حازم الحدىدى غادرت مصر إلي نيويورك في نفس اليوم الذي أقيمت فيه مباراة الأهلي والمصري، وعندما هبطت الطائرة علمت بأمر المذبحة وبدأت ماراثون ملاحقة الأخبار عبر الأنترنت والتليفون وما تيسر من القنوات الفضائية المتاحة هنا في نيويورك، وعندما فتحت الفيس بوك شاهدت لأول مرة الوجوه التي تلقت طعنات الغدر من أهل بورسعيد، شاهدت الشباب الأخضر الطاهر البرئ المشرق الذي راح ضحية الإهمال أو التواطؤ، ورغم مرور بضعة أيام علي المذبحة ورغم سرعة إيقاع الحياة في أمريكا ورغم الإجهاد الشديد إلا أنني لا أنام ولا أهدأ ولا أبتسم ولا أنسي ولا أدري كيف هان هؤلاء الشباب علي مصر. كيف ضحت بهم أجهزة الأمن سواء بالتقصير في حمايتهم أو بالتواطؤ لتسهيل مهمة من قتلهم. قلبي مقبوض وذهني مشتت ولا أصدق أن هذا يحدث في بلدي، وتزداد حيرتي ويجن جنوني وتسيل دموعي ويكويني الوجع، وأنا أشاهد هنا، كيف تحنو أمريكا علي الكلاب في الوقت الذي نقتل فيه أطهر الشباب.