وكما الاسرائيلي »فانونو« خرج الباحث اليهودي ساشا بولاكو سورانسكي كاشفا وفاضحا لحقيقة السلاح النووي الاسرائيلي، وجميع التفاصيل الدقيقة التي تؤكد امتلاك اسرائيل لهذا السلاح، وغيره، وانها تمكنت من ذلك بالتعاون مع جنوب افريقيا خلال السبعينيات! وعلي الفور وباحتراف مهني مشهود تلقفت صحيفة «الجارديان« البريطانية هذه المعلومات التي وردت في كتاب جديد من تأليف الباحث اليهودي سورانسكي - وهو من جنوب افريقيا ويحمل الجنسية الامريكية - تلقفت الجارديان هذا الكتاب القنبلة و نقلا عن »الجارديان« نشرت صحفنا بالأمس ما حملته وكالات الأنباء العالمية عن هذا الموضوع بالغ الخطورة والأهمية! وهنا فإنني لن اتعرض الي التفاصيل التي نشرت بالأمس عن عدد القنابل التي صنعتها اسرائيل، وكميات اليورانيوم التي حصلت عليها من خلال جنوب افريقيا.. الخ، وما خفي كان أعظم، وفي مقدمة هذا »الأعظم« انه في عام 4791 كانت اسرائيل تملك صواريخ أرض - أرض من طراز »أريحا« مزودة برءوس نووية- لن اتعرض الي شيء من هذا، ولكن ينبغي علينا جميع ان نتوقف طويلا عند تلك المعلومة التي وردت في الكتاب، والتي تقول »إنه في صباح 22 سبتمبر عام 9791 التقط قمر الاستطلاع الأمريكي »فيلاه« وميضا ثنائيا غامضا شعَّ فوق مياه المحيط الهندي، وأضاء مساحة هائلة في هذا الموقع ومع ذلك فان واشنطن تكتمت تماما علي هذا الحدث الذي يؤكد اجراء تجربة نووية في هذا المكان قامت بها اسرائيل علي حد اعترافات سورانسكي - ولكن واشنطن التزمت بالصمت التام، وذلك تماما كما فعلت خلال حرب يونيو 7691 عندما التزمت بالصمت حول حادث مهاجمة الطيران الاسرائيلي لسفينة التجسس الأمريكي »ليبرتي« وتدمير هذه السفينة، وقتل عدد من بحارتها، والصقت هذا الاتهام بمصر وقواتها الجوية! والغريب في ذلك ان واشنطن لم تناقش يوما امتلاك اسرائيل لهذا السلاح النووي، ولم تشر اليه من قريب او من بعيد حتي لأقرب حلفائها، ولكن بدلا من ذلك فانها شمرت عن ساعديها وقامت بغزو العراق بزعم ان هذه الدولة العربية تملك ترسانة لأسلحة الدمار الشامل! وهذه هي حقيقة هذا العالم الذي نعيش فيه جميعا خلال تلك الحقبة البائسة من التاريخ، وإمعانا في الفجور فانهم لا يكلون، ولا يملون من مناقشة قضايا الحريات وحقوق الانسان في جميع ارجاء العالم العربي.