« عام 0102 انفقها 5.41 مليون سائح. دور اساسي في تحقيق التنمية المجتمعية وتنمية العديد من الصناعات. انطلاقا من كل النتائج الاقتصادية التي يمكن للسياحة تحقيقها.. والتي عرضتها الدكتورة عادلة رجب في ندوة الكتاب السياحيين.. لابد ان ندرك اهمية صناعة الامل وبالتالي حتمية الحفاظ علي مسيرتها.